التعايش مع التغييرات الحياتية.. هل يعد مقبولا؟

Untitled-1
Untitled-1

علاء علي عبد

عمان - لا يمكن لأحد إنكار التغييرات الشاملة التي طرأت على حياة كل منا منذ بداية العام الحالي، وهذه التغييرات لم تكن للأفضل بالنسبة للغالبية العظمى من الناس. وبصرف النظر عن التساؤلات التي تحيط بذهنك حول السبب الذي أوصلنا لهذه التغييرات، علينا أن ندرك بأنها قد حدثت وعلينا التعايش معها.اضافة اعلان
تسببت الأحداث التي شهدها هذا العام إلى تغييرات كبيرة في الكيفية التي نتعامل بها مع مختلف الأشياء اليومية التي نقوم بها كالدراسة والعمل والتسوق وحتى في كيفية ذهابنا للصلاة وكيفية التواصل مع الآخرين.
ما يجب علينا معرفته أن تطبيق كل هذه التغييرات الحياتية في الوقت نفسه سيسبب شعورا بالألم والحسرة على افتقاد طبيعة الحياة التي اعتدنا عليها طوال عمرنا. تجاهل هذه المشاعر سيؤدي لتفاقمها أكثر وأكثر، لذا فمن الأفضل ملاحظتها وإدراك بأنها مشاعر مقبولة، وذلك للأسباب الآتية:

  • درجة تأقلمك مع متغيرات الحياة لا تمنعك من الحزن على الطبيعة التي اعتدت عليها: على الرغم من أن جميع جوانب الحياة تقريبا تعرضت للتغيير وكأنها انقلبت رأسا على عقب، إلا أنك قد تجد نفسك تأقلمت سريعا بالفعل مع الظروف الجديدة، وبالتالي تؤكد لنفسك أنه لا ينبغي عليك التذمر أو الشعور بالحزن لأن هناك الكثير من الناس الذين تأقلموا بدرجة أقل ويبدون سعداء فلماذا تبالغ بالضيق؟
    الواقع أن هذه الطريقة بالتفكير والتي تدفعك للندم بسبب مشاعر الحزن التي تنتابك لن تؤدي سوى لتفاقم المشكلة أكثر وأكثر. اعلم بأنه وعلى الرغم من أن التذمر والضيق والحزن لن تغير من الظروف التي نعيشها، لكن اعلم أيضا أن هذه المشاعر لن تختفي وحدها، ولكن عليك أن تعترف بها وتعيشها دون أن تلوم نفسك عليها.
  • الأمر نفسه ينطبق على أطفالك أيضا: لعل الأطفال أكثر حساسية للشعور بالمتغيرات التي تطال حياتهم حتى لو كانت بسيطة، فما بالك بكم المتغيرات الذي نعيشه منذ بداية هذا العام. المشكلة أن الأهل غالبا ما يحاولون إقناع الأطفال بأن كل شيء على ما يرام وأنهم يجب أن يتعاملوا مع الظروف المحيطة بهم بإيجابية. الأفضل من هذه الطريقة أن نسعى لتعليم الطفل مواجهة مشاعره والاعتراف بها والتحدث عنها، لأن كتمانها والتظاهر بعكسها لن يكون شيئا سهلا على الأطفال.
  • بعد الاعتراف بمشاعرك.. أحسن التعامل معها: كنوع من الاعتراف بمشاعرك السلبية التي توقظ داخلك الحنين لروتين حياتك السابق قم بكتابة مشاعرك على ورقة، واحرص على أن يكون لديك ورقة أخرى لكتابة المشاعر الإيجابية مهما كانت قليلة وخفيفة. فمن المتوقع أن الورقة الأولى ستمتلئ سريعا، وحتى تتمكن من التعامل معها فكر بالجانب الإيجابي في حياتك مثل خيار العمل من المنزل دون الحاجة لمواجهة أزمات السير الخانقة في الصباح! فكتابة الأشياء الإيجابية مهما كانت قليلة ستضعف شدة الأشياء السلبية.