التشكيلية مريم خطار: أبحث عن إثارة فكرية تستفز السؤال في لوحاتي

جانب من أعمال الفنانة مريم خطار- (من المصدر)
جانب من أعمال الفنانة مريم خطار- (من المصدر)
أحمد الشوابكة مادبا- لا تبدي الفنانة التشكيلية الستينية، مريم محمد خطار برهوم أي اهتمام يلفت النظر في لوحاتها وأعمالها الفنية، بقدر ما تبحث عن إثارة فكرية تستفز الاستفهام والسؤال، وتركز على البحث والتجريب، فهي تدعو بحسبها إلى "التأمل بدرجات متنوعة تشد الذات، وتسير بها نحو الآخر والمجتمع". وقالت: "المتأمل في لوحاتي لا ينكر تمسكي بجذوري ومدى تأصلي بالفكرة والأرض وبالعادات". واكتشفت مريم في عالم الفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها، إذ يعتبر والدها الراحل الفنان التشكيلي محمد خطار الرسام والنحات المبدع قدوتها، وفق ما ذكرت لـ"الغد". وتفوقت مريم على حدود المكان، وانطلقت بجماليات اتسعت للفكرة بوعي أجاد تنسيقها، وبحضور أكسبها خصوصية الانتماء إلى طبيعتها. كما تمكنت بكل عمق فني أن تكسب خبرة كبيرة في هذا المجال الإبداعي. وتحاول الفنانة مريم من خلال لوحاتها أن تشرب ذهنيا وجماليا أسلوب التأويل في الفن، معتبرة، أن الفكرة التي تخلق التفرد تلامس واقعا يشبه ذاتها، ومحبتها لأرضها وتفاصيلها الدقيقة في الطرح الفني البسيط والعميق مصدر إلهامها. وتؤكد أن الفن الجيد يجبرك التوقف والتأمل والتفكير في محيطك، وتجزم أن الإنسان وقضاياه مصدر إلهامها وتجسيده في أعمالها، مشيرة إلى أنها تبحث عن الذات قبل كل شيء آخر وعن الانعكاس الذي تنتجه اللوحة عبر الألوان، ومدى تأثيرها على المتلقي لتحقيق الذات. وتقول إن الفن بالنسبة لها هو ملاذها وراحتها من ضغوطات الحياة، وذهب إلى خلوتها، لتؤدي طقوسها الاعتيادية في رسم موضوع يأتي في المخيلة وتطبيقه على واقع الألوان الزيتية في لوحة معبرة تفرغ فيها كل طاقاتها الإبداعية، مؤكدة أنها من خلال الفن تعبر عن مشاعرها وأحاسيسها في لوحاتها التشكيلية. وتضيف: "لا أرسم الشخص بحد ذاته، فأنا أنظر إلى الشخص وأتأمله وأحاوره، حتى أصل إلى روحه ومشاعره ونظراته". واستشهدت مريم، بمقولة الفنان التشكيلي الفرنسي "ماتيس"، الذي يؤكد فيها أن وظيفة الفنان ليس أن يرسم ما يراه، ولكن أن يعبر عن الدهشة التي يسببها ما يراه، وينجح في التعبير عنها بقوة". وليس هناك موضوع معين تجسده في لوحاتها، فكل المواضيع قابلة للاشتغال، فهي بحسبها تنتظر إلى المكان والزمان والفكرة للانطلاقة في تجسيد أعمالها الفنية. وتقول: "كل مدرسة فنية كان لها دور في ظهور غيرها من المدارس"، والمدرسة الواقعية الانطباعية الكلاسيكية أقربها إلى نفسي، وقد اخترت هذا النوع من المدارس؛ لأني أعشق اقتناص الطبيعة التي تتمثل بكل مكوناتها. وترى مريم أن الجيل الجديد صار أقل حرفية من الأجيال السابقة، ولكن ذلك لا يمنع وجود وجوه جديدة من أصحاب الرؤى الفنية المتفردة والمبهرة. وتدعو الجهات المسؤولة عن الحالة الثقافية والتشكيلية بتقديم الدعم للتشكيليين لرفع سوية الفن التشكيلي في الأردن، وجعله يأخذ مكانته، وذلك لن يتأتى إلا من خلال إقامة المعارض المشجعة للفنانين التشكيليين. يذكر أن الفنانة مريم شاركت في العديد من المعارض، وهي في الرابعة عشر من عمرها. وشاركت في العديد من المعارض مع رابطة الفنانين الأردنيين، ومعارض خارج الأردن التي قدمت فيها العديد من اللوحات التي لم تحصل عليها لغاية الآن. مريم (أم لثلاثة بنات) أكملن دراستهن الجامعية، ومنهن ابنتها المهندسة عبير التي اكتسبت موهبة الرسم والنحت وورثتها عن والدتها وجدها الراحل محمد خطار برهوم.اضافة اعلان