التفكير الإيجابي يساعد في السيطرة على الآلام المزمنة

أظهر بحث حديث أن تقليل الإسهاب في التفكير في الأمراض يحسن الآلام المزمنة - (أرشيفية)
أظهر بحث حديث أن تقليل الإسهاب في التفكير في الأمراض يحسن الآلام المزمنة - (أرشيفية)

عمان-  أظهر بحث حديث أجري على 214 مصابا بآلام الوجه والفك المزمنة، أن تقليل الإسهاب في التفكير في الأمراض يحسن الآلام المزمنة، كما يساعد على النوم بشكل أفضل، وهذا بحسب موقع www.sciencedaily.com.اضافة اعلان
وأوضح الدكتور لويس بوينافر، وهو أستاذ مساعد في كلية طب جامعة جون هبكنز في مجال الطب النفسي وعلوم السلوك، أن البحث المذكور قد أظهر أن مصابي الآلام الذين يتأملون ويجترون الأفكار في آلامهم ومن يكون لديهم أفكار سلبية كثيرة حولها يجدون صعوبة في الخلود إلى النوم، ما يفضي بدوره إلى زيادة الآلام سوءا. أما إن قاموا بتغيير أسلوب تفكيرهم حول هذه الآلام، فإنهم سيكسرون هذه الحلقة المفرغة، حتى من دون اللجوء إلى الأدوية المنومة والمسكنة.
ويذكر أن العلاج المعرفي السلوكي cognitive behavior therapy يعد الأسلوب العلاجي الأمثل الذي يعمل على تغيير الأساليب الخاطئة والسلبية في التفكير. وقد عرفه موقع About.com بأنه أحد أساليب العلاج النفسي التي تساعد المريض على فهم أفكاره ومشاعره التي تؤثر في سلوكاته، ومن ثم تعديلها للأفضل.
ويعد استخدام هذا الأسلوب شائعا في علاج الاكتئاب والرهاب والقلق والإدمان وغير ذلك. ويهدف هذا الأسلوب العلاجي، والذي غالبا ما يكون قصير الأمد، إلى تعليم المصاب كيفية التعرف والتخلص مما لديه من أنماط التفكير المؤذية والمزعجة، إذ إن المبدأ وراء هذا الأسلوب العلاجي هو أن الأفكار والمشاعر تلعب دورا أساسيا في السلوك.
وفي ما يتعلق بالدراسة المذكورة، أوضح الدكتور بوينافر وزملاؤه أنها قامت بإلقاء الضوء على وظيفة مسار عصبي مهم يربط الأفكار السلبية حول الألم بزيادة الألم سوءا من خلال التأثير السلبي على النوم.
وأضاف الدكتور بوينافر أن نحو 80 % من مصابي الآلام المزمنة يضطرب نومهم في وقت ما. وقد ربطت دراسات عديدة بين الآلام المزمنة ومشاكل النوم، حيث وجد أن من لديهم تغيرات في أنماط النوم يكونون أكثر حساسية للألم. علاوة على ذلك، فقد بات معروفا من خلال الأبحاث أن من يركزون بشكل متكرر على ما لديهم من آلام ويتناولونها من منظور سلبي يسجلون آلاما موهنة وأكثر شدة من غيرهم. كما أوضح أن النظرة "الكارثية" للألم تعد أداة فعالة لتوقع زيادة شدة الألم علاوة على احتمالية تسببه بالإعاقة.
وقد أجري البحث المذكور بمشاركة 214 شخصا من مصابي مرض الفك السفلي الصدغي، والذي يؤدي إلى آلام شديدة في الوجه ويعتقد أنه ناتج عن الضغوطات النفسية.
وبعد أن تم فحص هؤلاء المشاركين للتأكد من أنهم مصابون بهذا المرض تحديدا، طلب من كل واحد منهم تعبئة استبيان حول تقييمهم لما لديهم من جودة في النوم ومستوتيات ما لديهم من آلام واستجابات مشاعرهم لهذه الآلام، أي إن كانوا كثيري التفكير بها وكثيري الاجترار للمشاعر السلبية المتعلقة بها وتضخيمها.
وبعد الاطلاع على هذه الاستبيانات، وجد الباحثون أن هناك ارتباطا مباشرا بين التفكير السلبي حول الألم وبين صعوبات النوم وزيادة مستويات الألم لدى المشاركين.
وعلق الدكتور بوينافر على ذلك مشيرا إلى أنه لا يمكن استثناء دور المسكنات والأدوية المنومة في علاج مشاكل الألم والنوم لدى هؤلاء المرضى، إلا أن تغيير أسلوب تفكيرهم بالألم، والذي غالبا ما يتم عبر توظيف العلاج المعرفي السلوكي، لا يساوي قدرة هذه الأدوية على التخفيف من الألم فحسب، وإنما قد يكون أفضل منها.
وأوضح أن نتائج هذا البحث قد لا تكون مقتصرة على مرض الفك السفلي الصدغي فقط، بل إنها قد تشمل جميع الأمراض الناتجة عن الضغوطات النفسية التي ليس لها سبب عضوي واضح، كمتلازمة القولون العصبي وبعض أشكال الصداع وآلام العنق والظهر.
وأضاف قائلا أن خلاصة الأمر هي أن الشخص قادر على التقليل من مستويات الألم لديه عبر التقليل من سلبية تفكيره بها.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور بوينافر يقوم حاليا مع زملائه بدراسة ما إن كانت آلام كبار السن المصابين بالتهاب المفاصل والأرق ستتجاوب مع العلاج المعرفي السلوكي أم لا.

ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني
وكاتبة تقارير طبية
[email protected]