الثلاثة الكبار يتأهبون وشارابوفا تأمل التوهج مجددا

المصنفة الأولى عالميا الروسية ماريا شارابوفا -(أرشيفية)
المصنفة الأولى عالميا الروسية ماريا شارابوفا -(أرشيفية)

لندن -  سيكون من الأفضل لأي لاعب باستثناء الثلاثي نوفاك ديوكوفيتش ورفاييل نادال وروجيه فيدرر البقاء بعيدا عن نادي عموم انجلترا خلال الأسابيع الستة المقبلة بينما يترقب عالم التنس مغامرة مزدوجة في ويمبلدون.اضافة اعلان
وسيتمسك العشرات من اللاعبين الآخرين بالأمل في اختراق هذه القبضة الثلاثية المهيمنة بوجود ديوكوفيتش حامل اللقب ونادال الفائز باللقب مرتين وفيدرر بطل ويمبلدون ست مرات لكن الواقع يرجح أن يبقى اصحاب التحدي يلعقون جراح الهزيمة والأحلام الضائعة ليس مرة واحدة بل مرتين.
وجمع هذا الثلاثي الذهبي حتى الآن 28 لقبا في آخر 29 بطولة كبرى. وكان يمكن أن يرتفع العدد إلى 29 لولا أن فيدرر فرط في تفوقه بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة أمام الارجنتيني خوان مارتن دل بوترو ليخسر في نهائي أميركا المفتوحة 2009، وحتى الآن لا يبدو أن هناك من يقترب من فك هذا الحصار.
وخلد المنافسون البارزون للراحة قبل أن يبدأ السعي للفوز بلقبين متتاليين على الملاعب العشبية المميزة عندما تفتح بطولة ويمبلدون ثالث البطولات الأربع الكبرى للعام أبوابها يوم الاثنين المقبل ثم ستعود لتدب فيها الحياة في اولمبياد لندن يوم 28 تموز (يوليو) المقبل.
وفضل ديوكوفيتش الابتعاد عن البطولات التي تسبق السفر إلى لندن واختار الراحة والاسترخاء بعدما حرمه نادال من الحصول على لقب رابع على التوالي في البطولات الكبرى بالفوز عليه في نهائي فرنسا المفتوحة بينما عاد اللاعب الاسباني إلى شمس مايوركا الساطعة في موطنه ليلعب الغولف ويمارس الصيد بعد الخروج المبكر من بطولة هاله بألمانيا.
ووصل فيدرر للمباراة النهائية في هاله ولن يفضل اللاعب السويسري شيئا أكثر من رؤية اسمه وقد حفر على كأس التحدي إذا حطم الرقم القياسي وتوج في ويمبلدون للمرة السابعة.
ورغم أن فيدرر سيكون ضلعا في منافسة ثلاثية لاعتلاء صدارة الترتيب العام في نهاية البطولة يدرك اللاعب السويسري الذي اعتاد حصد الألقاب بكل أسف أنه لم يحرز لقب بطولة كبرى منذ عامين ونصف العام.
ورغم كل الحديث عن الثلاثة الكبار فإن فيدرر الذي حصل على 16 لقبا في البطولات الأربع الكبرى خلال مشواره الحافل يدرك انه يحتل المركز الثالث وبفارق كبير.
واقتصرت المنافسة بين ديوكوفيتش ونادال في آخر تسع بطولات كبرى وتقابلا أربع مرات متتالية في النهائي، ويعتقد الصربي ديوكوفيتش متصدر الترتيب العالمي أن بوسع الجمهور أن يسعد بهذه الحقبة الفريدة في عمر التنس وإنه لا يحدث دائما في أي رياضة أن يتنافس عدد كبير خلال نفس الفترة.
وقال ديوكوفيتش الذي يتعين عليه الوصول للمباراة النهائية في ويمبلدون ليحتفظ بصدارة التصنيف العالمي "اللعبة تعيش أوقاتا جيدة فعلا الآن. نحن نجذب الكثير من الاهتمام لتنس الرجال بوجود هذين اللاعبين المميزين بالإضافة إلى (اندي) موراي وأنا. لدينا فعلا كوكبة من اللاعبين الرائعين واللاعبين المميزين بشخصياتهم الجميلة. هذا أمر جيد من أجل التنس".
