التصويت في "اليونسكو"

إسرائيل هيوم

أفرايم هرارة  18/10/2016

امتنعت في الاسبوع الماضي الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا واسبانيا، عن التصويت البائس لليونسكو، والذي ينفي عمليا صلة الشعب اليهودي بالقدس والمسجد الأقصى وحائط المبكى الغربي. الدول الاسلامية مثل الجزائر ولبنان وإيران ومصر والمغرب صوتت مع القرار. "هذا فشل ذريع لنتنياهو"، قال إيهود باراك. لماذا؟ هل كان يمكن منع امتناع فرنسا واسبانيا أو تغيير تأييد الدول الاسلامية؟ الجواب هو لا. واليكم عددا من الاسباب:اضافة اعلان
اعتراف الدول الإسلامية بحق الشعب اليهودي على هذه الاماكن هو بمثابة كفر بالاسلام. التاريخ الاسلامي يتحدث عن أن سليمان، الذي هو الملك شلومو، كان مسلما وأنه قام ببناء المسجد الاقصى. ايجاد بقايا الهيكل أو أي شهادة أثرية اخرى تشير إلى التاريخ اليهودي منذ آلاف السنين في الموقع، يعني ضعضعة أسس الايمان الإسلامي. وليس غريبا أن الاوقاف الإسلامية تهدم بشكل ممنهج اثباتات كهذه. لذلك فإن كل جهد إسرائيلي في التأثير على تصويت الدول الإسلامية، حتى لو كانت تربطنا بها علاقات، سيكون جهدا فاشلا مسبقا.
قبل شهر نشرت في "لافيغارو" مقابلة مع باحث حلل كتب التعليم للصف السادس التي فيها حسب خطة التعليم الفرنسية، يتعلمون عن الإسلام، كان استنتاجه الاساسي هو أنه "تم كنس كل ما من شأنه التأثير والتسبب بالاحتكاك مع الثقافة الإسلامية، على حدود الانبطاح". الباحث يتحدث عن أمثلة ليس فقط بإخفاء الحقائق، بل أيضا تشويهها. نظرت إلى أحد كتب التعليم هذه ووجدت اخفاء آخر بخصوص شعب إسرائيل: كتاب التاريخ الأكثر مبيعا للصف السادس في فرنسا يقتبس العهدة العمرية، حيث أنه فور احتلال المدينة أعطى حرية العبادة للمسيحيين في القدس. إلا أن الاقتباس استثنى الجملة التالية: "ليس من حق اليهود العيش في القدس". الاخفاء ليس مبادرة اسلامية، بل هو مبادرة فرنسية. قمت بتحليل كتاب التاريخ للصف الحادي عشر حيث يتم الحديث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفيه خريطة تصور الحرم على أنه "ساحة المساجد".
إن السبب لتصرف بهذا الشكل من دولة غربية هو الخشية من المواجهة المباشرة مع السكان المسلمين، ومن المواجهة المباشرة مع الدول الإسلامية التي تشتري بضائع بعشرات مليارات الدولارات. الفشل الذريع هو للدول الغربية نفسها. يجب على إسرائيل رفض أن تكون شماعة سياسة الانبطاح للدول الغربية. قرار قطع العلاقة مع اليونسكو هو خطوة ايجابية في هذا الاتجاه. وهذا سيلزم وسائل الاعلام الغربية بالتحدث عن التشويه التاريخي، ويضع حكومات الغرب أمام مسؤوليتها عند تصويت مندوبيها.