البيروقراط يتفوق على التكنوقراط في إدارة أزمة كورونا

دار رئاسة الوزراء في عمان- (أرشيفية)
دار رئاسة الوزراء في عمان- (أرشيفية)

د.آمال جبور

تفوق البيروقراط في اداءه خلال أزمة كورونا على التكنوقراط في حكومة الرزاز التي أدارت الأزمة منذ بداية جانحة كورونا

اضافة اعلان

هذه الحكومة التي شكلت عام ٢٠١٨ عانت مرات عديدة، مخاض ولادة فريق متجانس، للبحث عن وزراء قادرين على تقديم أداء مسؤول وناضج يتناسب مع الملفات الساخنة التي نعيشها في الداخل و الخارج، سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية.. الخ، فلم يوفق الرزاز في تعديلاته التي قام بها، والتي تطلبت منه اليقظة والحذر في إعادة تشكيل فريقه من الداخلين والمغادرين.

فجاءت أزمة كورونا لتضع الفريق الوزاري أمام تجربة لم تتوقعها كل بلدان العالم، وتعد شكلا جديدا وصعبا من أشكال الأزمات.

وفي ظل الأداء الضعيف لحكومة الرزاز منذ تشكيلها، والتي خلقت حالة عدم رضا شعبي واحتقان اجتماعي ونقابي في مرحلة سابقة، نتيجة ضعف أداء حكومته، الا ان ملامحا غير مسبوقة في بداية أزمة كورونا، أظهرت تفوقا لاعضاء الفريق ممن ينتمون لفئة البيروقراط على التكنوقراط الذي اتسم أداء الأخير بالتجريب والتردد تارة والتصويب تارة أخرى بحجة التقييم المستمر، وهو ليس بتقييم بل ركاكة وعدم تركيز في الخطط الموضوعة بما يخص ملفاتهم، وكان اداءهم مفتوحا على المزيد من الاحتمالات الخاطئة، مما عكس ضحالة خبرتهم والتي بالضرورة يتطلبها النجاح في العمل بالقطاع العام.

ولم يتوقف ضعف التكنوقراط عند هذا الحد، بل تجاوز الى ظهورهم الإعلامي أيضا خلال الجانحة، تعاليا ملحوظاً وغير مقبول لدى الشارع الأردني، الذي اتجه بالتعبير عن اهتمامه ورضاه لفئة البيروقراط الذين اتسموا بالحكمة والثبات، والاطلالة التي تبث الطمأنينة والحزم في آن واحدة.

هذا الضعف الذي عرته أزمة كورونا لدى بعض الفريق الوزاري، في تخبطهم في تقديم خطط غير مدروسة ولا تتسم بفاعلية تطبيقها خلال الأزمة، اودت بخروج وزير من التشكيلة خلال الأسابيع الأولى من الجانحة، وكان من الأجدر ان يلتحق به وزراء آخرين اكثر ضعفا وأقل خبرة، ممن ينتمون لفئة التكنوقراط.