البلقاء: انفكاك أطباء للحصول على الاختصاص يفاقم نقص الكوادر الطبية

حابس العدوان

البلقاء – في الوقت الذي يعاني فيه سكان مناطق محافظة البلقاء من نقص الأطباء العامين والأسنان والكوادر الفنية في المراكز الصحية، يبدي معنيون مخاوفهم من تفاقم المشكلة نتيجة انفكاك الأطباء العامين للحصول على الاختصاص دون توفير بدائل لهم.اضافة اعلان
وعلمت "الغد" ان 35 طبيبا من أصل 80 طبيبا عاما سيتركون عملهم في المراكز الصحية خلال الأسبوع الحالي.
ويؤكد عضو مجلس محافظة البلقاء الدكتور عمر العدوان، ان غالبية المراكز الصحية حاليا تشهد نقصا بالأطباء وخاصة المراكز الفرعية التي تغطي يومين في الأسبوع، لافتا إلى أن انفكاك المزيد من الأطباء سيزيد من معاناة المرضى والمراجعين.
ويوضح أن المراكز الصحية تشكل العمود الفقري للرعاية الصحية الأولية التي تعتبر خط الدفاع المتقدم عن صحة الإنسان وسلامته، ويجب العمل على تعزيز دورها وتزويدها بالكوادر اللازمة لتلبية الحاجة المتزايدة لها وتمكينها من النهوض بدورها في تقديم الرعاية الصحية، مبينا ان أي نقص في الكوادر الطبية أو التمريضية أو الأجهزة والأدوية سيؤدي إلى خلل بالمنظومة الصحية ككل.
ويرى العدوان، أن معاناة الأهالي تزداد في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية واعتمادهم على المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية لتلقي الرعاية الصحية، مضيفا ان نقص الكوادر الطبية في المراكز الصحية، سيشكل ضغطا هائلا على المستشفيات الحكومية التي تعاني من ازدياد أعداد المراجعين.
ويشدد عاملون في القطاع الصحي على ضرورة رفد المراكز الصحية بالكوادر الطبية اللازمة، للحد من معاناة المواطنين وتسهيل حصولهم على الخدمات الطبية بتكاليف منخفضة وبكل سهولة ويسر، لافتين إلى أن انفكاك عدد كبير من الأطباء دون توفير بديل سينعكس على أداء بقية الأطباء العاملين في المراكز لأنهم سيضطرون إلى معاينة مرضى اكثر.
ويشير إلى ان برنامج الإقامة في التخصصات الطبية المختلفة مطلب رئيس للتغلب على مشكلة نقص الاختصاصات وتوفيرها للمواطنين، مستدركا"على الوزارة العمل على توفير بدلاء للأطباء الذين سيتركون عملهم في المراكز للانضمام للبرنامج".
ويبدي المواطن احمد الرشيدي مخاوفه من تراجع الخدمات التي يقدمها المركز الصحي الى ما هو اسوأ اذا لم يتم توفير بدائل للاطباء الذين سيتركون عملهم، موضحا المركز الذي يخدم البلدة مركز فرعي ياتيه الطبيب لمدة ساعة ثلاثة أيام في الأسبوع وأي نقص في الأطباء سيزيد من صعوبة الأوضاع على المرضى والمراجعين.
ويضيف أن هذا الأمر سيدفعهم إلى مراجعة المستشفى والانتظار لساعات لحين الحصول على خدمات العلاج أو الاضطرار إلى مراجعة الاطباء في القطاع الخاص ما قد يحملهم أعباء مادية مكلفة، موضحا ان الرعاية الصحية الأولية هي الخدمة الوحيدة التي لا يستطيع أي شخص الاستغناء عنها.
ويبين عواد الشطي أن عددا كبيرا من المراكز الصحية يتم تغطيتها بطبيب مرة كل يومين ولمدة قصيرة ما يخلق مشاكل على الدور والانتظار منذ ساعات الصباح الباكر لتلقي العلاج، مؤكدا ان تفاقم مشكلة نقص الاطباء سيزيد من اعداد مراجعي المستشفيات والتي تعاني اصلا من الاكتظاظ في ظل الزيادة السكانية المضطردة.
ويشير إلى أن وجود المراكز الصحية وتزويدها بالكوادر اللازمة والمؤهلة يسهم في تقديم الاحتياجات الطبية لنسبة كبيرة جدا من للمواطنين ما يخفف من الضغط على المستشفيات، لافتا إلى ان تفريغ الاطباء للحصول على الاختصاص سيدفع بالقائمين على القطاع الصحي إلى تعويضهم باطباء الصحة العامة وطب الاسرة ما سيؤدي إلى خلل في المنظومة الصحية بشكل كامل.
ورغم الاتصالات المتكررة بمدير الإعلام في وزارة الصحة عمار السويطي، إلا ان "الغد" لم تتمكن من الحصول على رد بخصوص القضية.