الجدري: الأعراض والوقاية والعلاج

يعد التطعيم ضد الجدري وسيلة الوقاية الأولى والتي ثبتت فاعليتها مع حوالي 95 % من الأشخاص-(أرشيفية)
يعد التطعيم ضد الجدري وسيلة الوقاية الأولى والتي ثبتت فاعليتها مع حوالي 95 % من الأشخاص-(أرشيفية)

عمان-الغد- مرض انتصر عليه البشر بفضل العلم.. في السابق كان يحصد أرواح الملايين.. أما اليوم فوفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فقد تمكّن البشر من استئصال داء الجدري الكلاسيكي، وهو أشد أنواع هذا المرض فتكا في جميع أنحاء العالم، لتسجل الصومال آخر حالة إصابة في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 1977.
أمَا الجدري الذي يصيب الأطفال أثناء سنوات الدراسة فهو ذلك النوع الخفيف من المرض الذي لا يؤدي إلى الوفاة، ويحدث غالبا في فصلي الشتاء والربيع، وسببه فيروس، يتألم البدن منه ويحدث بثورا قد تدوم، بسبب الحكة المتعجلة، على الجسم عامة والوجه خاصة.
تعريف مرض الجدري
مرض الجدري مرض فيروسي معد وحاد، ويتميز بظهور رشح جلدي شديد على الوجه والأطراف وكافة أنحاء الجسم، وتتراوح مدة حضانته من 10 ـ 22 يوما، وتبدأ أعراضه عادة بارتفاع في درجة الحرارة وفتور عام في الجسم لمدة أربعة أيام، ثم يظهر الرشح الجلدي في اليوم السادس عشر من بداية العدوى.
كيف تنتقل العدوى؟
يكون المريض معديا لغيره بعد اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر من إصابته بالمرض تنتقل العدوى من الشخص المريض إلى الشخص السليم عن طريق ما يلي:
• إفرازات الفم والأنف والطفح الجلدي.
• استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يعطس أو يسعل المريض.
•  كما أن الملامسة المباشرة لجلد المريض قد تنقل مرض الجدري للشخص السليم.
•  وكذلك عند استخدام الأدوات الخاصة بالمريض الملوثة بالفيروس مثل أدوات المائدة والمناشف.
أعراض المرض:
يظهر الرشح الجلدي في اليوم السادس عشر من بداية العدوى، ويمر الرشح بعدة أطوار:
يكون أولا بقعيا حطاطيا (على شكل بقع) التي تتطور إلى البثور المعروفة التي تظهر على قممها نقاط بيضاء سرعان ما تتحول إلى حبيبات ثم إلى حويصلات تحتوي على سائل شفاف، وبعد فترة تبدأ جدران الحويصلات في التيبس وتجف لتتحول إلى قشور سوداء.
كما يصاحب الرشحَ الجلديَ أعراضٌ أخرى أهمها:
• ارتفاع في درجة الحرارة.
• شعور بالصداع وآلام وفتور في كل الجسم.
• قد يصيب الطفح والتورم منطقة الفم والحلق على شكل قرح سطحية، فيحدث صرير وضيق في التنفس، كذلك يشعر المريض بالغثيان والرغبة بالقيء.
• وقد تحدث مضاعفات أخرى لمريض الجدري عندما تحصل عدوى للطفح بالبكتيريا السبحية مما يؤدي إلى إصابة المريض بالتهاب المفاصل أو الالتهاب الرئوي أو التهاب فيروسي بالمخ.
ما المضاعفات المصاحبة
للإصابة بالجدري؟
غالبا لا تكون هناك أي مضاعفات للمصابين الذين يتمتعون بصحة جيدة، لكنه قد يكون خطيرا على أولئك الذين يعانون من أمراض ضعف المناعة أو الأورام السرطانية، ومن هذه المضاعفات:
• التهاب الجلد البكتيري أي تحول هذا الطفح إلى التهابات جلدية جرثومية.
•  النزيف الدموي في الحويصلات.
• النزيف الدموي مع البول.
• النزيف الدموي من الجهاز الهضمي.
•  التهاب في الدماغ.
• الالتهاب الرئوي.
• الالتهاب الكلوي.
إجراءات الوقاية
يعد التطعيم ضد الجدري وسيلة الوقاية الأولى والتي ثبتت فعاليتها مع حوالي 95% من الأشخاص، أمّا الإجراءات الأخرى التي يمكن القيام بها للوقاية من الإصابة فأهمها ما يلي:
1. تبدأ أولى خطوات الوقاية بعزل المريض عن الأصحاء.
2. الاهتمام بنظافة الشخص المصاب، وذلك بقص أظافر المريض حتى لا يقوم بحك جلده فتنفجر الحويصلات وتهاجمها الميكروبات.
3. عدم استعمال أو ملامسة الأدوات الخاصة بالمريض مثل مناشفه الخاصة أو أدوات طعامه.
4. تنظيف أدوات المريض وتعقيمها، والتخلص من إفرازات المريض ومخلفاته مثل المناديل والغيارات بطريقة صحية.
5. تغطية الفم والأنف عندما يعطس أو يسعل المريض والأفضل الابتعاد عنه.
6. مراعاة التهوية السليمة والكافية في غرفة المريض.
7. عزل الأطفال المصابين بالجدري عن زملائهم الأصحاء في دور الحضانة والمدارس.
8. تجنب الأماكن المزدحمة ومراعاة العادات الصحية.
التطعيم أو التحصين ضد الجدري
ذكر العالم "جنر" عام 1798م، أن التقليح الصناعي لجدري البقر في الإنسان يؤدي لوقايته من مرض الجدري، ويعتبر جدري البقر مرضا طبيعيا في الأبقار ينتقل إلى الإنسان الذي يتعامل مع الأبقار الملوثة كعمال مزارع الألبان.
واليوم نحن نستخدم ما يشبه جدري البقر للتحصين والحماية من الجدري، ويلزم الأطفال دون الـ 13 عاما حقنة واحدة فقط من المطعوم، في حين أنه يلزم البالغين جرعة ثانية، ويشار كذلك إلى أن اللقاحات المتوفرة للجدري لا يمكن إعطاؤها للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة مثل حاملي فيروس (إتش آي في) المسبب لمرض الإيدز أو المصابين بالإيدز، كذلك الأشخاص الذين أجريت لهم عمليات زرع أعضاء في السابق. كذلك لا يمكن تطعيم أو تحصين السيدات الحوامل حتى لا يصاب الجنين بما يسمى رشح ما قبل الولادة.
العلاج
يحتاج المريض المصاب بالجدري إلى الراحة التامة، لذلك يجب أن يستريح المريض في الفراش مع ضرورة عزله عن الآخرين، كما أسلفنا، حتى تزول وتسقط كل القشور المتكونة، دون أن تسبب العدوى.
كذلك يجب غسل وجه المريض بالماء والصابون، كما يمكن وضع قطرة كلورامفينكول للعين إذا حدث التهاب بها.
حملة القضاء على داء الجدري
في العام 1967م، بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة للقضاء على مرض الجدري، واعتمدت هذه الحملة على عزل الحالات المريضة ومتابعة الأشخاص الملاصقين للحالات المريضة وتطعيمهم، وقد تركزت الحملة في المناطق التي كان يكثر ويستوطن فيها الداء مثل الهند والباكستان وبنغلاديش وأثيوبيا والصومال، وفي آيار (مايو) من العام 1980م، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن نجاح حملتها وتكللها بالقضاء المبرم على داء الجدري.
لكن هناك بعض الدول التي ما تزال تحتفظ بمخزون من فيروس الجدري، إما في صورة أسلحة بيولوجية، أو لأغراض البحث العلمي.

