البيت الأبيض ينتقد دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس

البيت الأبيض-(أرشيفية)
البيت الأبيض-(أرشيفية)

برهوم جرايسي

الناصرة - انتقد البيت الأبيض أمس، دعوة مجلسي الشيوخ والكونغرس الأميركي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس في الحادي عشر من الشهر المقبل شباط (فبراير) قبل خمسة أسابيع من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، بدون أي تنسيق من جانبي الكونغرس واسرائيل مع البيت الأبيض.اضافة اعلان
 كما ظهرت انتقادات إسرائيلية لهذه الدعوة، إذ رأى خصوم نتنياهو أن الحزب الجمهوري الذي يسيطر على أغلبية مجلسي الكونغرس يريد التدخل في الانتخابات الإسرائيلية.
وحسب الرواية الإسرائيلية، كتلك الصادرة عن أروقة الكونغرس الأميركي، فإن نتنياهو سيلقي خطابا، يكرّسه لما يسمى بـ"الملف الإيراني"، ورفض نتنياهو لتقديم أي تسهيلات في "العقوبات" الدولية المفروضة على إيران بسبب مشروعها النووي، إذ يتخذ نتنياهو موقفا متشددا.
 إلا أن مصادر أميركية رفيعة قالت لشبكة "بلومبيرغ" في نبأ بثته أمس، إن موقف جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية "الموساد" مختلف عن موقف نتنياهو، إذ يدعو الموساد الى استمرار المفاوضات الدولية مع إيران، لتقويض مشروعها النووي، وأن لا يصل الى حد القدرة على انتاج قنبلة نووية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه ليس لدى الإدارة الأميركية أي شك في أن الدعوة أعدت بمؤامرة مشتركة من أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس ومكتب رئيس الوزراء، واللوبي الصهيوني، وأضاف الصحيفة أنه حسب قواعد السلوك المتبعة، فإن قيادة الكونغرس كان ينبغي أن تبلغ البيت الأبيض بالدعوة مسبقا، ولكنها لم تفعل ذلك، وكان ينبغي لنتنياهو أن يبلغ وزارة الخارجية والبيت الأبيض بها، بل وربما ان يسمع رأيهما في التوقيت، ولكن أيضا هذا لم يتم.
وقالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس، إن نتنياهو بادر من خلال أحد مستشاريه الى قيادة الكونغرس الأميركي في الأسابيع الأخيرة، ليفحص إمكانية استقبال نتنياهو في الكونغرس ليلقي خطابا أمامهم.
وقال المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم بارنيع، إنه ما من شك، أن الدعوة التي تلقاها نتنياهو من نواب الحزب الجمهوري هي مناورة حزبية، فهذه ليست المرّة الأولى التي يستعين فيها رئيس وزراء إسرائيلي بالحلبة الأميركية، عشية الانتخابات الإسرائيلية، وكما يبدو يشير بارنيع هنا، الى التدخل الأميركي الواضح في الانتخابات الإسرائيلية في العام 1992، حينما حاصرت حكومة الليكود برئاسة يتسحاق شمير وما ساهم في إسقاطها، في العام 2006، حينما دعمت الولايات المتحدة إقامة حزب "كديما" برئاسة اريئيل شارون، الذي انشق حينها عن حزبه الليكود.
كذلك، فقد أبدى نتنياهو تدخلا فظا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2012، إذ دعم المرشح الجمهوري ضد الرئيس باراك أوباما، ما أدى الى توتر واضح بين الجانبين استمر لعدة أشهر.