التغطية الصحافية لنتائج "الملكية الأردنية"

 تابعت يوم الجمعة 17 من الشهر الحالي تغطية الصحف اليومية لاجتماع الهيئة العامة السنوي العادي وغير العادي لـ"الملكية الأردنية"، حيث عرضت ثلاث صحف تغطية النتائج السنوية كل من جانب مختلف.

اضافة اعلان

 إحدى هذه الصحف غطت الخبر بعنوان "23.4 مليون دينار خسائر الملكية العام الماضي"، وصحيفة أخرى غطته بعنوان "الملكية تنفذ خططا تسويقية لقطاع السياحة"، وصحيفة ثالثة غطته بعنوان "703 ملايين دينار الإيرادات التشغيلية للملكية الأردنية العام الماضي بزيادة حوالي 29%".

ما يهم المساهم والقارئ في موسم اجتماعات الهيئات العامة للشركات ما ستوزعه الشركة من أرباح عند عرضها نتائج أعمالها عن السنة المنتهية، مع عدم التقليل من الجوانب الأخرى كخطط الشركة المستقبلية، وما إلى ذلك.

وضمن هذه الجزئية المهمة لم تمكني التغطية الصحافية من معرفة فيما إذا كانت "الملكية" قد حققت أرباحا أم لا، وهل ستوزع جزءا منها على المساهمين.

 تشير إحصائيات قطاع الطيران إلى إفلاس أكثر من (25) شركة طيران حتى الآن، وانخفاض حاد في أعداد الركاب في مطارات بريطانيا، وانخفاض نشاط  الطيران عبر الأطلنطي بنسبة 17% وفي داخل أوروبا بنسبة 31%، وانخفاض عدد ركاب شركة "الطيران البريطانية" بنسبة 13%.

وفي المقابل، تعرضت شركة الطيران الأميركية "ساوث وست"، وهي أكبر شركة طيران أميركية تقدم عروض الأسعار المخفضة، لخسائر ربعية فادحة، ما اضطرها إلى تخفيض نفقاتها الرأسمالية وتأجيل شرائها لطائرات جديدة وتخفيض عمالتها والطلب منهم أخذ إجازات طوعية غير مدفوعة الأجر، بينما طلبت أكبر ثلاث شركات طيران تملكها الحكومة الصينية دعم الحكومة بعد أن قدرت خسائرها بنحو (4) بلايين دولار عن العام الماضي.

 وأما شركة "كاثي باسيفيك"، وهي أكبر شركة طيران في هونغ كونغ وأكبر مشغل للعمالة فيها، فقد طلبت من موظفيها أخذ إجازات طوعية غير مدفوعة الأجر وستخفض طاقتها لنقل الركاب بنسبة 8% وخدمات الشحن بنسبة 11%، في حين تراجعت عائداتها للربع الأول من العام بنسبة 22% وزميلتها شركة "دراجون إير" تعيش الظروف نفسها.

أما شركة "كانتاس" الأسترالية، فقد أعلنت أنها تمر بأسوأ ظروفها منذ أربعة عشر عاما، وقررت تسريح 5% من عمالتها وتخفيض طاقتها لنقل الركاب بنسبة 5%، فيما أعلنت شركة طيران سنغافورة تخفيض طاقتها لنقل الركاب بنسبة 20%.

قطاع الطيران العالمي يعيش حالة صعبة مثله مثل قطاع المصارف والمؤسسات المالية والسيارات والعقارات جراء تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي مست حياة البلايين من شعوب الأرض بجهاتها الأربع.

 فشركة فولفو معروضة للبيع وكذلك شركة أوبل وشركة ساب، وجنرال موتورز تعيش لحظات النزع الأخير أمام الإفلاس وكذلك كبريات الشركات العالمية، إضافة إلى اختفاء أسماء ألوف الشركات الأخرى التي أفلست وملايين الأعمال الصغيرة التي ذابت ولم يعد لها وجود.

أردنيا، شعرت وأنا أتابع عرض نتائج أعمال "الملكية الأردنية" واجتماع هيئتها العامة خجل إدارتها من عرض أوضاع الشركة التي لن تكون أحسن حالا من بقية شركات الطيران العاملة في العالم، في ظل تأثرها بارتفاع أسعار الوقود ثم انخفاضه الحاد مصحوبا بتداعيات الأزمة العالمية، ما أثر على اقتصادات الطيران العالمي الذي يتوقع أن يتحمل خسائر للعام 2009 تقدر بـ (5) بلايين دولار، كما لاحظت خجل صحفنا من عرض أوضاع الشركة.

ولترسيخ الثقة، على إدارات شركاتنا وصحفنا مواجهة الحقائق، وعرضها بانفتاح ومهنية على المساهمين والقراء، والتعامل معهم بموضوعية بدلا من الدوران في متاهة غامضة، فالثقة غالية والمصداقية أغلى وعلينا المحافظة على كليهما، ولا يقل أهمية عنهما خطط  "الملكية الأردنية" لمواجهة ظروف التراجع الحاد في الطلب.

[email protected]