التعوّد على الصبر والشكر

النظر إلى نعم الله تعالى يقوي  فضيلة الشكر عند المؤمنين - (أرشيفية)
النظر إلى نعم الله تعالى يقوي فضيلة الشكر عند المؤمنين - (أرشيفية)

انطلاقا من قول الله سبحانه وتعالى:"وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"، وقوله تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ". فإن الصبر من ألزم الأخلاق الإسلامية التي لا بد أن تزامل المؤمن في حياته، ويكون الصبر ألزم وأكثر أهمية في الشهر الفضيل وخاصة في العشر الأواخر التي نتفيأ نسماتها ورحماتها في هذه الأيام المباركة.اضافة اعلان
وخلق الصبر يفترض أن ينمي في الصائم الإحساس بالآخر، فيحتمل من الناس غضبهم وسرعة انفعالهم وكثرة حاجاتهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".
وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده، وفي ماله، وفي ولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة".
ومن حسن الصبر أن يشكر المؤمن الله على حاله لقوله تعالى:"وسنجزي الشاكرين"، ولقوله تعالى:"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم".
ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حتى تفطرت قدماه، فقالت له عائشة: "أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً ".
وعن معاذ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني أحبك، فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
والشكر يكون بالقلب، واللسان، والجوارح؛ أما بالقلب فهو أن يقصد الخير، ويضمره للخلق كافة، وأما باللسان  فهو إظهار الشكر لله بالتحميد قال صلى الله عليه وسلم: " من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر "، وأما الشكر بالجوارح  فهو استعمال نعم الله في طاعته، فمن شكر العينين أن تستر كل عيب تراه لمسلم، ومن شكر الأذنين أن تستر كل عيب تسمعه.
والنظر إلى نعم الله تعالى يقوي على الشكر، ومتى أحس العبد بنعم الله عليه، لهج لسانه بشكر الله وحمده، وجد ما عرفه الخلق كلهم من نعم الله تعالى بالإضافة إلى ما لم يعرفوه، أقل من قطرة في بحر، "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
اللهم اعف عن تقصيرنا في طاعتك وشكرك وأدم لنا لزوم الطريق إلى ما يُقربنا إليك وهب لنا نوراً نهتدي به إليك ويسر لنا ما يسرته لأهل محبتك وأيقظنا من غفلاتنا وألهمنا رُشدنا واسترنا في دنيانا وآخرتنا واحشرنا في زمرة المتقين وألحقنا بعبادك الصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وآله وصحبه أجمعين.