التشكيلي السوري خالد الخاني يعرض في غاليري "دار المشرق"

التشكيلي السوري خالد الخاني يعرض في غاليري "دار المشرق"
التشكيلي السوري خالد الخاني يعرض في غاليري "دار المشرق"


لوحات تتخذ من الانسان منطلقها في السرد.. والتعبير



 بين إحياء الجانب السردي، وبين البحث عن الجانب التعبيري في أعمال التشكيلي السوري خالد الخاني يطالعنا الحضور السردي للانسان، بما يحتضنه من احلام وتداعيات وذكريات، لا تكفّ عن التحول والهرب الدائمين.

اضافة اعلان


جاء حضور الانسان في معرض الخاني الذي افتتح الأول من أمس في غاليري "دار المشرق"، ليؤكد على سردية العلاقات التي تحكم إطار تجاذباته وتوازناته مع ذاته ومع محيطه. تبعاً لذلك، يتخذ الانسان من موضعه الحركي على سطح اللوحة مدخلاً تعبيرياً لسياق السرد الإنشائي؛ سياق يتعزّز عبر لحظة زمنية تبدو خالدة، لكنها متفلّته.. وهاربة على الدوام.


يكاد اللون البني يطغى على مجمل أعمال الخاني، فبه يترسخ الطابع الدرامي الذي تمليه مستويات اللون الأحادي "المينوكرومي".. فاللون البني في أعماله يمثل مفردةً أساسية تلتقي عندها مختلف مفرداته التعبيرية، ممثلة بالكتلة والخط والملمس والتكوين. اضافة إلى اقتراب اللون البني وتماهيه مع لون الجسد الإنساني، مما أضفى على روحية أعماله طابعاً تلقائياً؛ بدائي الحضور والتجسيد. والخاني في سياق استخدامه للون البني يدرك طبيعة النسيج التعبيري الذي يتناسل بين مستوياته وطبقاته:" عندما يصبح عالمي بنياً .. يسود الصمت، يأخذ البرتقالي بالصراخ بشيء من التمرد .. ليبعث بصيص امل، تنتشى الالوان وتبدأ بالغناء معلنة الحوار فتخلق سيمفونية البني .. من خلال جميع العناصر التي تتراقص وتتمايل .. فأرى كل الالوان بعيون بنية".


 تقسيم اللوحة إلى حقول،الإيقاع الدرامي لحركة المجاميع، النشوة الحسية والحركة الراقصة: جميعها عملت على تأسيس منطلقات اللوحة السردية.. وجميعها أفضت، عبر التحام الأثر فيها مع الفكرة والمادة، إلى تنوع التماعاتها التعبيرية. 


نقترب بفعل تخلل الضوء لتكوينات أجساده بنسبها التعبيرية، من تصوير علاقة الإنسان بالفراغ المحيط به، وعبر هذه العلاقة نلمح ما هو بدئي التشكّل والمعالجة، كما نلمح افتقاد الإنسان في أعماله إلى وجود معماري متماسك، مما يضعه مباشرةً أمام سيل الزمن وتدفقه العابر بغير اتجاه أو دليل.


 يشار إلى أن التشكيلي خالد الخاني من مواليد سورية عام 1975، درس الفن في مركز سهيل الاحدب للفنون التشكيلية في مدينة حماة، وتخرج من كلية الفنون الجميلة قسم التصوير الزيتي بدمشق في العام 1998، كما حصل منها على دبلوم الدراسات العليا من ذات القسم، وهو عضو نقابة الفنون الجميلة بسورية.


واعمال الخاني مقتناة في كل من متحف دمشق بسورية، بيروت، عمان، الكويت، الامارات، المانيا، هولندا، وأميركا، كما انه متفرغ للعمل الفني في مرسمه الخاص بسورية.


شارك الخاني في معظم المعارض الرسمية في سورية، وخارج سورية، حيث شارك في معرض فناني العالم الذي اقيم في اسبانيا، ومعرض غاليري بلوفيك في عمان مع عدد من الفنانين العرب، كما تعرض اعماله حاليا في المعرض الدائم لرواق البلقاء بعمان. نظم عدداً من المعارض الفردية، منها معرض في غاليري «آرت هاوس» بدمشق في العام 2001، واخر في غاليري بيت لوذان بالكويت في العام 2002، ومعرضا اخر في غاليري بوشهري بالكويت ايضا في العام نفسه.

وكان آخر معرض له في غاليري نصير شورى بدمشق في 2004.و يستمر معرضه المقام حاليا في"دار المشرق" حتى نهاية الشهر الجاري.