البيت اليهودي كمفهوم..سيبقى علامة تجارية

هآرتس عميرة هاس  2/1/2019 "البيت اليهودي" هو علامة تجارية. إن ترك هذه العلامة الناجعة لصالح عنوان مهم مثل "اليمين الجديد" فقط يدل إلى أي درجة السياسيين هم بارعون، نفتالي بينيت وأييليت شكيد واثقان من انفسهما ويتطلعان إلى رئاسة الحكومة في إسرائيل. احتمالهما كبير لأن رؤساء الحزب الذين تركوا راكموا تجربة كبيرة في قيادة الحكومة، الحكومة في الضفة الغربية وبما في ذلك شرقي القدس. هذه هي الخبرة الإسرائيلية الاطول في افضليات الديمقراطية: اصحاب حق الانتخاب الذين يحددون وجه الحكومة هم مواطنو إسرائيل اليهود. والحكومة تسيطر أيضا على المحرومين من حق الانتخاب، الفلسطينيين. البيت اليهودي سيبقى علامة تجارية لأنه يوحد قيم القومية المتطرفة العلمانية والمسيحانية اليهودية: في الماضي، في الحاضر وفي المستقبل. وبدون صلة مع نتائج انتخابات 2019 واسماء الأحزاب فإن البيت اليهودي، كمفهوم، سيستمر في أن يكون الحكومة التي ستحكم الفلسطينيين. الحكومة اليهودية هذه ستواصل تحديد مسار حياة الفلسطينيين وطرق التنكيل بهم. التراث الحي والمكهرب للحزب الذي تركه بينيت وشكيد غارقا في ديونه، لن يتلاشى. بالعكس، تأثيره وصوته سيزداد كلما زادت الأحزاب المتنافسة على اصوات اعزاء ارض إسرائيل، الذين يرغبون في العقارات الرخيصة ويسعون إلى هواء القمم النقي. حتى بني غانتس يريد التنافس على اصوات الذين يفحصون السكن في مستوطنات نيلي، وعيليت واريئيل. ليس من اجل تحذيرهم من تنفيذ جريمة، ولا من اجل اعطاء النصيحة بأن لا ينضموا إلى باقي سارقي الاراضي والمياه الذين يعيشون في الضفة الغربية، بل العكس، غانتس سيعدهم بأنه يعرف كيف سيدافع عنهم وعن الغنائم التي حصلوا عليها وسيحصلون عليها، كرشوة انتخابية متواصلة منذ 51 سنة. البيت اليهودي تشكل من خلال ثقافة رشوة الانتخابات، التي وعدت بها واعطتها لشعب إسرائيل حكومات المعراخ (في نسخها المختلفة) وبعدها حكومات الليكود. عندما كانت شكيد ما تزال في الروضة، الحكومات عرضت تشكيلة فائزة للطلائعية الربحية، عبادة الحجارة على شكل فيلات غارقة داخل النباتات الخضراء، وتحسين ما في وضع الشرقيين والاصوليين الاقتصادي- الاجتماعي. اجهزة تطبيق القانون تغاضت عن عنف المستوطنين الايديولوجيين لعشرات السنين قبل أن يتحول مردخاي يوغيف إلى جرافة دي.9 تدمر المحكمة العليا. لذلك، البيت اليهودي هو علامة تجارية كانت موجودة حتى قبل اختراع هذا المنتوج نفسه. خلافا لدعاية اليمين، على مدى 50 سنة لم تكن المحكمة العليا إلى جانب الفلسطينيين وإلى جانب العدالة، ولم تمنع عملية اقتلاعهم وسلبهم. لقد كان لها بعض الموانع. الحرب الناجحة والاستراتيجية لشكيد وزملائها ضد جهاز القضاء شنت بهدف رفع هذه الموانع. وهذه تم رفعها والقضاة صادقوا على طرد الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح وسلوان. حتى قبل وجود هذه العلامة التجارية تمت صياغة الاوامر والقوانين التي وضعت الاساس لابرتهايد تخطيطي في القدس والضفة الغربية وسرقة مياه الفلسطينيين. وقبل ذلك، مهندسو الادارة المدنية المعماريون شكلوا الفضاء في الضفة الغربية، بما في ذلك شرقي القدس (جيوب فلسطينية منسية ومفصولة عن بعضها)، بروحية حلم مؤسسي البيت اليهودي. الحديث يدور عن مستوطنين زلت اقدامهم، وعن اشخاص في الماضي تموضعوا في هامش سياسة إسرائيل: خريجو حزب الترانسفير لرحبعام زئيفي ومطورو الفكرة مثل بني الون ومؤسسو غوش ايمونيم مثل اوري اريئيل الذي في السبعينيات طلب طرد التجمعات البدوية من المناطق في شرقي القدس ومؤسسو جمعية ريغفيم من اجل الدفاع عن الاراضي القومية اليهودية، التي هي رابطة لطرد البدو والفلسطينيين من اراضيهم مثل بتسلئيل سموتريتش. حتى لو تحطم "البيت اليهودي" كعلامة تجارية فإن الحزب يمكنه أن يتفاخر بإنجازاته: هو لم يخترع "حل" تجاهل وجود الفلسطينيين، ولكنه وعد بجعله التيار الرئيسي في إسرائيل.اضافة اعلان