التحكم العقلاني

هاشم نايل المجالي

مع ازدياد ضغط المتطلبات والرغبات المعيشية وحاجة الناس اليها لإشباع الدوافع، يمارس العقل نشاطه ليبحث عن أي طرق ووسائل للتخفيف من الضغط الفكري وكل ما هو مكبوت في النفس.اضافة اعلان
لدى البعض ممن لا يقدرون على التحكم العقلاني بالذات فكر وسلوك شروري، رغم أن البعض يمتلك الوسائل لمنعه متجاوزاً الحاجة الغريزية للإنسان التي تدفع باللاوعي للتعبير عن حجم المعاناة، ومحاولاً إيجاد ترياق وعلاج لحالة الألم التي يعيشها، إلا ان هذا الامر يصطدم بكثير من المعوقات والمواجهات التي لا تتفهم في كثير من الاحيان تلك الحالة النفسية التي يمر بها هذا المواطن مع الضغوط الفكرية التي تحفز على ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تسبب التوتر وتكون مصدراً لليأس والهلع من مؤشرات مستقبلية.
كل ما يعوض الإنسان من هذا الاحساس هو الصبر والحلم على اقل تقدير، والتكيف باحثاً عن ضوء في آخر النفق لخلق تفاؤل وهمي بعيداً عن واقع مؤلم، ليتصالح مع نفسه وينفصل ولو لفترة عن ذلك الواقع السلبي وتشجيع العقل على الركود نحو العقلانية، اي ان يصاب بالكسل الفكري والهروب من المعرفة التي لم يعد يعرف مدى كذبها من صدقها.
ولعل نيتشه كان حكيماً عندما قال "تريد ألماً اقل… انكمش إذاً وكن جزءاً من القطيع" ليتم سحق كل الديناصورات الفكرية التي تتربع على عرش التفكير النقدي، حيث اصبحت المعلومات المغلقة كالزجاجة بمقدور اي شعاع باهت الولوج الى داخلها، لتجعل من انسانية الانسان التمدد وتتمدد في كل محور ومكان تتعايش مع الشعور والمشاعر الى اماكن وآفات بعيدة.
إن ارادة الحياة تعني الثبات العقلاني والروحي والفكري، والتفكير النقدي وفق اسس ممنهجة معتمدة بالحوار الهادف البناء لتحليل المعطيات وتقييمها وفق معايير سليمة، فهناك مخالب تسعى الى ان تعصف بالأمن والاستقرار الذي ننعم به، وكما قيل "مائة ارنب لا تصنع حصاناً ومائة شبهة لا تصنع برهاناً".
هناك من يقدم عبر وسائل الاعلام شبهات وأقاويل كثيرة وهو أرنب مركون في جحر يتلمس نفسه ومن حوله بطرح شبهات لا تقدم اي براهين على حقيقتها. وعلينا الاحاطة بعلم المنطق حتى نتمكن من كشف الخدع الفكرية التي تشبه الادلة وليست بالادلة، وهم يبحثون عن منافع شخصية على حساب مضار بالرأي الآخر وفن التأثير في الجماهير هو علم عملي اعلامي او سلوكي، لكنه يقوم على علم النفس، وهذه الشخصيات تخضع لدورات ممارسة تأثير الاسلوب في علم النفس للآخرين لتحفيزهم نحو السلوك السلبي.
علينا ايضاً ان ننتقل من التنظير اللغوي للعديد من المسؤولين الى التطبيق العملي الذي يقنع المواطنين، حيث إن كثيرا من المسؤولين اصبحوا يتجنبون مواجهة المواطنين وعدم القيام بزيارة ميدانية للمناطق التي تعاني من تدن في مستوى الخدمات.