التوجه للوسط العربي أقل مما يجب

يديعوت أحرونوت

ميخائيل ميلشتاين

اضافة اعلان

فوتت الاحزاب الصهيونية الكبرى سياقات دراماتيكية تجري في المجتمع العربي، والانباء الطيبة هي أنه يبدو في الاسابيع الاخيرة تم استيعاب الاحزاب الصهيونية الكبرى لأهمية الصوت العربي، وبدأت تلوح محاولة لتطوير خطاب مع المجتمع العربي: قادة أزرق أبيض اجروا جولة في البلدات العربية، والليكود دشن حملة تتوجه الى المواطنين العرب. اما الانباء السيئة فإن هذا اقل مما ينبغي، متأخر أكثر مما ينبغي، وبالاساس بدون "ضريبة الجدية" اللازمة في شكل ادراج مندوب عربي في مكان حقيقي في قائمتي هذين الحزبين قبيل الانتخابات (مشكلة بدت واضحة بقدر كبير ايضا في قائمة العمل – غيشر – ميرتس).
هذا انعكاس للتأخير في فهم تغيير الواقع النابع من التركيز الزائد في الخطاب السياسي. في ضوء ذلك واضح كيف أن هذه الاحزاب فوتت فهم سياقات اساسية دراماتيكية تجري في المجتمع العربي (وتغير وجهه)، وعلى رأسها: صعود الجيل الشاب، تعزيز مكانة المرأة، التفضيل للتركيز على المشاكل المدنية وتحقيق الذات للمواطنين على الاهداف السياسية (وبالاساس تلك المرتبطة بالساحة الفلسطينية) ولكن ايضا توتر محتدم بين الحداثة والتقاليد.
ان احد الميول البارزة هو التطلع من جانب قسم كبير من المواطنين العرب، ولا سيما الشبان، للاندماج في معظم مجالات الفعل في الدولة. في هذا الاطار تجري مسيرة مركبة: المواطنون العرب غير معنيين باستبدال او شطب هويتهم الوطنية بل يحاولون "تأطيرها" من جديد وتخفيف حدة التوتر الاساس بينها وبين هويتهم كإسرائيليين. وهم مستعدون للانخراط في النظام القائم كأقلية تستحق كامل الحقوق المدنية، دون السعي الى تقويض اساس طابع دولة اسرائيل، الهدف الذي خطه معظم السياسيون العرب على علمهم.
ان عدم معرفة قسم كبير من السياسيين اليهود في اسرائيل لما يجري في المجتمع العربي، وعدم الاستعداد لإدراج مواطنين عرب في مكان مركزي في الاحزاب، أدى حتى اليوم الى نتائج متضاربة. فمنذ نحو نصف عقد كانت الجهود للمس بالاحزاب العربية او لخلق موجات عداء ضد المواطنين العرب تشجع عمليا السياقات التي عظمت قوتها: القائمة المشتركة تبلورت على خلفية رفع نسبة الحسم، وقوتها اتسعت بالتدريج في اعقاب حملات مثل "العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع"، "قانون الكاميرات" والآن الخطاب عن ضم "المثلث" لدولة فلسطينية مستقبلية.
رغم الصورة الدارجة في اوساط الاغلبية اليهودية، فإن الجمهور العربي في اسرائيل بعيد عن أن يكون راضيا عن القائمة المشتركة او متماثلا بشكل مطلق مع مواقفها (وبالتأكيد مواقف الرمز المتطرف المتمثل بالتجمع الديمقراطي). ولكن في ضوء غياب البدائل، وفي ضوء احساس الاغتراب الواسع بل والعداء من جانب المؤسسة اليهودية، اتسع الدعم للقائمة المشتركة كاحتجاج جماعي.
على العيون ان تتطلع الى المستقبل الذي ما بعد الانتخابات القريبة القادمة. والدرس الاستراتيجي الذي على الاحزاب اليهودية الكبرى أن تستخلصه هو كيفية توثيق الصلة بالمجتمع العربي وفتح قنوات حوار معه (في سياق الليكود أن يفهم ايضا بأن تطوير موقف شكاك بل ومعادٍ تجاه عموم المواطنين العرب يلحق ضررا اكثر من منفعة في الجانب السياسي الحزبي)، بما يتجاوز تخصيص المقدرات المادية لتطويره.
خطوات كهذه ستعكس ترجمة لفهم الاحزاب اليهودية بانه "ليس كل المواطنين العرب هم القائمة المشتركة"، وتشهد على رغبتها في اعطاء جواب لتطلعات الاندماج لقسم كبير من الجمهور العربي وبذلك بلورة اساس جديد ومستقر للتعايش في الدولة.