الجبهة الأردنية الشعبية

سائد كراجة منذ مقابلته مع مجلة دير شبيغل عام 2020، لم يستبعد جلالة الملك صداما كبيرا بين المملكة وإسرائيل في مواجهة ضم محتمل لأراضي الضفة والغور، وقد نفذ الجيش العربي الأردني تدريبات عسكرية تحت شعار سيوف الكرامة تحاكي مواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل. ونستذكر ممارسات نتنياهو – الذي يستحق بجدارة لقب عدو الأردن – بمنع زيارة لسمو ولي العهد للقدس كما أن اعتداءات إسرائيل على الوصاية الهاشمية على القدس تكاد تكون يومية، وآخرها الرسالة القاسية الصلفة بمنع السفير الأردني من دخول الأقصى. إسرائيل اليمين العنصري المتطرف بزعامة عدو الأردن نتنياهو لم تعد ترى الأردن لازما لأمنها، لا بل أمسى عندهم بوابة لحل معضلتهم التاريخية وهو الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين، فالأردن عندهم أرض تحقيق حلمهم التاريخي « بتطهير» أرض اسرائيل « وطرد الفلسطيني إلى الأردن وإقامة دولة يهودية خالصة! وهم يعتقدون أيضا بأن وضع الأردن الاقتصادي، إضافة إلى استراتيجية إحلال القضية الإيرانية محل القضية الفلسطينية سيمرر هذه الخطة عالميا وإقليميا بسهولة ويسر!! إسرائيل تهدد الأردن بالماء والترانسفير (خطط الترحيل) إضافة إلى التفوق العسكري، فلا ننسى عبارات شارون حول احتلال الأردن خلال ست ساعات أو تهكم بعض أبواق اليمين على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بشرب الجيش الإسرائيلي العصير في مطاعم في الشميساني، هناك تلويح متكرر بإمكانية الحل العسكري! توقيع اتفاقية وادي عربة كان يُبَرَرُ بفقه الردع بالسلام، أي ردع إسرائيل عن الاعتداء على الأردن أو حل معضلة الوجود الفلسطيني في إسرائيل على حساب الأردن عن طريق توقيع اتفاقية سلام معها، وقد خُدع أكثرنا بصحة هذا الفقه « الردع بالسلام « وواضح أن أكثر الأحزاب السياسية اعتدالا في إسرائيل – إن وجد معتدلون فيها – لا ولن تمانع في نهاية الأمر التضحية بالأردن في سبيل تحقيق حلم يهودية دولة إسرائيل. الدولة والحكومة لها حساباتها الإقليمية والدولية ولا أعتقد أن من الحكمة أن تبدأ في المواجهة مع دولة الكيان ولها أن تستخدم أدواتها الدبلوماسية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا… وأعرف أن تيارا في المطبخ السياسي الأردني يعتقد أن إسرائيل ليست في وارد التضحية بالأردن!! ولكن اعتداءات إسرائيل واستهدافها الأردن دستورا وهوية أمر مستمر، وأن الاستعداد والتحوط أفضل من الندم. إن الموقف الرسمي المقاوم لاعتداءات إسرائيل بحاجة إلى مساندة بموقف شعبي وتأسيس جبهة أردنية شعبية ترسل رسائل متعددة منها: أن ثقتنا بالجيش العربي مطلقة، وأن الجيش العربي يسانده الشعب الأردني كلبنة واحدة موحدة في مواجهة أي عدوان على أرض الأردن وأن التفوق العسكري للجيوش لا يغير من حقيقة التفوق العسكري للمقاومة الشعبية، وأن الاردنيين «مسلحون» وأنهم جميعا يقفون صفا واحدا في أي مواجهة شعبية للدفاع عن كل شبر من أرض الأردن. كما أن الأردنيين في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل على الأردن هم شعب واحد وأن وهم أي انقسام داخلي في مواجهة إسرائيل مجرد تخريص لا صلة له بالواقع، فكلنا أردنيون في مواجهة أي اعتداء على أرض الأردن أو دستوره أو هويته. إن أي تفكير بالاعتداء على الأردن أو تهديد هويته أو أمنه سيجعل حدود دولة الكيان بامتداد حوالي 300 كيلو متر بوابة عبور لكل أشكال المقاومة للمشروع الصهيوني، وستصبح تل أبيب في مرمى كل أشكال المقاومة العربية والإسلامية والعالمية. لا داعيَ للتذكير بأمثلة المقاومة الفلسطينية الشخصية اليومية في الانزراع والتثبت بالأرض الفلسطينية … وأن حلم تورط أي فلسطيني في مشروع استبدال فلسطين بأي أرض غير وارد البتة. أدعو لتشكيل جبهة أردنية شعبية تشمل كافة القوى السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وإلى تجاوز أي خلافات أو صراعات سياسية داخلية وتوحيد الجهود الشعبية والسياسية لإعلان موقف شعبي موحد ضد مخططات إسرائيل للإطاحة بالأردن، كما وأدعو إلى تدريب عسكري للشباب بإشراف الجيش العربي فإن على حدودنا عدوا للأردن واسمه نتنياهو ودولة يمين متطرف لا يؤمن جانبها، وقد آن الأوان لأن نذكرها بمن هو الشعب الأردني ومن هو الجيش العربي الأردني، «واللي ما يعرف الصقر يشويه» جنابك! المقال السابق للكاتب حارة الفيلماضافة اعلان