التعليق الرياضي فن ومهنة

يعتبر التعليق الرياضي فنا رفيع المستوى، ومن أهم أنواع وسائل الإعلام وأكثرها تأثيرا على الجمهور الرياضي وأكثرها متعة أيضا.
لقد مارست هذه المهنة والهواية أكثر من عشرين عاما، كانت كافية لصقلي عمليا والمحافظة على المهنية، التي بقيت في إطار الهواية بالبحث عما يريده المشاهد والمستمع.اضافة اعلان
لقد عشقت التعليق الرياضي عندما كنت طالبا في كلية التربية الرياضية في القاهرة أوائل الستينيات من القرن الماضي، حيث كانت الإذاعة ثم التلفزيون وجهة المواطن المصري والعربي إعلاميا إضافة للصحافة.
لقد كان جيلنا محظوظا، لأنه التقى بعمالقة التعليق الرياضي آنذاك، فتعلم منهم واعتبرهم قدوة حسنة تحتذى، لذلك فإن هذا الجيل يحفظ عن ظهر قلب مقولة شيخ المعلقين العرب آنذاك محمد لطيف "الكورة جوان"، وأيضا خفة دم علي زيوار ورصانة حسين مدكور.
لقد كان هؤلاء المعلقون يحترمون جماهيرهم كثيرا، لأنهم كانوا يدركون تأثيرهم الفاعل في توجيه الجمهور وخلق رأي عام مؤثر في المجتمع.
كل جوانب الإعلام الرياضي وأدواته تطورت تطورا مشهودا، إلا أن التعليق الرياضي العربي لم يتطور بالشكل المتوقع بعد وسائل التكنولوجيا، التي سهلت عمل هذا المعلق وحصوله على المعلومة ببساطة ويسر.
المباريات والبطولات تملأ شاشات القنوات الرياضية التي تضاعفت مرات ومرات، وتحتاج إلى معلقين قادرين أن يكونوا في مستوى ثقافة ومعلومات المشاهد وجيل الإنترنت.
هناك بعض المعلقين الرياضيين العرب وصلوا إلى قناعة المشاهد واحترامه لهم، ولهذا ينتظر ظهورهم وتعليقاتهم، وهذا يجعلنا نطالب المسؤولين لكي يتم دعمهم من خلال تنمية معلوماتهم وثقافتهم والعمل على خلق جيل جديد يفهم لغة العصر بكل أبعادها.