التشكيلية شروق العبكي تغازل التراث بريشتها وألوانها المتناغمة

جانب من لوحات التشكيلية شروق العبكي- (من المصدر)
جانب من لوحات التشكيلية شروق العبكي- (من المصدر)
معتصم الرقاد عمان- "لا أؤمن بالمستحيل ولا أرضخ للصعاب ولا أستسلم للظروف ولا توقفني العقبات، أخلق الأمل من رحم المحال"، بهذه الكلمات عبرت الفنانة التشكيلية شروق العبكي عن حبها للرسم والألوان. تقول الفنانة التشكيلية شروق العبكي "عشقت الفن منذ نعومة أظفاري وكانت بداياتي رسم الشخصيات الكرتونية في سن مبكرة، رسمت أول لوحة زيتية بعمر الـ12 عاما، وكنت أقلد اللوحات العالمية، درست الهندسة المعمارية لمدة ثلاث سنوات قبل تغير تخصصي، تأثرت بالفنان الفلسطيني سليمان منصور، والفنان العالمي ليناردو دافنشي". وتضيف "تخصصت بالرسم الزيتي في البدايات، وتنوعت أعمالي بين الرسم بألوان الأكريلك والباستيل والحبر، وكانت لوحاتي تنبثق عن المدرسة الواقعية تحديدا، ثم شيئا فشيا وجدت نفسي أنخرط بالمدرسة السريالية لا شعوريا، واكتشفت أني أكثر قدرة على التعبير من خلالها؛ حيث وفرت لي مساحة أوسع وحرية أكبر للتعبير عما أشعر وأفكر وأؤمن به، فقد منحتني القدرة الى إعادة الخيال الى مكانه القديم والتعبير عن نفسي بعيدا عن الرقابة التي يفرضها العقل بصورة صادقة؛ حيث إن الفنان السريالي يكاد أن يكون نصف نائم، فيطلق العنان ليده وفرشاته، وفي هذه الحالة تكون اللوحة أكثر صدقا.. ومن هنا وجدت نفسي وبصمتي فيها". وتشرح الفنانة "شاركت بمسابقات فنية دولية محلية عدة وحصدت مراكز متقدمة بحمد الله، كما شاركت بمعارض فنية عدة تجاوزت الثلاثين معرضا محليا ودوليا في الأردن وتركيا ولبنان وفلسطين ومصر والسعودية، أقمت معرضا شخصيا بعنوان "ألوان حرة" في البيت الأدبي الثقافي". وتبين العبكي حاليا أنها تقوم بتصوير سلسلة حلقات فنية بعنوان (لوحتي بشعة أين الخلل) على منصة "دويت"، وتهدف الى مساعدة الفنان الناشئ لتطوير مهارته من خلال تسليط الضوء على بعض المشاكل والأخطاء الفنية التفنية التي قد يقع فيها الفنان، وكيفية معالجتها بالاستناد الى حصيلة تجاربي وخبراتي الفنية المتواضعة، إضافة الى حصيلتي الأكاديمية من كلية الهندسة المعمارية. وتؤكد التشكيلية أنها تهتم بقضايا التعليم وحقوق المرأة والتراث الفلسطيني، ومن خلال فنها تسلط الضوء عليها جميعا، مبينة "أشعر بأن هذه القضايا مسؤولية على عاتقي، ومن واجبي كفنانة منحني الله هذه الموهبة أن أوظفها في خدمة المجتمع وأقدمها بصورة بصرية ممتعة ومسلية وجاذبة"، بحسب الفنانة شروق. وتضيف "عملت كمعلمة كمبيوتر ICT للنظام الدولي، ومعلمة STEAM، وهو تعليم مدمج بين مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، يهدف لتنمية قدرة الطلاب على البحث والتحليل والتفكير خارج الصندوق والقدرة على حل المشكلات وإدارة الازمات". وتشرح "فمن خلال تعاملي مع الطلبة وظفت فني ومهارتي في جذب الطلاب وخلق جو ممتع ونافع لهم داخل الغرفة الصفية، وعملت جاهدة على تطوير العقلية النمائية، وهي العقلية التي تتعلم من الأخطاء، بل وتوظفها للتطور.. أغرس فيهم أن الفشل ليس ضد النجاح بل هو جزء منه". وأشارت الفنانة شروق "أؤمن بشدة بضرورة إدماج الفنون بمختلف أشكالها في التعليم، لما لها من أثر كبير في ترسيخ المادة الأكاديمية وغرس المعلومة وتعميق فهمها بصورة بصرية وعملية تضمن بقاءها في عقول الطلاب للأبد على عكس ما يقدمه النمط الأكاديمي التلقيني البحتي". مؤكدة أنها تأسف على كل مدرسة لم تستفد من قوة الفن، ولم توظفه لخدمة العلمية التعليمية. الفن رسالة وليس مهارة فقط، والفنان الحقيقي يحمل بداخله روح طفل بريء مفعم بالحب والشقاوة والحساسية يرى العالم بمنظور آخر بعيدا عن المصالح والكراهية والحقد والحسد، فلا يمكن أن يجتمع الفن والشر بقلب فنان أبدا. وكفان حقيقي عليه أن يوظف فنه في نشر السلام بأشكاله المختلفة: السلام الداخلي، السلام المجتمعي والسلام الدولي، فالفن لا يعترف بالحدود ولا الطائفية ولا العرق ولا اللون ولا الجنس ولا الجنسية، فمهما اختلفت اللغات والتوجهات تظل توحدهم لغة اللون والحب والسلام، بحسب الفنانة شروق. وتقول التشكيلية "تعلمت من النقد ما لم أتعلمه من المديح، فليس كل ما تطرب له أذنك صحيح. أؤمن أن المهارة يمكن اكتسابها ولا تولد مع الإنسان، فالأمر يحتاج الى مثابرة وتدريب ومواصلة العمل الدؤوب الى أن تصل الى الاحتراف، وتحويل العقبات الى عتبات حيث هنا يكمن سر النجاح". وتضيف "أوجه رسالتي لكل مربّ سواء آباء أو معلمين.. لا تهملوا مواهب أبنائكم الفنية، فالفن يخلد الأمم ويرتقي بالشعوب، كيف لا وقد تعرفنا على حضارات أسلافنا القدامى من خلال إرثهم الفني الذي خلدهم في كتب التاريخ من على جدران الكهوف والمسلات والمعابد والمخطوطات واللوحات.. فكيف لنا أن نتجاهل هكذا كنز وهكذا إرث".اضافة اعلان