"التخريج الافتراضي" يثير استياء الطلبة.. و"التعليم العالي" تؤكد: الخيار للجامعات

1
1

إسراء الأعرج

عمان- في وقت تجتاح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الاستياء العارم يقودها طلبة جامعات على موعد مع التخرج، استهجانا لما يصفونه بـ "قرار لوزارة التعليم العالي بإقامة حفلات تخرج افتراضية عن بعد حفاظا على السلامة في ظل جائحة كورونا"، تؤكد الوزارة أنها "لم تتخذ قرارا بهذا الشأن"، مشيرة إلى كتاب وجهته إلى الجامعات لا يتعدى مضمونه "اقتراحا مع ترك الأمر للجامعات نفسها وما يزال قيد الدراسة والنقاش".اضافة اعلان
لكن طلبة الجامعات وذويهم الذين ينتظرون بشغف حفل التخرج يأخذون الأمر على محمل الجد، ويعتبرون أن حفل التخرج حق من حقوقهم، ومناسبة لا يتنازلون عنها لأنها قد لا تتكرر وستبقى في ذاكرتهم بقية حياتهم.
حلا الفار إحدى الخريجات تقول إن "قرار الوزارة كان صادما، مشيرة الى أنه كان بإمكان الجامعات إجراء تنظيمات مشددة على الرقابة الصحية كما فعلت في المساجد مثلا وهناك مجال لعمل جدول تخريج لكل ثلاثة تخصصات في يوم واحد بأوقات متباعدة، وعلى أن يلتزم طالب ببطاقات دعوة محددة لا يدخل أحد بدونها".
وتضيف، إن قرارات الوزارة متفاوتة منها ما أنصف الطالب ومنها ما كان متسرعا ويمكن أن يؤجل لبعض الوقت مثل قرار التخريج الافتراضي، وأنا "ضد القرار فكان من الممكن تأجيل حفلات التخرج وليس إلغاؤها نهائيا".
فيما خالف الخريج يزن الصمادي رأي الفار كون القرار لم يفاجئه وكان متوقعا بالنسبة له في ظل الأزمة التي يعيشها العالم، واقترح أن يكون التخريج بالملعب دون جمهور مع التباعد بين الخريجين.
ورأى أن قرار الوزارة فيما يخص التخريج الافتراضي، كان متسرعا و"للأسف الوزارة انحصر فكرها فقط على كلمة الإلكتروني وبالطبع أنا ضد هذا التخريج الذي يمنع فرحتي ويضيع مجهود أربع سنوات".
في حين اعتبر الصمادي قرار التعليم عن بعد "في محله، إذ أن التعليم أصبح أسهل على الطلاب ووفر عليهم الوقت والجهد والكلفة، إلا أن هذا لا ينطبق على كافة التخصصات وكافة المساقات لأن بعض المساقات تحتاج إلى تطبيق عملي".
وتعبر الخريجة منال خريس عن حزنها واستيائها الكبيرين لسماع الخبر، "خاصة وأن الحفل من أبسط الحقوق لأي خريج مثل إعلان الطالب خريجا على مسمع الجميع. أما الشهادة، وروب التخرج فهي تفاصيل تحفر في ذاكرة الطالب للأبد".
ومن وجهة نظرها فإن قرارات الوزارة "يجب تعديلها لأن الوضع الحالي في المملكة مستقر عدا عن أنها لم تهتم لردة فعل الطالب ولا لمشاعره، والغالبية ضد القرار، فالوزارة تسرعت"، مشيرة الى أنها "لا تعلم ما هي المعايير والحجج التي اتخذت على أساسها تلك القرارات، إذ يمكن حصر التخرج بطالب وأحد ذويه في ملعب كبير".
محمد العلي والد إحدى الخريجات يقول "كان أملي كبير بإقامة حفل تخرج لابنتي داخل الجامعة خصيصا بعد فتح جميع القطاعات، والقرار شكل صدمة لجميع الأهالي دون استثناء، فكان من المفترض ألا يحرم الطلبة وذووهم هذه الفرحة بعد تعب أربعة أعوام وربما أكثر. إنها فرحة منتظرة من قبل الجميع".
ويتابع، "بالنسبة للاقتراحات مثلنا كمثل باقي البلدان فوباء كورونا اجتاح العالم ومع ذلك اقاموا احتفالات للخريجين ضمن أسس ومعايير مثل تحديد عدد الحضور والزامهم ببطاقات دعوة والالتزام بالتباعد ووضع الكمامة والقفازات".
