التحلل من ليبرمان

هآرتس - أسرة التحرير

شهد مدير حركة كاخ سابقا يوسي ديان، أن رئيس "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان كان عضوا في الحركة بعد وصوله الى البلاد (للي جاليلي، هارتس، 3-2) – لكن هذه الشهادة لا ينبغي ان تكون مبررا لمعارضة ليبرمان وما يمثله. ليبرمان ينبغي ان ننبذه ليس فقط بسبب ماضيه بل بسبب نشاطه في الحاضر وبسبب الرسائل التي يصدرها في حملته الانتخابية.

اضافة اعلان

شعار "دون ولاء ولا مواطنة" لا يتعارض مع القانون، ولكنه يعود الى عالم مظلم من المفاهيم، وهو يتعارض مع روح الديمقراطية، التي لا تربط ابدا حقوق المواطن باداء الواجبات. الشعار الاخر، "فقط ليبرمان يفهم العربية"، ينم عنه رائحة عنصرية فظة، ينبغي لمجتمع يحب الحياة والحرية ان يكافح ضدها.

كما ان خطة "تبادل الاراضي" لليبرمان، التي تسوق كجزء من مفاوضات شرعية بين طرفين متساويين، ليست سوى غلاف لا ينجح في اخفاء التطلع الحقيقي الذي تنطوي عليه: نزع الشرعية عن عموم العرب من مواطني اسرائيل.

ليبرمان بالفعل لا يستخدم تعابير مؤسس كاخ مائير كاهانا. ويحرص في برنامجه وفي خطاباته على "لغة نقية"، اذ خلافا لكاهانا المتدين القومي – الحماسي، فان ليبرمان هو سياسي يميني متطرف، يدرج في مذهبه المحافظ الجديد عناصر كولونيالية وعنصرية، ومثل زعماء اليمين المتطرف القومي – العنصري، في اوروبا – جان باري لوبين، يورغ هايدر واخرين – فانه يوجه دعايته مباشرة الى نواة الخوف والضعف في المجتمع، يثير الاحاسيس القومية المتطرفة ويستخدم الاقليات ككيس للضربات.

لا ريب ان اجواء التطرف القومي في فترة الحرب في غزة عززت ليبرمان: في انتخابات عينية اجريت في المدارس حظي بالفعل بشعبية عالية، وعدد المقاعد التي تتنبأ له بها الاستطلاعات يرتفع باستمرار. ويمكن التقدير بان نجاحه سيتعاظم كلما تعاظم التهديد الامني وتفاقمت الازمة الاقتصادية.

هذا سياق معروف مسبقا، يتفاقم في ضوء وهن افكار المرشحين لرئاسة الوزراء. بنيامين نتنياهو، تسيبي ليفني، وايهود باراك ملزمون بان يتحللوا منه ومن شعاراته، وفي اقرب وقت ممكن، والا فانهم ثلاثتهم سيتحملون كامل المسؤولية عن رسوخ سياسة عنصرية خطيرة في اسرائيل.