وسيسعد موراي حين يعلم أن اللاعب الأول في العالم يعده ضمن النخبة في اللاعبة لكن الواقع يرجح أنه تراجع بعض الشيء منذ خسارته أمام ديوكوفيتش في مباراة من خمس مجموعات شابها التوتر في قبل نهائي استراليا المفتوحة في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وستتسلط الاضواء على الشراكة بين موراي والمدرب ايفان ليندل الذي يرتبط بعلاقة حب وكراهية مع ويمبلدون خلال الأسبوع المقبلين حيث يسعى لأن يصبح أول بريطاني يفوز باللقب منذ 76 عاما.
وفي واقعة شهيرة أعلن ليندل مقاطعته لبطولة ويمبلدون في 1982 معتبرا أن "العشب مكان الأبقار" ثم بعد عشر سنوات أصبح مهووسا بالفوز اللقب رغم ان مجهوده ذهب دون فائدة.
لكن ما يثير القلق هو أن عصبية موراي في أرض الملعب قد تصل إلى ذروتها وإذا أراد الفوز باللقب في وبمبلدون فسيكون على ليندل أن يعلمه كيف يصبح نموذجا للهدوء في الملعب، وقال جون ماكنرو اللاعب الأميركي المعتزل "يبدو لي اندي كشخص يريد الحصول على كل شيء أو لا شيء على الإطلاق. في بطولة ويمبلدون هذه المرة ستكون المرة الأولى التي نراقب فيها سير الشراكة بين الاثنين".
وأضاف "كلما فكرت في شراكتهما أراها مفيدة. هناك أوجه شبه في مسيرة كل منهما. قبل أن يهزمني ايفان في باريس (في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة 1984) كان قد خسر أربع مرات ولم يحرز أي لقب في نهائي البطولات الأربع الكبرى. الآن اندي خسر ثلاث مرات ولم يحرز أي لقب".
وبخلاف موراي فإن لاعبين مثل توماس برديتش الذي وصل لنهائي ويمبلدون في 2010 واندي روديك الذي خسر في المباراة النهائية ثلاث مرات ودل بوترو لديهم الموهبة التي ستمكنهم من الفوز بألقاب عديدة في البطولات الكبرى في أي حقبة أخرى. لكن في 2012 فرض عليهم الواقع أن يكونوا الأفضل بين مجموعة لاعبي الصف الثاني.
وفي منافسات السيدات، بعدما نجحت أخيرا في ترويض الأرضية الحمراء في ملاعب "رولان غاروس"، ستكون الوجهة التالية لماريا شارابوفا أقل صعوبة على العشب الأخضر في ويمبلدون حيث ستكون المرشحة المفضلة للفوز بعد أن أكملت حصيلتها من الألقاب الأربع الكبرى وعادت لقمة التصنيف العالمي للتنس.
وبعد أن نفضت الغبار الأحمر عن شعرها الأشقر الطويل، ودعت شارابوفا أقل أنواع الأرضيات قربا لقلبها والتي قالت يوما إنها تشعر عليها بأنها "كالبقرة حين ترقص على الثلج" سترحب اللاعبة الروسية بالملعب الرئيسي الذي تشعر فيه براحة كالمنزل تماما.
وأصبحت شارابوفا مرة أخرى في صدارة التصنيف العالمي وستكون مرة أخرى المصنفة الأولى في ويمبلدون بعد أن نجحت في الفوز للمرة الأولى بلقب بطولة فرنسا المفتوحة.
وفي طريقها لذلك التتويج أثبتت شارابوفا أنها تتفوق وبفارق كبير على بقية منافساتها في تنس السيدات، فأولئك اللائي يتوقع أن تنافسنها في ويمبلدون مثل الأميركية سيرينا ويليامز الفائزة باللقب في ويمبلدون أربع مرات والتشيكية بترا كفيتوفا بطلة العام الماضي، قدمن عروضا ضعيفة قبل الوصول إلى لندن.
وخسرت سيرينا بصورة مهينة في الدور الأول ببطولة فرنسا المفتوحة أمام فيرجيني رازانو بينما سقطت كفيتوفا أمام شارابوفا في مباراة من جانب واحد في الدور نصف النهائي قبل أن تخسر مجددا في نهائي بطولة ايستبورن.
وبالنسبة لسيرينا فإن الهزيمة في باريس جاءت مفاجئة بعد أن بدت في حالة طيبة وحققت 17 انتصارا متتاليا بينها الفوز باللقب على الملاعب الرملية في مدريد قبل الذهاب إلى فرنسا.
وربما تكون سيرينا المصنفة السادسة عالميا هي اللاعبة الوحيدة التي يمكنها تحدي شارابوفا حين تلعب بمستواها وبأدائها الهجومي الذي منحها ثمانية انتصارات على اللاعبة الروسية مقابل هزيمتين فقط.