اضافة اعلان

أسئلة وأجوبة حول موضوع الجدري

س: مَن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض الجدري؟
ج: أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالمرض هم غير المحصنين بالتطعيم، أو الذين لم يصابوا بمرض الجدري من قبل.
س: كم تبلغ فترة الحضانة لفيروس جدري الماء؟
ج: تبلغ فترة الحضانة لفيروس جدري الماء ما بين 10 إلى 21 يوما، وخلال هذه الفترة يتكاثر الفيروس في الجهاز التنفسي للمصاب ثم ينتقل إلى الدم، وينتشر في الجسم مسببا الطفح الجلدي.
س: هل يعد مرض جدري الماء خطيرا؟
ج: لا يعتبر مرض جدري الماء خطيرا؛ إذ أن معظم الأطفال يشفون منه خلال أسبوعين، إلا أنه في بعض الحالات قد تحدث مضاعفات خطيرة للأطفال من جراء الإصابة به، والتهابات الجلد ما هي إلا نتيجة مهاجمة البكتيريا للفقاعات المفتوحة من أكثر هذه المضاعفات تأثيرا، ومن الممكن الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو التهابات في المخ تؤدي إلى الاضطراب وعدم الاتزان.
س: ماذا يمكنني أن أفعل أيضاً لأساعد طفلي المصاب؟
ج: الحرارة والعرق يجعلان طفلك يحك أكثر، فإذا كان عرقا، غيري له ملابسه وملاءة السرير وضعي على الأماكن المصابة من الجلد قطع قماش باردة ومبللة. وتأكدي من قص أظافر طفلك لئلا يجرح نفسه إذا حك جسمه. وراجعي الطبيب إذا ظهرت على طفلك أي علامة على حدوث مضاعفات مثل زيادة الاحمرار في أماكن الحبوب.
 س: لماذا يجب تطعيم الأطفال ضد الجدري؟
ج: تكمن أهمية الوقاية المبكرة من مرض الجدري في أن التأثيرات القوية لهذا المرض تصبح أكثر حدة مع التقدم في السن خاصة إذا كان الشخص مدخنا أو يعاني من مرض يتعلق بمناعة الجسم، إذ يتأثر المريض بالحمّى المرتفعة ويكون الطفح الجلدي منتشرا بقوة أكبر، وقد تحدث مضاعفات خطيرة تؤدي إلى وفاة الشخص المسن.
 س: هل التطعيم آمن وفعال؟
ج: نعم، فقد تم تطعيم ملايين الأطفال والمراهقين والبالغين حول العالم، كذلك فإن التطعيم لا يضمن وقاية طويلة الأمد ضد مرض الجدري فحسب، بل إنه يقلل أيضا من خطر الإصابة بالحزام الناري مستقبلا.
 س: هل تعطى لقاحات التطعيم ضد مرض الجدري لجميع الأشخاص؟
ج: لا يجب إعطاء لقاحات التطعيم ضد مرض الجدري لجميع الأشخاص فاللقاحات المتوفرة للجدري قد تكون مميتة لبعض الحالات، مثل الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة كالحاملين للفيروس المسبب لمرض الإيدز أو المصابين بمرض الإيدز، كذلك لا تعطى للأشخاص الذين أجريت لهم عمليات زرع أعضاء، أو السيدات الحوامل حتى لا يصاب جنينها برشح ما قبل الولادة.