التحالف الدولي يضرب "عين العرب" السورية

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -  (ا ف ب)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - (ا ف ب)

عواصم- أعلنت وزارة الدفاع الاميركية أن مقاتلاتها قصفت مرة جديدة أمس مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية حول بلدة عين العرب الكردية في شمال سورية للحؤول دون وقوعها بأيدي هذا التنظيم المتطرف.اضافة اعلان
وقالت القيادة العسكرية الاميركية المكلفة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى في بيان ان مقاتلات اميركية وطائرات بدون طيار وجهت أمس وأول من أمس ثلاث ضربات جوية على مواقع قرب مدينة عين العرب المجاورة للحدود مع تركيا.
وتابع البيان ان الغارات الثلاث دمرت آليات عسكرية لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ومدفعا ودبابة.
وتحاول القوات الكردية الموجودة داخل المدينة التي تعرف باسم كوباني بالكردية، الدفاع عنها من هجمات المتطرفين الذين باتوا على بعد كيلومترين او ثلاثة منها.
وتفيد بيانات القيادة العسكرية الاميركية ان قوات التحالف الدولي شنت سبع ضربات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية حول عين العرب منذ السبت.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن التحالف الدولي شن ضربات على اطراف بلدة عين العرب، حيث قتل ثمانية عناصر من "داعش" على الأقل جراء ضربات استهدفت دبابتهم في شرق البلدة.
وقال عبدالرحمن ان "مقاتلين اكراد على خط المواجهة رأوا بأم أعينهم أجساد المقاتلين تتطاير في الهواء".
وواصل تنظيم داعش اطلاق القذائف، رغم ضربات التحالف.
وكان مقاتلو التنظيم عززوا تقدمهم نحو بلدة عين العرب رغم الضربات التي نفدها التحالف الدولي وباتوا "على بعد 2-3 كلم فقط من البلدة".
ودارت مساء أول من أمس معارك طاحنة بين جهاديي التنظيم والقوات الكردية على اطراف البلدة "اسفرت عن مقتل تسعة مقاتلين اكراد وجهادي واحد من التنظيم"، بحسب المرصد.
واشار عبدالرحمن الى ان "مقاتلي قوات الحماية الكردية رفضوا الانسحاب (خلال الاشتباكات) ويدافعون بشراسة عن البلدة رغم قلة عددهم وعتادهم". واضاف انها "قضية حياة او موت".
وقال رئيس مقاطعة كوباني انور مسلم ان "التنظيم جلب العتاد الذي استولى عليه من الموصل ومن مطار الطبقة".
واضاف مسلم "نحاول صدهم بمساعدة ضربات التحالف".
ودفع هذا الهجوم قرابة 160 ألف شخص من المدنيين الاكراد الى الفرار الى تركيا، فيما وصل حوالي 300 مقاتل كردي من الطريق المعاكس لمساعدة إخوانهم المحاصرين في سورية.
واشار عبدالرحمن الى انه "ما يزال هناك آلاف الاكراد عالقين داخل البلدة".
وأطلق التنظيم بعض القذائف التي سقطت بالقرب من الحدود التركية، فيما شوهدت سيارات الإسعاف التي تقل جرحى من سورية الى تركيا لمعالجتهم.
وفي العراق شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها خمس غارات جوية على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أمس وأول من أمس بواسطة مقاتلات وطائرات بدون طيار.
وتوزعت الغارات الخمس في العراق على الشكل التالي حسب القيادة العسكرية الاميركية: ثلاث غارات جوية على شمال غرب الموصل أدت الى تدمير آليتين لتنظيم الدولة الإسلامية ومبنى يتمركز عناصر منه فيه، وغارة على آلية عسكرية قرب سد الحديثة في الغرب، واخرى في شمال غرب بغداد أدت الى تدمير آليتين عسكريتين.
وبلغ عدد الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي نحو 300 ضربة في سورية والعراق منذ بدء الضربات في الثامن من آب (اغسطس).
وصرح مسؤولون عراقيون امس ان مقاتلين من عشيرة سنية مدعومين من القوات العراقية صدوا هجوما لتنظيم الدولة الإسلامية. على مدينة الضلوعية شمال بغداد ما اسفر عن سقوط 14 قتيلا.
وفشل مقاتلو التنظيم في السيطرة على حي الجبور الذي يحمل اسم العشيرة في المدينة.
وقال ضابط كبير في الشرطة العراقية "لقد هاجموا الجبور من ثلاثة اتجاهات الا أن هجومهم فشل لكن سقط ضحايا".
إلى ذلك، قررت فرنسا أمس "تعزيز" وسائلها العسكرية في العراق، حسبما اعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان بدون ان تحدد ما اذا كانت تعزيزات في العتاد او العديد او الاثنين معا.
وافاد البيان ان "رئيس الجمهورية قرر تعزيز الوسائل العسكرية المستخدمة". وذكرت اوساط فرنسوا أولاند "ستتم عملية التعزيز بشتى الوسائل وفي كافة المجالات لتكون فعالة وبلوغ الاهداف المحددة".
ويجب تعزيز في مرحلة اولى الوجود الفرنسي في هيئات الائتلاف الدولي الذي شكل لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية كما قالت وزارة الدفاع.
وقد يتم تعزيز الوجود العسكري الفرنسي في قاعدة الظفرة في الإمارات.
وقال المصدر ان باريس تنوي تعزيز دعمها للقوات على الارض خصوصا في كردستان العراق.
ولعملياتها في العراق في اطار الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة تشارك فرنسا منذ 15 ايلول (سبتمبر) بست طائرات رافال لشن غارات وعمليات استطلاع جوي في العراق وطائرة مزودة للوقود واخرى للمراقبة.
وتنتشر هذه الطائرات في الامارات حيث توجد قاعدة فرنسية.
ووفقا لمسؤول فرنسي كبير طلب عدم كشف اسمه، فإن عدد الطائرات يكفي للمهمات المنوطة بفرنسا ضمن الائتلاف.
في غضون ذلك، أشارت تركيا إلى أنها قد ترسل جنودا الى سورية والعراق وتسمح لحلفائها باستخدام قواعدها العسكرية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقدمت الحكومة التركية باقتراح الى البرلمان أول من أمس يهدف الى توسيع الصلاحيات الحالية لأنقرة وتمكينها من الأمر بالقيام بعلميات عسكرية "لصد الهجمات الموجهة الى البلاد من جميع المجموعات الارهابية في العراق وسورية".
وإذا تبنى البرلمان التركي مشروع القانون فإن ذلك يعني أن تركيا التي كانت مترددة حتى الآن في لعب دور يضعها على خط المواجهة في الحملة العسكرية على الدولة الإسلامية ستسمح للقوات الاجنبية باستخدام أراضيها لشن توغلات عبر الحدود.
ومن المرجح موافقة البرلمان على مشروع القانون نظرا للأغلبية الكبيرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم فيه.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته الافتتاحية امام البرلمان التركي ان الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من على رأس السلطة في سورية يبقى أولوية بالنسبة لبلاده وشدد على مخاوف أنقرة من إطالة أمد الاضطرابات على الحدود الجنوبية اذا لم تصاحب الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة استراتيجية سياسية أوسع. - (وكالات)