الجامعة العربية.. بهوت مزر

جمعة دم أخرى، نستقبلها في عيد الأضحى: سورية واليمن والصومال.
الجامعة العربية التي ترقد على بيضة ديك، تسمر ورقة مطالبها على جدار البرود جهة النظام السوري، ولا تنظر إلى اليمن الحزين بأي عين، بل يترك شعبان عربيان يخوضان طريقهما إلى الحرية وسط برك الدماء، من دون سند أو عون؛ فيما يتهاوى الصوماليون تحت مؤامرات المليشيات الصومالية المتنازعة على سرقة طعام أطفال شعبهم وحليبهم ودوائهم.اضافة اعلان
فمنذ تأسيسها، لم تتمكن الجامعة من اتخاذ قرار يمكن أن يعتد به، أو ينظر إليه على أنه قرار خالص لوجه الأمة العربية، يدعم شعوبها، ويقف إلى جانبهم، ويحقن دمهم، ويقيهم الجوع والعوز.
بعد ورقة الجامعة إلى سورية التي طالبت النظام هناك بوقف مجازره ضد شعبه، لم يتورع النظام عن الرد عليها عمليا بقتل مزيد من مواطنيه، مع أنه أعلن موافقته على ما جاء في الورقة. ولم يبد من الجامعة التي يتضح أنها تسير إلى إلقاء ورقة أخرى، في مقبل الأيام مثل سابقتها، أن مثل هذا الورق يحمل أي نوايا جدية تضع حدا لحمام الدم السوري.
في اليمن، المشهد على ما هو عليه؛ برود عربي تام، وأيد تنظر إلى المشهد بحياد مريض بالتآمر على شعب يستحق أن يعيش حياة أفضل من تلك التي يعيشها اليوم، تحت وطأة نظام أقرب الى العصابة، تماما كبقية الأنظمة التي تتعامل مع شعوبها على أنها مجرد قطعان. القتل والخداع هو عنوان النظام اليمني الذي لا يتورع عن ارتكاب كل ما يجعله متربعا على عرش بلاد، حرقها وجلس على تلالها يراقب الدخان. 
أما الصومال، فمايزال سوط الجوع ينهشها ويأكل لحم أبنائها، بينما الجامعة العربية لا يعنيها كم سيسقط جراء الجوع في هذا البلد العربي بعد دقيقة من الآن، بل على العكس، يمكن للجامعة أن تقيم وليمة غداء فاخرة لوزراء الخارجية العرب للحديث عن أي أمر عابر، إلا الصومال.
وفي الوقت الذي تدخل على خط الأمة العربية للعلاج أو للتآمر عليها، دول ومؤسسات دولية كبرى، لا يبدو أن نظام الجامعة الفاسد تماما ككثير من زعماء دولنا، يمكنه أن يقدم أو يؤخر في مصائر هذه الأمة.
وللأسف الشديد، فإن دولا عربية يظن بأنها تمتلك قدرا من الفاعلية، تحرك خيوط الجامعة وفق مصالح لا تمس العرب بخير، بل تحركها أصابع مصالح وأجندات أخرى، ليضحي دور الجامعة بقيادة هذه الدول، مجرد أداة تستخدم عند اللزوم لخدمة أجندات دول كبرى.
سورية.. اليمن.. الصومال، والموقد مايزال يغلي، لا نعرف ما الذي سيجري في فصله التالي، ومايزال خطاب المؤسسات السياسية العربية ومنها الجامعة العربية باهتا مزريا، مخزيا.

[email protected]