البطماني تحقق حلمها بمشروع إنتاجي بعد 25 عاما

منى أبوحمور

عمان- تمكنت الأربعينية، زبيدة البطماني، من كسر حاجز الخوف والرهبة من مجتمع جديد دخلت إليه بعد زواجها في الأردن، يختلف بعاداته وتقاليده ونكهة أطباقه، فدمجت أسلوبها الشامي بخبرتها الأردنية لتخرج بمشروع منزلي متميز على مستوى منطقة إربد التي تعيش فيها.اضافة اعلان
سكنت أم عمار سورية الأصل في إربد، منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما بعد زواجها، إلا أن دخولها لعالم جديد وبيئة مختلفة لم يمكنها من تحقيق حلمها في مشروع الطبخ والحلويات، منتظرة عقدين ونصفا، لتجد نفسها بعد ذلك مستعدة لدخول هذه التجربة الصعبة، وفق قولها.
وتقول "زواجي من رجل من عائلة معروفة في إربد شكل صعوبة في بداية الأمر، فلم يكن العمل في الطبخ والحلويات أمرا مقبولا اجتماعيا"، إلا أنها تمكنت وبعد جهد من إقناعه بأنها قادرة على تحقيق نجاح كبير في هذا المشروع، وأنها ليست الأولى في هذا المجال، لاسيما في ظل وجود العديد من قصص نجاح لسيدات أردنيات.
وتضيف البطماني "الأمر اختلف عما كان عليه في السابق، والناس أصبحوا يتقبلون مشاريع الطبخ المنزلية وتمكنت من تكوين علاقات مع الأقارب والجيران والمعارف، الأمر الذي دفعني للانطلاق بمشروعي منذ عام ونصف".
وتبين البطماني، أنها عندما فكرت بأن يكون عندها هذا المشروع، كان لابد من التوجه لجهة تدعمها وتساعدها فيه، موضحة أنها توجهت إلى مشروع ريادة الأعمال الأميركية، حتى تتمكن من البدء بشكل صحيح في هذا المشروع.
تمكنت البطماني، من خلال مشروع ريادة الأعمال، من الحصول على العديد من الدورات التي أكسبتها مهارة عالية في صنع الأطباق وكيفية تقديمها، كما حصلت على دورات في تحسين جودة المنتج وإدارة المشاريع والتسويق وكيفية تقديم منتجاتها في السوق المحلي.
انشغال أم عمار بالبيت وتربية أبنائها والتجهيز لمشروعها، لم يمنحها المزيد من الوقت حتى تتمكن من الحصول على أكبر عدد ممكن من الدورات التدريبية، وتوسيع خبراتها، وهو ما دفعها للتفكير بإدخال ابنتها شريكة لها في العمل، وبالتالي تحصل هي على الدورات التي لا تتمكن البطماني من الحصول عليها. وبالرغم من أن البطماني تحمل الجنسية الأردنية وتسكن في إربد منذ أكثر خمسة وعشرين عاما، إلا أنها ما تزال تحتفظ بطريقتها الشامية في إعداد الأطباق، وما تزال تطهو بذلك النفس الشامي الأصيل الذي تعلمته من جدتها ووالدتها، الأمر الذي خلق نوعا من التحدي في كيفية إقناع البيئة المحيطة بها بما تعد من الأطباق.
بدأت أم عمار مشروعها بإعداد الأطباق البيتية التقليدية لطلاب الجامعات، الذين أقبلوا بشكل كبير على أطباقها التي كانت تذكرهم بأكل أمهاتهم، وفق قولهم لها؛ حيث كانت تشارك الطلبة آراءهم حول الأطباق التي يرغبون بتناولها ويحبونها.
وفي خطوة ثانية، تمكنت البطماني من المشاركة في العديد من البازارات التي مكنتها من الترويج لأطباقها الشامية بشكل واسع وكبير، وحظيت بإعجاب الناس بنكهة أطباقها المميزة، ما ساعدها على توسيع قاعدة معارفها والخروج بعملها خارج نطاق المحافظة.
وتتميز البطماني بالأطباق السورية التقليدية مثل؛ الحراق بإصبعه، اليلنجي، الكبة الشامية بأنواعها، الشيشبرك، الشاكرية، فضلا عن إتقانها الأطباق الهندية والإيطالية التي يميل لها طلاب الجامعات كثيرا.
أكبر التحديات التي واجهتها البطماني، كانت في كيفية إقناع الناس بالأطباق الشامية والنكهة الشامية والتعريف بنفسها، الأمر الذي تطلب منها الكثير من العمل والجهد والتعب.
تمكنت البطماني من مواجهة ذلك كله بدعم أبنائها الذين وقفوا إلى جانبها، فمنهم من تسلم مهمة الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم من ساعدها على إعداد الأطباق، في حين ساعدها زوجها على تأمين مستلزمات الأطباق التي تريد تحضيرها والترويج لها وزيادة عدد معارفها ودعمها بطلبيات جديدة وكبيرة.
وأسهم تأمين سيارة لتوصيل الطلبات، بحسب البطماني، في تسهيل عملها؛ حيث أصبحت تقوم بتوصيل طلبيات داخل المحافظة وذلك بمساعدة ابنها، واصفة مشروعها بأنه عائلي ولم تتمكن بعد من توظيف أشخاص من خارج العائلة فيه.
وتلفت البطماني، إلى أن مشروع ريادة الأعمال وضع قدميها على الطريق الصحيح وساعدها كذلك على تقديم منتجها إلى السوق المحلي بصورة تليق بالمستهلك وذوقه، كما تمكنت من إدارة مشروعها بصورة صحيحة، داعية في الوقت نفسه أي سيدة لديها طموح وموهبة إلى المسارعة في تحقيقهما، لأنه لا يوجد شيء يستحيل تحقيقه مع الإرادة والطموح.