التمسك بالطقوس وإحياء العادات يعيدان ألق الأجواء الرمضانية لمادبا

اشخاص يعدون وجبات الافطار الرمضانية في سبيل معان.-(الغد)
اشخاص يعدون وجبات الافطار الرمضانية في سبيل معان.-(الغد)

أحمد الشوابكة

مادبا- رغم الأوضاع المادية الصعبة وارتفاع أسعار غالبية السلع مع دخول شهر رمضان الكريم، حرص أبناء مادبا وقدر الإمكان على التمسك بالطقوس الرمضانية المعتادة من تزيين لشوارع المدينة وواجهات منازل بالأهلة والفوانيس وحبال الزينة المضيئة، فيما تسابقت المطاعم والمقاهي على إعداد المأكولات والمشروبات الرمضانية وتقديم البرامج الجاذبة التي تتماشى وأجواء الشهر الفضيل.اضافة اعلان
واتخذت شوارع المدينة مذاقها الخاص بعد أن انتشر فيها بيع المشروبات الرمضانية كعرق السوس والتمر هندي وقمر الدين، في حين أعادت "القطايف والهريسة"، الألق لواجهات محال بيع الحلويات التي تشهد إقبالا ملحوظا.
وأعيد إحياء التقاليد المتعارف عليها برمضان والتي أوقفتها جائحة كورونا، إذ تحرص الأسر على تبادل الدعوات على الإفطار، وهي تقليد تحاول غالبية الأسر الحفاظ عليه.
وعملت بلدية مادبا على تزيين الأعمدة الكهربائية ومداخل المدينة ومبناها بحبال الزينة والأهلة المضيئة، لتضفي حالة من السرور على مواطني المدينة وزائريها، كونها مدينة سياحية مهمة، وفق رئيس بلدية مادبا الكبرى، عارف الرواجيح.
وتشهد الأسواق المركزية والأسواق الشعبية، إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم الضرورية، التي تتوافر فيها السلع الغذائية والتموينية ومستلزمات الشهر الكريم كافة، وسط شكاوى من وجود ارتفاع غير منطقي بالأسعار.
ويشكو وائل الرواحنة، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وخصوصاً الخضراوات والفواكه، مطالباً الجهات المختصة بتفعيل آليات تضمن ثبات الأسعار، ومحاسبة من لا يلتزم بالتسعيرة.
وأكد ليث أبو قاعود، أن شهر رمضان يستغله البعض لزيادة الأسعار، نظراً لحاجة المستهلكين إلى شراء المواد الغذائية من دون وجود قوانين رادعة تحمي حقوق المستهلكين.
وبحسب سالم خلف، فإن بعض التجار يدركون جيداً أن المستهلك لا يستطيع الاستغناء عن شراء بعض المواد الغذائية الأساسية، ويتم استغلال هذه الحاجة برفع الأسعار.
ويرى محمد خلدون أن مواجهة ارتفاع الأسعار لن تكون إلا من خلال الأجهزة الحكومية، فهي القادرة على ضبط الأسعار أو خفضها وفقا لما تحدده، مشيرا إلى أن المواطن يعاني كثيرا بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، خصوصا مع دخول الشهر الفضيل.
وحملت ربة المنزل الخمسينية أم محمد، الجهات الرقابية، مسؤولية غلاء أسعار السلع الغذائية والتموينية خلال رمضان، مشيرة إلى أن تصريحات المسؤولين دائما تكون في وسائل الإعلام عن اتخاذ إجراءات رادعة لوقف غلاء الأسعار، لكن في الحقيقة الأسعار تشتعل إلى الحد الذي يعجز فيه ذوو الدخل المحدود عن تحمله.
وتتفاوت أسعار السلع الغذائية بشكل غير منطقي من المنتج حتى تصل للمستهلك، بحسب ربة المنزل أم خالد التي تشير الى أن هناك حلقة تداول للسلع، يتم فيها رفع السعر، مبينة أن حل هذه المشكلة يكون بتفعيل دور مفتشي التموين، مشيرة إلى أن الراتب بأكمله أصبح لا يكفي إلا لشراء الخضراوات فقط، فيما لا يبقى منه شيء لشراء مواد أخرى كاللحوم أو البيض أو مواد تموينية أخرى.
ويقول تاجر الخضراوات ساجر فائق، إن أسعار الخضراوات ارتفعت بشكل جنوني قبيل حلول الشهر المبارك، مشيرا الى أن الارتفاع في الأسعار ليس بسبب البائعين أو التجار، لكنه بسبب ارتفاع التكلفة على المزارعين، إضافة إلى فتح باب التصدير للخارج.
إلا أن مصدرا من مديرية الصناعة والتجارة، أكد أن المحال هي من تحدد قيمة السلع الغذائية، لأن ذلك يخضع لمعايير الاقتصاد الحر، مشيراً إلى أن المستهلك هو من يدفع ثمن غلاء الأسعار، لأنه آخر السلسلة في العملية الشرائية، حيث تصل إليه السلعة بأضعاف ثمنها.
يذكر أن محافظة مادبا قد اتخذت الإجراءات كافة اللازمة لمنع التلاعب بالأسعار، وفق ما أكده محافظ مادبا نايف الهدايان الحجايا الذي قال "إن الأجهزة المعنية تشدد الرقابة على الباعة الذين تسول لهم أنفسهم التلاعب بالأسعار".