واعتبر العلي أن وزارة التعليم العالي قدمت كل ما لديها إلا أنه "كان هناك بطء باتخاذ القرارات وكانت من أكثر الوزارات تخبطا في هذه الفترة الاستثنائية، ونتمنى تجاوز هذه الأخطاء التي فرضتها الأزمة"، مشيرا الى أن التعليم عن بعد اثبت جدارته في بعض التخصصات إلا انه كان ظلما لتخصصات أخرى لذلك يجب ان لا نعمم نجاح كل شيء عن بعد".
وبالنسبة لقرار الوزارة إلغاء حفل التخرج وجعله افتراضيا يؤكد أنه "كان ظالما للطلبة ولا بد التنويه إلى أن تكاليف التخرج يدفعها الطلبة من خلال رسوم براءة الذمة، والأرجح أن ينتظروا للفصل الصيفي، وفي حال استقر الوضع الوبائي، يمكن أن يدمج خريجو الفصل الثاني مع الصيفي".
فيما تعتبر هناء العاصي والدة أحد الخريجين أن قرار إلغاء احتفالات التخريج "ولد حزنا لأن فرحة تخرج الأبناء بالنسبة للوالدين أحلى فرحة وننتظرها بفارغ الصبر، وبالنسبة للطلاب كانت صدمة وتركت حزنا وستبقى حسرة لأنهم حرموا من لبس روب التخرج".
وتلفت إلى أنه كان يمكن تجاوز هذا القرار الذي وصفته بـ "الجائر بأن يؤجل مع الصيفي إذا انحسرت الإصابات وضمن إجراءات احترازية حتى لا نحرم الطلبة من حقهم".
من جهته يبين مخلص العبيني الناطق باسم جامعة اليرموك أن رئاسة الجامعة طلبت من المشاركين في اللجان المعنية بالتخريج إبداء رأيهم، "إذا كان هناك مجال فإنها كغيرها من الجامعات ستقيم حفل التخرج بعد أن يتحقق الشرط الأهم وهو السلامة العامة للجميع، إذ أن الاقتراحات متعددة ولا يوجد مقترح ثابت حتى اللحظة".
ولفت إلى أن التخريج حق للجميع وسيتم اتخاذ إجراء مناسب يرضي جميع الأطراف، لافتا الى أن "هذا القرار جاء مناسبا وفي محله خاصة وأن حفلات التخريج تكون مليئة بالتجمعات. فنحن مجتمع عشائري كبير ومن الصعب حصر أهالي الطلاب بعدد محدد من المرافقين".
ويقول رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز عبد الحق إن الجامعة اتخذت قرارا "بتأجيل تخريج طلبة الفصل الدراسي الثاني والصيفي إلى الفصل الأول القادم، حتى تتحسن الأوضاع الصحية في المملكة، وفي حال لم تتحسن فسيتم تخريج الطلبة افتراضيا".
وتابع، "نحن مع التأجيل مبدئيا لعل وعسى أن تتحسن الأمور لأنه برأيي يتم تخريج الطالب من المكان الذي درس فيه ليعيش عبق الزمان والمكان ويحضر أهله.
وأوضح عبد الحق أن التعليم العالي لم يلزم الجامعات بذلك وترك القرار لرؤسائها، فالتعليم العالي بمجلسه يوجه رؤساء الجامعات، والتنفيذ يبقى متروكا لرئيس الجامعة ومجلس العمداء الذين يرسمون كيف يكون التخريج ويقررون متى وكيف وأين، فهذا يعتبر قرارا داخليا ومن شأن كل جامعة.
ويرى أن "وزير التعليم العالي لم يكن متسرعا في قراره، وكان الأكثر تشاورا بين وزراء التعليم العالي مع رؤساء الجامعات ولم يكن قراره فرديا ابدا وانما بإجماع عام من الرؤساء ككل".
وينفي الناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي مهند الخطيب أن يكون "لدينا أي تصريحات حول موضوع التخريج، لأننا بالأصل لم نصرح عن القرار، وإن ما حصل هو تسريب للكتاب بعد توجيهه من الوزارة للجامعات ولم يصدر فيه أي قرار رسمي بعد، وإنما توجيه بأن يكون التخريج افتراضيا نتيجة للظروف الصحية في البلاد مع ترك المجال لتقديم المقترحات للجامعات".
وتابع، "ليس لدينا شيء لا تصورات ولا أفكارا، ولا يوجد شيء يعمم لأن الموضوع ما يزال قيد الدراسة، فالقرار ليس نهائيا، وفي حال اتخاذ القرار رسميا سيتم تعميمه إعلاميا من قبل الوزير كما تجري العادة".