التمويل وتناقص الأمطار يحدان من استثمار الحصاد المائي

سد الكفرين أحد سدود الحصاد المائي الرئيسية بالمملكة - (أرشيفية)
سد الكفرين أحد سدود الحصاد المائي الرئيسية بالمملكة - (أرشيفية)

إيمان الفارس

عمان - وسط مخاطر مواجهة فقر المياه محليا وعالميا، تفرض حلول تعزيز تخزين مياه الأمطار نفسها على المشهد، في وقت تزداد الدعوات الدولية لضرورة الاستفادة من حصاد مياه الأمطار واستغلالها خلال مواسم الجفاف، إلا أن ضعف التمويل وتناقص الهطل سنويا في المملكة، يقللان من إمكانية استثمار مياهها والاستفادة منها.اضافة اعلان
وفيما يساهم حصاد مياه الأمطار بدور كبير في الإنتاج الزراعي، والذي يشمل كلا من الثروة الحيوانية وإنتاج المحاصيل وكذلك تربية الأحياء المائية أحيانا، يعد الاستثمار فيها سواء من قبل الحكومة أو القطاع الخاص ضروريا.
ويمضي الأردن قدما ضمن استراتيجياته الرامية للتوسع في الحصاد المائي بهدف تحسين تزويد مياه الري، حيث أشارت مصادر وزارة المياه والري، في تصريحات لـ "الغد"، الى أهمية حرص المواطنين على حصاد مياه الأمطار الهاطلة والمحافظة على المياه المخزنة لديهم لفترات لا تقل عما مدته أسبوعين، لا سيما وأنها تمتاز بالنوعية الجيدة.
واعتبر أمين عام وزارة المياه والري د. جهاد المحاميد أنّ الفوائد البيئيّة الكبيرة المرتبطة بتنفيذ تقنيات جمع مياه الأمطار على مستوى مستجمعات المياه، أمر مشجع للمساهمة بمزيد من الاستثمارات في توسيع نطاق هذه التقنيات في الأردن.
إلا أن مشاريع الحصاد المائي في المملكة، ما تزال تواجه تحديات توفير التمويل المالي اللازم لتطويرها والتي يمكن أن ينفذها قطاع المياه.
وكانت دراسة سابقة متخصصة في حصاد مياه الأمطار في محافظات الأردن، ثاني أفقر بلد مائيا في العالم، قدّرت كميات المياه التي يمكن حصادها عن أسطح المنازل في محافظات المملكة الـ 12، بـ 28.7 مليون متر مكعب سنويا، حيث توقفت عند الدور الكبير للتغير المناخي في تحديد كمية المياه التي يمكن حصادها، خصوصا وانه يؤثر مباشرة على السعة التصميمية المناسبة للخزان التجميعي.
وكانت سفارة مملكة هولندا في عمّان وقعت اتّفاقيّة شراكة بقيمة 5 ملايين يورو مع الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه لتصميم وتنفيذ مشروع يدوم لمدة ثلاث سنوات بهدف توفير حصاد مياه الأمطار في منطقتي الأزرق والمفرق.
وسيتم تنفيذ المشروع الذي ينفذ بالشراكة الوثيقة مع وزارة المياه والري وسلطة وادي الأردن، ووزارتي الزراعة والبيئة والحكومات المحليّة في مناطق الأزرق والمفرق وشمال وادي الأردن، من قبل كلّ من الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه، ومعهد (IHE Delft) الهولندي ومؤسسة (Acacia Water)الهولندية.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنها تضع معدل النمو في استهلاك المياه بأكثر من ضعف معدل النمو السكاني، وسط عدم وجود مورد أكثر أهمية للنظم البيئية الحية من المياه، حيث ستؤدي الندرة إلى انهيار إنتاج الغذاء وتسريع التصحر.
وتعد ندرة المياه تهديدا عالميا للبشرية، علما أن تغطية المياه العالمية تقدر بحوالي 71 ٪، فيما لا يتجاوز ما مجموعه 3 ٪ فقط منها مياه عذبة، وهو ما يجعل المياه الصالحة للشرب نادرة وليست كافية لتلبية احتياجات سكان العالم الذين يتزايد عددهم باستمرار.
وتعتبر مياه الأمطار مصدرا نظيفا للمياه نسبيا، وبالأخذ في الاعتبار المحاذير اللازمة، يمكن استخدامها للاستهلاك الصالح للشرب، إلى جانب كونها مصدرا مجانيا يمكن جمعه بكميات كبيرة من مستجمعات المياه على السطح توازيا وإمكانية استخدامها لأغراض مختلفة.
وفرضت الديناميكيات السكانية ضغوطًا شديدة على موارد المياه العذبة من خلال زيادة الطلب على المياه والتلوث، حيث صارت في بعض الدول، تفويضا للتصميمات المعمارية لتضمين هيكل تجميع مياه الأمطار في خطط البناء.