التجمهر بأماكن الحوادث.. فضول يعيق الدفاع المدني ويضع المصابين في خطر الموت

14
14

طلال غنيمات

عمان- تقدم مرتبات الدفاع المدني للمواطنين خدمات إنسانية جليلة، لكن مهماتهم سواء على صعيد الإنقاذ أو الإسعاف أو الإطفاء وما إلى ذلك، تصطدم في كثير من الأحيان، بمعوقات تعرقل سير عملهم، أبرزها فضول بعض المواطنين في مراقبة الأحداث التي تجري أمامهم.اضافة اعلان
وذلك بلا شك، يؤخر وصول خدمات الدفاع المدني لمحتاجيها، بشكل قد يؤثر على حياتهم، خصوصا أن العديد من الحالات تحتاج تدخلا فوريا من قبل كوادر الإنقاذ والإسعاف، وسرعة الوصول قد تعني إنقاذ حياة فرد أو أكثر من موت محقق.
الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني، المقدم إياد العمرو، أكد لـ"الغد"، أن تحقيق مبدأ سرعة الاستجابة في التعامل مع الحوادث يشكل الركيزة الأهم في استراتيجية الدفاع المدني العملياتية القائمة على توفير كافة مقومات الأداء الميداني ضمن أفضل المعايير الدولية، سواءٌ على صعيد التخطيط الشمولي لاستحداث مواقع الدفاع المدني ورفدها بالحديث والمتطور من الآليات والمعدات، أو على صعيد الكوادر البشرية المؤهلة في كافة مجالات العمل والاختصاص لتكون قادرة على أداء دورها العملياتي الميداني بمهنية عالية واحتراف لتكتمل بذلك الصورة ما بين الاستجابة السريعة والأداء المتخصص.
وأشار العمرو إلى أن ما تواجهه كوادر الدفاع المدني أثناء تلبية الواجب في التعامل مع الحوادث من سلوكيات خاطئة وممارسات غير مسؤولة من قبل البعض، تشكل عائقاً في تحقيق سرعة الاستجابة وتقديم خدماته الإنسانية من إطفاء وإنقاذ وإسعاف.
وأضاف، أن من أبرز السلوكيات التي تنعكس سلباً على أداء المعنيين بواجباتهم وتأثيرها على حياة الأشخاص، هي قيام البعض وبدافع الفضول بالتجمهر في مكان الحادث واصطفاف مركباتهم بشكل عشوائي مما يعرض حياة المصابين لخطر حقيقي، ويربك أيضا حركة السير.
وأكد الناطق الإعلامي، أن الإنقاذ والإسعاف العشوائي الذي يقوم البعض بتقديمه لمصابي الحوادث دون الإلمام أو المعرفة المسبقة بقواعد تقديم الإسعافات الأولية، يؤدي في غالب الأحيان إلى تفاقم حجم الإصابة وازديادها سوءاً مما يترتب عليه نتائج لا تحمد عقباها.
ودعا العمرو، المواطنين، إلى ضرورة إفساح المجال أمام آليات الدفاع المدني والأجهزة المختصة عند سماعهم "زامور" الإنذار أو مشاهدتهم لها وهي متوجهة إلى أداء واجباتها الإنسانية انطلاقاً من أن الوقت هو العامل والعنصر الفيصل في إنقاذ حياة الإنسان أو التقليل من حجم الخسائر التي قد تنجم عن وقوع الحوادث على اختلاف أنواعها.
وقال، إن المواطنة الحقة تتطلب منا جميعاً أن نكون على قدر كبير من الوعي والمسؤولية في درء المخاطر وتعزيز الثقافة الوقائية لتكون منهجاً نمارسه في كافة مجريات حياتنا اليومية.
ويتعرض رجال الدفاع المدني أثناء تأدية واجباتهم المختلفة، لصعوبات ومخاطر كثيرة تحدث نتيجة العمل في ظروف صعبة سواء نتيجة ظروف جوية صعبة مثل حدوث فيضانات وثلوج وجليد أو أن موقع الحادث ذو طبيعة جغرافية صعبة، بالإضافة إلى القيام بأعمال شاقة مثل إطفاء الحرائق المختلفة وما ينتج عنها من درجات حرارة عالية مشبعة بالغازات السامة والتفتيش والبحث بين الأنقاض وخطورة الانهيارات أثناء العمل في الأبنية المتضررة وتسرب المواد المضرة بالصحة أثناء معالجة الحوادث الكيماوية والتعرض للإصابات بفعل العدوى من الأمراض المعدية أثناء إسعاف الإصابات أو تلك الناتجة عن أعمال الشغب أو حوادث السير.