البلقاء: العطلة المدرسية تفاقم ظاهرة "عمالة الأطفال"

محمد سمور

يبدو لافتا ازدياد ظاهرة عمالة الأطفال في محافظة البلقاء في عطلة المدارس بين الفصلين الدراسيين، وفي مهن مختلفة أبرزها ما تُعرف بـ”أكشاك بيع القهوة السائلة”، وذلك للمساهمة في إسناد أسرهم بمواجهة تكاليف الحياة ومتطلباتها.

أصحاب عدد من المحال التجارية في المحافظة، أكدوا لـ”الغد”، أن أولياء أمور هؤلاء الأطفال هم من يبدون رغبة بتشغيل أبنائهم خلال العطلة لتحقيق مردود مالي يسندهم في مواجهة تكاليف الحياة، بالإضافة إلى رغبتهم بإشغال وقت فراغ أبنائهم بأمر مفيد ومجد. ووفق ما ذكر مصدر في وزارة العمل لـ”الغد”، لا توجد إحصائية دقيقة بأعداد الأطفال العاملين، إلا أنه أكد أن المديرية تتابع أولا بأول ما إن كان هناك مخالفات بهذا الخصوص، من خلال جولات ميدانية تطال المهن باختلاف أنواعها. وفي حديثهم لـ”الغد”، أكد عدد من الأطفال والأحداث العاملين، أنهم يعملون بموافقة وتنسيق من قبل أولياء أمورهم مع أرباب العمل، بهدف المساهمة بمساعدة أسرهم في تأمين مصدر دخل يعينهم على مواجهة ظروف الحياة. الطفل سيف البالغ من العمر 15 عاما، يقول إنه يعمل منذ عامين في محل حدادة لمدة 10 ساعات يوميا وبأجر شهري يبلغ 200 دينار، مشيرا إلى أنه وفي أيام الدراسة يستمر بالعمل لمدة 6 ساعات بأجر 100 دينار شهريا. وقال إنه يساعد والده الذي يعمل في إحدى شركات خدمات المستشفيات على تأمين احتياجات الأسرة البالغ عدد أفرادها 4 وجميعهم أطفال، بالإضافة إلى والدتهم وهي ربة بيت لا تعمل. الأمر ذاته ينطبق على الطفل معاذ البالغ من العمر 12 عاما، والذي يسهم هو الآخر بمساعدة عائلته المكونة من الأم و3 أبناء تخلى عنهم والدهم بعد انفصاله عن والداتهم، قائلا إنه يعمل نحو 8 ساعات يوميا في أحد أكشاك بيع القهوة السائلة مقابل أجر قدره 150 دينارا شهريا. معاذ يقول إنه يسند والدته التي تعمل في مجال الخياطة لسداد المصاريف الأساسية من إيجار منزل قدره 160 دينارا، بالإضافة لفواتير الكهرباء والمياه والاحتياجات الشهرية الأساسية. من جانبهم، أكد أصحاب محال تجارية، أنهم لا يقومون بالاتفاق على عمل طفل أو حدث إلا بموافقة ولي أمره، وذلك تعاطفا معهم من جهة، وكونهم أقل أجرا من غيرهم من جهة أخرى. وأضافوا، أنهم يقبلون بذلك تفهما لظروف أسرهم وللمساعدة في تأمين مصدر دخل يعينهم وأسرهم على مواجهة متطلبات الحياة، رغم أن القوانين والتعليمات تمنع تشغيلهم. وأشاروا إلى أن ظاهرة “عمالة الأطفال” في محافظة البلقاء، غالبا ما تزداد في العطل المدرسية، وفي مختلف مجالات العمل، إلا أنها تبدو لافتة في أكشاك بيع القهوة كون هذه المهنة لا تتطلب معرفة وخبرة كما في المهن الأخرى كالميكانيك والنجارة والحدادة وغيرها. بدوره، قال مصدر في وزارة العمل لـ”الغد”، أن دور الوزارة هو مراقبة تطبيق قانون العمل الأردني، مشيرا إلى أنه وفيما يخص عمل الأحداث، يقوم مفتش العمل بمراقبة تطبيق بنود القانون الخاصة بذلك وهي مواد القانون (73،74،75،76،77). ووفق المصدر، يقوم مفتش العمل أثناء الزيارة التفتيشية الدورية أو الحملات التفتيشية المتخصصة والتي تكون موجهة للحد من عمل الأطفال، باتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحاب العمل المخالفين، وهذه الإجراءات تكون إما انذار لمدة لا تزيد على 7 أيام، أو مخالفة صاحب العمل المخالف. وقال، إن هذا القطاع من العمل يشهد عمل حملات تفتيشية متخصصة لا سيما على محال بيع القهوة السائلة، وكذلك القطاعات الأخرى التي يكثر فيها عمل الأطفال مثل قطاع الميكانيك وتجارة التجزئة كذلك. وفي حال وجود مخالفات، أكد المصدر أنه يتم إرسال الضبوطات إلى المحاكم في جميع أنحاء المملكة ليتم دفع الغرامات حسب المادة 77من القانون، ويتم أيضا عمل حملات توعوية تشمل جميع القطاعات بشكل دوري سواء من خلال الزيارات التفتيشية الميدانية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة العمل أو الموقع الإلكتروني يتم من خلالها توضيح الأضرار والمخاطر الموجودة في القطاعات على صحة وعمل الأطفال وضرورة إرجاعهم إلى مقاعد الدراسة.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان