التدخين: 24.7 وفاة يوميا.. و 1.6 مليار دينار خسائر اقتصادية سنويا

p4 local copy
p4 local copy

محمود خطاطبة

عمان- في حين يتسبب التدخين بوفيات وأمراض وخسائر اقتصادية جمة، إلا أنه ما يزال ملفا غير مهم لدى الجهات المعنية، لمكافحته أو تخفيض نسبه، إذ لا تُحرك ساكنًا تجاه الآثار السلبية التي يتركها هذا الوباء أو الآفة.

اضافة اعلان


ما يدل على ذلك هي الأرقام الرسمية، والتي تؤكد أن تعاطي التبغ يتسبب يوميًا بوفاة 24.7 أردني، بمعدل سنوي يصل لـ9027، منهم 56 % وفيات "مُبكرة"، أي أعمارهم أقل من 70 عامًا.


ورغم أنه يرفد خزينة الدولة بمئات الملايين من الدنانير، جراء ما تجنيه الحكومة من ضرائب ورسوم من بيع التبغ، إلا أنه يتسبب في خسائر اقتصادية إجمالية تبلغ 1.6 مليار دينار سنويًا، أي ما يُعادل 6 % من إجمالي الناتج المحلي، فضلًا عن 399 مليون دينار بسبب الوفيات المُبكرة، و204 ملايين دينار بدل تكلفة إنفاق على الرعاية الصحية للمُدخنين، في حين ما تزال القيمة الحقيقية لتلك الضرائب والرسوم "مجهولة"، وتُعتبر من الأسرار التي يصعب الكشف عنها.


أرقام صادمة، كشفت عنها التقارير الرسمية، وسلطت "الغد" الضوء عليها من خلال "انفوغراف"، حيث يتبين أن مُتوسط الإنفاق الشهري على السجائر المُصنعة والأرجيلة، يبلغ 76 دينارًا، أي بمُعدل يومي يصل إلى 2.53 دينار، فيما يبلغ إنفاق الأسر سنويًا على التبغ والسجائر 717.1 مليون دينار، أي بمُعدل يومي يصل إلى مليون و965 ألف دينار. يأتي ذلك في وقت يبلغ فيه مُتوسط عدد السجائر المُصنعة التي يستخدمها المُدخنون يوميًا 21 سيجارة (23 للذكور، 13 للإناث).


ويُعتبر الأردن الأول عالميًا بعدد المُدخنين، فيما تعزى أسباب ذلك إلى عدم الالتزام بتطبيق قانون الصحة العامة رقم 47 لعام 2008، وضعف آلية تطبيق التشريعات المُتعلقة بحظر هذا الوباء، ودخول صناعة التبغ إلى الأردن وترويجها بين المراهقين والأطفال.


وتبلغ نسبة المُدخنين 50.3 %، منهم 9.2 % يُدخنون السجائر الإلكترونية وأجهزة الـ"vape"، و41.1 % يُدخنون التبغ التقليدي، بينما كان مُتوسط أعمار الذكور عندما بدأوا بالتدخين 17 عامًا، والإناث 24 عامًا ، في حين تُعتبر الفئة العمرية (13 - 15) عامًا هي الأكثر تدخينًا.


وعند مُقارنة مُتوسط الإنفاق الأسري سنويًا على التبغ حسب المُحافظات، يظهر بأن أعلى قيمة في مُحافظة مادبا بقيمة 596.9 دينار، تلتها البلقاء بـ589.6 دينار، فيما سجلت مُحافظة عجلون أقل قيمة بـ513.1 دينار، فالمفرق بـ518.4 دينار.


وحول مُتوسط الإنفاق لأفراد الأسرة، سجلت أعلى قيمة مُحافظة الكرك بـ130.1 دينار، ثم مادبا بقيمة 122.3 دينار، بينما كانت أقل مُحافظة في الإنفاق هي المفرق بـ96.1 دينار، فمعان بـ95.5 دينار.


وبشأن مُتوسط الإنفاق السنوي للأسرة حسب حجم الأسرة، فقد كانت العائلة التي يبلغ عدد أفرادها (13 - 14) هي الأعلى، إذ تُنفق 1351.9 دينار، تليها العائلة المُكونة (11 - 12) وتُنفق 1017.7 دينار، في حين كانت الأقل تلك من لديها 15 فردًا فأكثر حيث تُنفق 255.1 دينار، ثم من لديها فرد أو فردان وتُنفق 248.7 دينار.


وبخصوص مُتوسط الإنفاق للأفراد حسب حجم الأسرة، فإن العائلة التي عدد أفرادها ما بين 13 و14 تُنفق على التبغ 100.7 دينار، ثم تلك المُكونة من (5 - 6) وتُنفق 113.5 دينار، في حين كان الأقل هي العائلة من لديها 15 فردًا فأكثر، حيث تُنفق 14.2 دينار، ثم من لديها تسعة إلى 10 أفراد، وتُنفق 83.8 دينار.


ومما يترك في القلب غُصة هو أن 73 % من مُنتجات التبغ الناشئة (السجائر الإلكترونية وأجهزة vape)، تُشترى من داخل الأردن، يأتي ذلك في وقت كشفت فيه الأرقام الرسمية عن أن 80 % من كلا الجنسين، يتعرضون للتدخين السلبي، 63 % في المنازل، و37 % في وسائل النقل العام، في حين كان أقل نسبة "تعرض" في مرافق الرعاية الصحية، والجامعات والمدارس، بنحو 6 % لكل منهما.
يُشار إلى أن الأسرة الأردنية تُنفق 2.53 دينار على التدخين يوميًا، بينما تُنفق على الخدمات الصحية 1.38 دينار، و1.60 دينار على التعليم.

إقرأ المزيد :