"التعليم عن بعد" بالطفيلة.. طلبة غير مكترثين وسط غياب آليات التقييم والامتحانات

1
1

فيصل القطامين

الطفيلة - يشبه أحمد الشباطات ولي أمر طالب، التعليم عن بعد عبر برامج التلفزيون من خلال قنوات درسك الجديدة بالحب من طرف واحد، أي أن وزارة التربية والتعليم تبذل جهودا كبيرة في تنظيم الدروس المباشرة وتبثها للطلبة بكل حرفية، إلا أن استجابة الطلبة ضعيفة جدا بل ومقطوعة وبنسبة كبيرة. اضافة اعلان
ويشير الشباطات الى أن الطلبة وفي أجواء التعطل عن المدرسة، يرون أنها فرصة كبيرة لقضاء العطلة لممارسة أي شيء سوى التعلم، في ظل عدم وجود تقييم حقيقي لمخرجات تلك العلمية مثل الامتحانات، مؤكدا على أهمية تلك البرامج التعليمية لأن يبقى الطلبة على اتصال حقيقي وفاعل بالتعليم.
ويرى بهجت الضروس وهو معلم متقاعد، أن برامج التعلم عن بعد غير مكتملة العناصر، مشيرا الى أن البرامج مليئة بالشرح والدروس، إلا أنه ينقصها عناصر أخرى مهمة في العملية التعليمية، كالتقييم واعتماد علامات الطلبة في حسابات المعدل العام.
وبين الضروس، أن الطلبة لا يأخذون على محمل الجد البرامج التعليمية عن بعد ويرون فيها انها دروسا ليست إجبارية كما البرامج المدرسية، التي تلزمهم بالتحضير والاستماع الفعلي للمعلم وإجراء الامتحانات والتقييم.
ولفت إلى أن للمدارس بإداراتها دورا كبيرا لأن يكون لهذه البرامج أهمية أكبر من خلال توجيه الطلبة لها، من خلال بقاء المدرسة على تواصل مستمر معهم، مع ضرورة أن تحدد لهم مواعيدها بالرغم من أنها محددة سلفا من خلال التلفزيون.
وأشارت التربوية حمدة الحجايا وهي مشرف مقيم في مدارس الحسا الخاصة، أنها كمشرف مقيم في مدارس خاصة تحتضن نحو 600 طالب وطالبة، وترى أن برامج التعليمي عن بعد التي تبث عبر التلفزيون، هي برامج غاية في الجودة، وبإمكان الطلبة الاستفادة منها لاستمرارية التعليم الحقيقي، بالرغم من أن مدة البرامج لا تتجاوز ثلاث ساعات للصف التعليمي الواحد .
ولفتت الحجايا إلى أن معلمين قديرين هم من يقومون بالشرح، مشيرة الى ان لهم القدرة على التعامل مع تلك الدروس عن بعد ، ويمكن أن يسهموا في أن يبقى التعليم مستمرا كالمعتاد في حال متابعه البرامج من قبل الطلبة بشكل مستمر.
وأكدت أن أغلب الطلبة لا يتابعون تلك الدروس، معتبرين أن التعطل عن المدرسة أتاح لهم فرصة استراحة ذهبية يمارسون فيها كل شيء إلا التعليم. واكدت على الدور المهم لذوي الأمور في توجيه أبنائهم لحضور تلك الدروس.
وقالت إنها ومع مجموعة المعلمات في مدارس الحسا الخاصة، التي تحتضن الطلبة من مستوى رياض الأطفال وحتى الخامس الأساسي، أبدعن تجربة غاية في الأهمية، حيث أوجدن تجربة المجموعات المباشرة من خلال فيديو على برنامج "الواتس أب"، يتم التواصل من خلالها مع الطلبة و شرح الدروس بشكل مباشر وكأنها في الغرفة الصفية، مشيرة الى استقبالهن أسئلة الطلبة والإجابة عليها مباشرة، وعقد امتحانات بعد انتهاء الدرس كإجراء تقييمي.
وأكدت أن الطلبة يتابعون تلك الدروس وبنسبة كبيرة، متمنية أن تنتهج المدارس الحكومية تلك التجارب في التعليم عن بعد، أو على الأقل حث الطلبة على متابعة الدروس على قنوات "درسك" التي تبثها وزارة التربية والتعليم تلفزيونيا.
ولفتت مديرة التربية والتعليم في الطفيلة الدكتور لبنى الحجاج، إلى أن تجربة التعلم عن بعد ليست تجربة جديدة في وزارة التربية والتعليم، فقد كان هناك برامج تعليمية من خلال برامج الإذاعة المدرسية في عقود سابقة، وكانت تؤدي دورا جيدا في التعلم.
وقالت الحجاج، إن هذا التحدي يعتبر فرصة ذهبية نادرة في التعليم الالكتروني أمام الطلبة، وعليهم أن يستغلوها تماما كأولياء الأمور والأهالي في المنازل، لحثهم على متابعة تلك الدروس، التي تبث عبر التلفزيون من خلال درسك أو القناة الرياضية وبرامج أخرى تربوية عديدة.
وأضافت أن التجربة جيدة ورائدة وعلى الطلبة الاستفادة منه بشكل فاعل، مشيرة إلى أن أغلب الدروس في المناهج هي دروس مهيأة الكترونيا ومبرمجة على أسس التعلم عن بعد، وتحتوي على المعلومة والشرح والتفاعل والتقييم الآني.
ولفتت الحجاج إلى أن المعلمين كونوا مجموعات للتواصل مع الطلبة ويتواصلون بشكل مستمر مع معلميهم، ويستفيدون من الدروس بشكل جيد، مؤكدة أنها تجربة ممتازة ويمكن أن تطور لمراحل أفضل.
وبينت أن معلمين قاموا في مدارس بالطفيلة بعمل برامج دروس الكترونية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع الطلبة عبر مجموعات اتصال مباشر، مشيرة الى انهم يتواصلون باستمرار مع مديرية التربية، لإطلاعهم على نتائج التدريس عن بعد ، بالإضافة إلى البرامج التي تبث عبر التلفزيون، والتي تحقق نتائج إيجابية طيبة.
وبينت أن التجربة يمكن أن تكون ناجحة في حال رغبة الطلبة، مع التأكيد على أهمية أن يكون لها تقييم من خلال اختبارات تقوم الوزارة بإيجاد آلية لها، بحيث تعتمد نتائج عمليات التقييم بشكل حقيقي.
وتعول الحجاج على اهتمام الطلبة ورغبتهم وقناعاتهم في الاستفادة الحقيقية من تلك الدروس، والتي ستبني لنظام تعليم عن بعد سيشكل أسسا مهمة في التعليم الحديث، ويغير النظرة عن التعليم الالكتروني.