"التصليحة" الحكومية..!!"

"هو احنا كاين عنا وزير اسمه...؟!".
مواطن بعث لي بالرسالة، متسائلاً عن اسم وزير ظهر خارجاً في التعديل الوزاري الأخير.
الرسالة التي جاءت من مواطن مثقف، عكست كم نحن على عدم صله مع حكومتنا ليس بالأسماء والشخوص ولا بالإنجازات والتصريحات المطاطة حول الخطط والرؤى ولكن بالعلاقة التي تربط أي مواطن في العالم بالخدمات المقدمة له من حكومته.اضافة اعلان
فالتعديل الوزاري الأخير لم يشكل أي مفاجأة للمواطن الذي أدمن هذا الانقطاع والبرود في علاقته مع الحكومة، اللهم إلا فيما تقرره من تسعيرة شهرية للمشتقات النفطية، تدفعه للاصطفاف ليلاً على مداخل محطات الوقود على أمل توفير بعض قروش قبيل أو بعد التسعيرة الجديدة.
أفضل ما يقال بالتعديل ومع كل التسميات والطرائف التي طالته منذ أن أُعلن على استحياء أنه "تصليحة" على نمط ما تعودنا في مطاعم الفول الشعبية حين كنا نلجأ لتصليحة على طبق الحمص بعد أن نكون قد شارفنا على إنهائه.
   لم يأتِ التعديل "التصليحة" بجديد بل لعله أقرب إلى عملية تجليس في هيكل الحكومة بهدف ترقيع بعض الضربات التي أتت عليها بسبب إخفاقات أخرى أبعدت الحكومة بمساحات شاسعة إضافية عن الناس وعَمَّقت الفجوة بين الدولة والمواطن.
كما أتى على عجل وبخجل، ألقى التعديل بظلاله الخجولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يقابَل إلا بمزيد من الطرائف التي دخلت إلى المجتمع الأردني بقوة منذ أن أتت الحكومة الحالية بتشكيلاتها وسياساتها وقراراتها بكيفية أن تكون العلاقة مع المواطن.
أشعرنا التعديل الوزاري أنه نتاج مجموعة من التداخلات أفرز كياناً غير مكتمل ولم يكن مقصوداً أن يخرج هكذا، أو على الأقل أنه دون الأمل حتى، وليس الطموح، وبالذات في وقت يسمع به الرئيس عن الفشل الذريع لباقة من وزيرات ووزراء في حكومته في أداء ما عليهم أن يؤدوه تجاه مسؤولياتهم ومن أجل المواطن.
ماذا علينا أن نفهم من هكذا تعديل يضم خمس وزيرات لأول مرة ويعيد مجموعة من الوزراء السابقين إلى أماكنهم، وكيف نقرأ تعامل الحكومة مع ردود فعل الجمهور الواضحة الجلية، تجاه أداء بعض الوزراء الذي لم يطَلهم التغيير ونجوا منه.
هل عودة وزير إلى مكانه السابق يُفهم كاعتراف بخطأ أُرتكب بإخراجه أو تصحيح لمسار، وهل رد الحكومة على استياء الناس من أداء بعض الوزراء بإبقائهم هو أفضل الردود التي تتقنها حكومة الرئيس، وهل الحضور النسائي الطاغي وغير المسبوق عربياً (بالمناسبة) يشي بشيء؟
أهم إنجازات دولة الرئيس أنه أفقد الأردنيين الاهتمام بشؤون التشكيلات والتعديلات الحكومية خلافاً لما كانوا عليه سابقاً حين كانوا يشكلون حكومات كاملة على المواقع الصحفية.
مواطنون رأوا في التعديل لعبة شطرنج أو مشهد تبادل كراسي أو إعادة "تدوير"، البعض وصفوه بترقيع الثوب الحكومي المهلهل، وآخرون لا نفهم عليهم عادة، تحدثوا عن التجانس وبث روح العمل الجماعي وإحياء التناغم.
والحقيقة أن "تصليحة" الحكومة لم تكن سوى "سنفرة" لهيكل الوزارة مع عملية تنعيم واسعة، رفعت عدد السيدات إلى خمس وقلّصت من عدد الرجال فقط.