التلوث بالزئبق السام يزداد في حال انهيار القطب الشمالي

تصدعات الجليد في القطب الشمالي تسمح بتهريب الزئبق السام للسطح المائي  الذي يهدد النظام الغذائي- (أرشيفية)
تصدعات الجليد في القطب الشمالي تسمح بتهريب الزئبق السام للسطح المائي الذي يهدد النظام الغذائي- (أرشيفية)

علاء علي عبد

عمان- أثبتت دراسة جديدة وجود تصدعات في جليد القطب الشمالي تسمح بتهريب كميات إضافية من الزئبق للسطح المائي، الأمر الذي أثار الكثير من المخاوف من وصول تلك المادة السامة وغيرها للنظام الغذائي في هذه البيئة الحساسة.

اضافة اعلان

وبحسب معد الدراسة الأستاذ كرستوفر مور، فإن قنوات المياه المفتوحة بسبب تلك التصدعات تثير الهواء، الأمر الذي يؤدي إلى ضخ الزئبق من أعلى الغلاف الجوي نحو السطح. وحسبما ذكر موقع "Scientific American"، فإن ارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى زيادة كمية الثلج الذي يذوب كل صيف، هذه الأمور تسهم بزيادة القنوات البحرية مما يزيد فرصة التلوث بالزئبق.
ونوه مور إلى أن نتائج الدراسة الجديدة لا تؤكد أن كميات إضافية من الزئبق تضخ في الثلج أو الجليد أو في النظام الغذائي؛ حيث إن التأكد من هذا يحتاج للكثير من الدراسات الأخرى في المنطقة. لكن يمكن من خلال النتائج أن نستنتج إمكانية أن تتحول كميات الزئبق التي تحوم حول السطح إلى هيئتها السامة وتدخل النظام الغذائي، الأمر الذي يهدد سكان هذه المنطقة الذين يعتمدون في غذائهم على المخلوقات البحرية، والبرية.
ويقول الباحث دانيال أوبرست إن الكثير من الناس يعتمدون في غذائهم على الصيد وصيد الأسماك ونعلم أن أكبر مصادر الزئبق للبشر تكون عبر تناول الأسماك والمخاوف تزداد عندما نعلم بأنه من المؤكد أن القطب الشمالي ملوث بالزئبق بالفعل.
تم اكتشاف زيادة نسبة الزئبق في الجو عن طريق الصدفة البحتة؛ حيث إن فريق البحث كان يدرس كيماويات أخرى للغلاف الجوي قبالة سواحل بارو في ألاسكا. وقد أظهرت الدراسة زيادة في نسبتي الزئبق والأوزون. ونظرا لكون التصدعات الجليدية غير دائمة ويمكن أن تفتح وتغلق مرات عدة يوميا حسب الظروف الجوية، فقد تمكن العلماء من مقارنة نسبة الزئبق بحسب فتح وإغلاق التصدعات، وقد تبين أن نسبة الزئبق تزيد عند وجود تصدعات مفتوحة على السطح الجليدي.
يقول أوبرست "نظرا لكون المياه المفتوحة تكون أقل برودة من الهواء الذي فوقها، فإن الحرارة تنطلق عبر شقوق التصدعات نحو الغلاف الجوي بالطريقة نفسها التي يمتزج بها بخار الماء المغلي مع الهواء فوقها". أي أن الحرارة تعد السبب بسحب الزئبق نحو السطح الجليدي.
حتى يتحول الزئبق لمادة سامة على النظام البيئي في القطب الشمالي، فإنه يخضع لعملية استنزاف تبدأ بتأكسده ويخرج من الغلاف الجوي نحو السطح الجليدي. يقول أوبرست إن الأبحاث ما تزال تحاول الوصول لدرجة الحرارة التي تحدث عندها عملية الاستنزاف تلك.
دراسة حديثة أخرى وجدت زيادة في مستويات الكلور في الموقع نفسه بألاسكا. لكن لم يعرف لغاية الآن ما إذا كان التغير المناخي يعد المسؤول الفعلي عن تلك الزيادة أم لا، بحسب الكيميائي غريغ هيوي. ويضيف هيوي أن الكلو يمكن أن يساعد الزئبق ليترسب على السطح الجليدي أو الثلجي.

[email protected]

Ala_Abd@