التأثير السلبي لمتابعة الأخبار على الصحة النفسية

1
1

ليما علي عبد

عمان- ما نراه ونسمعه من وسائل الإعلام يمتلك تأثيرا كبيرا على تفكيرنا وسلوكنا ومشاعرنا، فإن كنت ممن يتابعون هذه الوسائل بانتظام، فلا بد وأن معظم ما تحصل عليه من معلومات في هذه الفترة يرتبط بأزمة فيروس كورونا المستجد. لكن رغم أهمية متابعة ما يحدث في العالم بشكل عام وفي الوطن بشكل خاص، فالخبراء يشيرون إلى أن الإكثار من هذه المتابعة يؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية، وهذا بناء على ما ورد في موقع "www.verywellmind.com".اضافة اعلان
الأسباب وراء التأثير السلبي لمتابعة الأخبار على الصحة النفسية
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إلى أن جائحة كورونا تسبب الضغط النفسي لمعظم الأشخاص، وتشمل أعراض هذا الضغط حدوث تغيرات في نمط الأكل أو النوم، وتفاقم الأمراض النفسية لدى مصابيه، والشعور بالخوف والقلق على الصحة الذاتية وصحة المقربين، وإيجاد صعوبة في التركيز. كما أن متابعة الأخبار والمستجدات وغيرها مما يتعلق بهذه الجائحة كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة يفاقم الضغط النفسي.
ويشار إلى أن معظم ما يبثه الإعلام حاليا لا يعد إخباريا بقدر ما هو محفز للإدمان على المتابعة. فعلى سبيل المثال، نجد معظم العناوين الإعلامية تحتوي على ما يثير المتلقي وتتجنب ما يدعوه للتفاؤل. والسبب وراء ذلك هو أن العناوين المتعلقة بالكوارث تعد أكثر جذبا للمتلقي لمتابعة الاستماع أو القراءة.
وقد ظهر مدى تأثير ذلك على الصحة النفسية من خلال دراسة قارنت بين مشاهدي المواد الإعلامية السلبية ومشاهدي المواد الإعلامية الإيجابية أو الحيادية، وظهر من خلاله أن من هم في الفئة الأولى (فئة المواد الإعلامية السلبية) ارتفع لديهم الشعور بالقلق والحزن بعد 14 دقيقة فقط من المشاهدة. كما وجد الباحثون من خلال هذه الدراسة نتائج تتوافق مع النظريات التي تشير إلى أن المزاج السلبي هو عامل يساعد على ظهور الأفكار القلقة.
كيفية مواجهة التأثير السلبي لمتابعة الأخبار على الصحة النفسية
كما هو الحال في العديد من الأمور، فما عليك عمله لحماية صحتك النفسية من التأثير السلبي لمتابعة الأخبار هو الاعتدال في هذه المتابعة. أي أن التوقف الكامل عنها لا ينصح به لأن البقاء على دراية بما يحدث محليا وعالميا يعد أمرا ضروريا وإلزاميا، وخصوصا في الفترة الحالية. ولمساعدتك على تحقيق الاعتدال، عليك بالآتي:
• خصص 30 دقيقة فقط يوميا لمتابعة الأخبار والمعلومات المستجدة عبر وسائل الإعلام المختلفة.
• خصص بعض الوقت يوميا للتفكير بما يقلقك، واحرص على أن يكون ذلك الوقت بعيدا عما قبل النوم. وانتقل بعد انتهائه للأعمال الأخرى متجنبا تماما ما يقلقك. فبعد مدة ما، سيعتاد دماغك على عدم التفكير بما يقلقك خلال أي وقت آخر.
• تابع الأخبار والمستجدات من مصادر موثوقة تمنحك المعلومات بحيادية وبدون مبالغة وتضخيم، فلا تضيع وقتك بمتابعة المصادر الأخرى.
• حاول التقليل قدر الإمكان من المصادر الأخرى للضغط النفسي في حياتك.
• مارس نشاطا ممتعا أو صحيا بعد متابعة الأخبار. فعلى سبيل المثال، تحدث إلى صديق تثق به أو مارس المشي.