التغير المناخي

أنس سليمان الحلايبة

تنتج ظاهرة الانحباس الحراري نتاج تصرفات بشرية عشوائية تتجه دوماً لأن يكون الهدف ربحا للأقليات على حساب الأغلبية التي تتضرر اليوم نتاج تقلبات الطقس وارتفاع درجة حرارة الأرض وشح المياه الصالحة للشرب، وتراجع مستوى تواجد المياه الجوفية أو انعدامها في مناطق مختلفة على مستوى العالم والأردن بشكل خاص، لذلك فإن هذه الظروف تستوجب طرح بعض الأسئلة فهل كل هذا الأمر نتيجة دخان السيارات أو دخان المصانع في الأردن؟ أم ما هي حقيقة ظاهرة الانحباس الحراري؟، وماذا يقع على عاتقنا تجاه هذا الأمر؟.اضافة اعلان
إننا اليوم في الأردن قد لا نستطيع مقارنة نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة المنطلقة من لدنا مقارنة مع الدول المصنعة في العالم والتي تقوم بصناعة السيارات والطائرات والكثير من الصناعات التي تحتاج إلى حرق الوقود الأحفوري وإطلاق الأطنان من الغازات الدفيئة كل يوم حيث يأتي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والصين كأكثر الدول المتسببة في انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم بمعدل يفوق 16 مرة عن الدول المائة الأقل تسبباً في انبعاثات الغازات الدفيئة حسب التقرير الصادر عن معهد الموارد العالمية في عام 2018 وتأتي الأردن من ضمن أقل الدول المسببة لانبعاث الغازات الدفيئة وفقاً لهذا التقرير، لكن هل يعني ذلك أننا لا نتحمل أي مسؤولية تجاه كوكبنا؟، إنه من المنطلق المنطقي أننا اليوم نعيش جميعاً داخل كوكب واحد سواء أكنا دول صناعية أو دول نامية أو شبه نامية، ولذلك فإنه يترتب علينا مسؤولية كبيرة تجاه كوكبنا تندرج تحت تصرفات صديقة للبيئة، فنحن اليوم عندما نلتزم بفرز النفايات وتقوم الجهات الحكومية لدينا بإعادة استخدام وتدوير النفايات الصلبة فإننا نخفف من انبعاث غاز الميثان وهو أحد الغازات الدفيئة الذي يؤثر على ظاهرة الانحباس الحراري بنسبة تفوق الكربون بـ28 مرة، وعندما نهتم بزراعة الأشجار فإننا نزيد المساحات الخضراء في بلدنا الحبيب الأردن، وبنفس الوقت نوفر لأطفالنا وأسرنا مساحة آمنة تمتلئ بالهواء النقي، ومما لا شك فيه أن هذه التصرفات هي تصرفات بسيطة لكنها ذات أثر كبير على كوكبنا ومستقبله بأن يبقى آمناً، بعد كل هذا حتماً سيدور في أذهانكم ما يلي:
هل يجب أن نتحمل مسؤولية متساوية تجاه ظاهرة التغير المناخي كتلك التي تقدمها الدول الصناعية؟ لكن هل سمع أحدكم مسبقاً عن مصطلح العدالة المناخية دعوني أحدثكم عنه قليلاً، حيث تقوم فكرة العدالة المناخية على مبدأ أن ليس كل الناس قد ساهموا على قدم المساواة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فالمجتمعات الصناعية لديها واجبات أكبر نحو المناخ من المجتمعات غير الصناعية ولذلك فإنه من الواجب أن تقدم الدول الصناعية مساهمات أكبر في دعم قضية تغير المناخ والحد من ظاهرة الانحباس الحراري، وتبقى النهاية ممزوجة بالتساؤلات، ماذا سيحدث لو ساهم الأردن بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة؟ وما الفارق الذي سيحدث على كوكبنا بشكل عام؟.