لكن مع اقترابها من إنهاء المسيرة الحافلة في الملاعب والتي منحتها 13 لقبا في البطولات الأربع الكبرى ونجاتها من إصابة هددت حياتها فإن رغبة اللاعبة الأميركية في المزيد تبدو محل شك، وقالت سيرينا بأسلوب فلسفي بعد الهزيمة في باريس "مررت بالكثير والكثير في حياتي وأعتقد دائما أن الأمور يمكن أن تسير للأسوأ".
أما شارابوفا فستأتي إلى ويمبلدون بعدما انضمت لنخبة من عشر لاعبات فقط حصلن على جميع ألقاب البطولات الأربع الكبرى.
وحين تضع هذا جنبا إلى جنب مع أدائها الرائع الذي منحها ثلاثة ألقاب في 2012 وأوصلها للمباراة النهائية ثلاث مرات في آخر اربع بطولات كبرى فإنها ستكون اللاعبة التي ستتطلع الأخريات للفوز عليها، وقالت شارابوفا للصحفيين بعد الفوز في باريس "لا أطيق الانتظار للسير على العشب وبدء العمل والاستعداد من أجل ويمبلدون. الكل يريد الفوز على البطلة والفوز على المصنفة الأولى عالميا لذلك حين أدخل إلى الملعب سأبدأ العمل لتحسين أدائي".
وستوفر البيئة الخضراء في جنوب غرب لندن لشارابوفا التي حققت فيها أول ألقابها في البطولات الأربع الكبرى وهي في السابعة عشرة من عمرها فرصة مثالية لتتويج مستواها الرائع وتشديد قبضتها على صدارة التصنيف العالمي.
وهي مرشحة بقوة للوصول للمباراة النهائية في البطولات الأربع الكبرى للمرة الثامنة لكن بينما ستكون هي بلا شك النجمة التي ستتسلط عليها الأضواء فإن أخريات سيشكلن عليها خطرا.
ولن تتمتع فينوس الشقيقة الكبرى لسيرينا بتصنيف جيد في القرعة وستشكل بالتالي خطرا على أي لاعبة مصنفة يقودها الحظ العثر لمواجهتها في أدوار مبكرة.
وتراجع تصنيف فينوس إلى المركز 55 على العالم بعد معاناة مع مرض مناعي أجبرها على الانسحاب من بطولة أميركا المفتوحة العام الماضي ومن بطولة استراليا المفتوحة هذا العام.
وخسرت فينوس في الدور الثاني في باريس لكن الملاعب العشبية حيث يزداد الإرسال والضربات قوة ستصب في صالحها مثلما قالت ماريون بارتولي للصحفيين في ايستبورن "لو لعبت ضدها في الدور الأول فسيكون وضعك سيئا".
ودخلت كفيتوفا ويمبلدون العام الماضي وهي المصنفة الثامنة ولم يكن كثيرون يراهنون على فوزها بلقبها الأول في البطولات الأربع الكبرى.
وستعود اللاعبة التشيكية لتدافع عن اللقب وقالت كفيتوفا أثناء مشاركتها في بطولة ايستبورن "أعتقد أن الدفاع عن اللقب أمر صعب. كانت المرة الأولى ولم تكن الضغوط كبيرة علي.. فقط لعبت ولم يكن كثيرون يتوقعون فوزي".
وكانت التوقعات عالية للبيلاروسية فكتوريا ازارنكا قبل بطولة فرنسا المفتوحة بعدما بدأت العام بالفوز بأربعة ألقاب متتالية بينها استراليا المفتوحة.
لكن خروجها من الدور الرابع أمام دومينيكا سيبولكوفا في باريس وسجلها في ويمبلدون حيث لم تتجاوز المصنفة الثانية عالميا دور الثمانية يعني أن الرهان عليها أقل من كفيتوفا والشقيقتين ويليامز. وبخلاف شارابوفا صاحبة المستوى الثابت فإن تنس السيدات أثبت أنه يصعب التوقع فيه حيث تتقدم لاعبات من بعيد لتشكلن تحديا لأسماء كبرى. وفي باريس كان الدور على سارة ايراني التي شقت طريقها للنهائي رغم أنها كانت في المركز 24 بالتصنيف العالمي لكن اللاعبة الايطالية نفسها لا تتوقع أن تكرر هذا على الملاعب العشبية، وقالت ايراني بعد الخسارة في نهائي فرنسا المفتوحة "لا أتوقع الوصول للنهائي في بطولات أخرى". -(رويترز)