التعليم غير النظامي فسحة أمل أمام المتسربين من المدارس لاستكمال تعليمهم

brk1xkxf
brk1xkxf
نادين النمري عمان- غصة استمرت ستة أعوام في قلب آية وهي تشاهد يوميا بنات جيلها يتوجهن إلى المدرسة، فظروف الحرب واللجوء دفعت بانقطاع هذه اللاجئة السورية من التعليم وهي في سن العاشرة. تقول آية (18 عاما)، "أصبحت المدرسة حلما ضائعا، لم أتوقع أني يوما سأعود خصوصا أن العديد من بنات جيلي ممن لجأن من سورية إلى الأردن انقطعن عن المدرسة كذلك". قبل عامين سمعت آية عن برنامج التعليم غير النظامي والذي تنفذه وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع مؤسسة "كويست سكوب"، كان ذلك عن طريق معلمات وميسرات زاروا بيوت العائلات السورية وعرفوهم بالبرنامج الذي يتيح فرصة التعليم للأطفال الذين انقطعوا عن المدرسة.. التحقت آية مع مجموعة من صديقاتها السوريات في البرنامج لمدة عامين. بالأمس احتفلت آية و 400 طالب وطالبة آخرين من جنسيات أردنية ولاجئين سوريين وغيرهم من الجنسيات بتخرجهم من برنامج التعليم غير النظامي للوكالة الاميركية للتنمية الدولية بشهادة تعادل الصف العاشر ومعتمدة من وزارة التربية والتعليم، وتضمن الحفل شبابا وشابات من 28 مركز تعليم غير نظامي في جميع انحاء المملكة. حمزة شاب أردني التحق هو الآخر في البرنامج كخطوة لتحقيق طموحه في استكمال دراسته الجامعية. حمزة انقطع عن الدراسة وهو في الصف التاسع، ويقول لـ "الغد" "أذكر أني تغيبت كثيرا دون علم والدي. لم أكن أحب المدرسة الى أن بلغ عدد غياباتي 15 يوما وحينها استدعى المدير والدي". تعرضه للوصم من قبل مديره ومعلميه دفع بحمزة للانسحاب من المدرسة، ليتجه الى سوق العمل ويعمل في مجالات مختلفة منها ميكانيك السيارات والعمل أحيانا في الخدمات الفندقية. بعد ثلاثة اعوام من الانقطاع عن المدرسة شعر حمزة برغبة في استكمال دراسته فالتحق بالبرنامج وأنهي متطلبات دراسة الصف العاشر، ويأمل في ان يتمكن من استكمال تعليمه الأكاديمي ليلتحق بجامعة مؤتة الفرع العسكري، لكنه يتخوف من صعوبات قد يواجهها في معادلة الشهادة. في فيديو عرض أمس خلال حفل التخريج يروي شاب كيف كان يضطر للسير ساعتين يوميا للوصول الى المركز، ويقول "حبي للتعليم والأساتذة وطريقتهم كانت تدفع بي يوميا وبحماس للذهاب الى المركز، اليوم أنا أقرأ وأكتب وأكثر ثقة بنفسي". وفي كلمته خلال حفل التخريج أكد المدير الدولي ومؤسس منظمة "كويست سكوب"، كيرت رودز، "أهمية برامج التعليم غير النظامي في إعطاء الفرصة بحياة أفضل للأطفال الذين انقطعوا عن تعليمهم"، لافتا إلى الرؤية المشتركة بين "كويست سكوب" ووزارة التربية والتعليم في هذا المجال. وبين أنه من خلال البرنامج يلتحق الشباب الذين انقطعوا عن النظام التعليمي وتتراوح أعمارهم ما بين 13 و 20 عاما بدورات دراسية لمدة عامين ضمن ساعات مدرسية مرنة وذلك للحصول على شهادة معادلة للصف العاشر. من جانبها أكدت مندوبة وزير التربية والتعليم الى الحفل الدكتورة وفاء العبداللات أهمية برامج التعليم غير النظامي في إتاحة الفرصة أمام المنقطعين عن المدرسة في إعادة دمجهم في التعليم مجددا. وأكدت أن "التسرب من المدرسة يعد من ابرز العقبات امام السير قدما في خطط التنمية"، لافتة الى السياسات والتشريعات التي تطبقها الوزارة لحماية حق الطفل في التعليم وإلزاميته. تفي الشهادة بمتطلبات التحاق الخريجين لمتابعة فرص التعليم الثانوي من خلال الدراسة المنزلية او التدريب المهني. حيث تعمل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ومنظمة "كويست سكوب" غير الحكومية على تقديم البرنامج الذي يتيح لأكثر من 3500 شاب وشابة منقطعين عن الدراسة فرصة ثانية لمواصلة تعليمهم والحصول على فرص عمل أفضل. ويهدف البرنامج إلى إعداد وتمكين الأطفال المتسربين من خلال تزويدهم بالمعارف والخبرات التي تمكنهم من بناء ذواتهم وأعدادهم وتأهيلهم، وتبلغ مدة الدراسة عامين دارسيين. من جانبه أشار نائب المدير المساعد لمكتب الشرق الأوسط بالوكالة الاميركية للتنمية الدولية جيسون فولي الى ان "نحو نصف الشباب الذين قابلهم تحدثوا عن ضغوطات مجتمعية وتعرضوا لها لدى إبداء رغبتهم بالعودة إلى الدراسة"، معتبرا أن اجتيازهم هذه المرحلة يعد نجاحا كبيرا لهم ولعائلاتهم، كما يجعل منهم نموذجا للشباب الراغبين في العودة إلى التعليم. وأكد فولي دعم الوكالة الاميركية المستمر لبرامج تمكين الشباب في الاردن ليس فقط في برامج التعليم وإنما أيضا في برامج التوظيف. وبدأ التعاون بين وزارة التربية والوكالة الأميركية في تطبيق برنامج تعزيز ثقافة المتسربين في العام 2004 وتم تطبيقه بشكل تجريبي لغاية العام 2008 حيث تم افتتاح عدد محدود من المراكز، والتوسع في تنفيذ البرامج بشكل تدريجي لتلبية احتياجات الاطفال المتسربين واللاجئين العراقيين. وفي العام 2015 تم التوسع في تنفيذ البرنامج من خلال استحداث مراكز جديدة للبرنامج بالتعاون مع مؤسسة "كويست سكوب" وبتمويل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسف" بهدف توفير الخدمة التعليمية للأطفال المتسربين الأردنيين والسوريين. كما تم بالتعاون مع "كويست سكوب" وبتمويل من الوكالة الاميركية استحداث مراكز في المناطق النائية بهدف تمكين الاطفال المتسربين الأردنيين تحديدا. وبحسب بيانات البرنامج فقد التحق بالبرنامج منذ العام 2003 اكثر من 15000 دارس في حين بلغ عدد المراكز التي ينفذ فيها البرنامج 117 مركزا وسيتم استحداث 15 مركزا آخر العام الحالي، وبلغ عدد الخريجين لغاية حزيران (يونيو) الماضي 5900 خريج في حين بلغ عدد الملتحقين للعام الدراسي الحالي نحو 3926 طالبا وطالبةاضافة اعلان