الجماهير الكروية: شغف بـ"الكلاسيكو الإسباني" وعزوف عن "الديربي الأردني"

الجماهير الكروية: شغف بـ"الكلاسيكو الإسباني" وعزوف عن "الديربي الأردني"
الجماهير الكروية: شغف بـ"الكلاسيكو الإسباني" وعزوف عن "الديربي الأردني"

تيسير محمود العميري

عمان - في خضم ارتفاع وتيرة المنافسة على لقب بطولة دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، وبعد أن أنهت البطولة محطتها الثامنة يوم أمس، يتبادر إلى الذهن تساؤل ربما تتعدد الإجابات والاجتهادات بشأنه، وتبدو الصورة متناقضة تماما بين الارتفاع التدريجي على المستوى الفني وحجم الإثارة المرتبطة بالنتائج، وبين العزوف الجماهيري الملحوظ حتى في المباريات التي تلعب فيها الفرق ذات القاعدة الجماهيرية، وعلى وجه التحديد فرق الوحدات والفيصلي والرمثا.

ولعل نظرة متأنية بشأن مباريات الجولة الثامنة تظهر الصورة السلبية، فالجماهير التي شاهدت مباراة الوحدات والرمثا في ستاد الأمير هاشم يوم أول من أمس، لم يزد عددها على 1500 متفرج وفق تقديرات غير رسمية، بحكم عدم وجود عداد إلكتروني على بوابات الدخول أسوة بالملاعب الأوروبية، يظهر العدد الحقيقي للمتفرجين في كل مباراة، مع أن المباراة وفق تصورات المتابعين من أهم مباريات البطولة وتشكل قمة كروية ممتعة للحضور.

وعندما اختار الفيصلي ملعب مدينة الأمير محمد في الزرقاء، ملعبا رئيسا عوضا عن ستاد عمان المغلق منذ أكثر من عام، كان الاختيار على أساس أن الفيصلي يمتلك قاعدة جماهيرية هناك، ومع ذلك فإن الحضور الجماهيري في مباراة الفريق أمام كفرسوم أول من أمس، لم يصل تعداده إلى 500 متفرج وفق تقديرات غير رسمية، مع أن الفيصلي بات يقدم أداء ويحقق نتائج أفضل مما حققه في أسابيع خلت، فأين المشكلة؟.

ووفق تصورات المتابعين فإن جمهور الكرة ما زال عاشقا للعبة، لكن الغريب في الأمر أنه يعزف عن حضور المباريات المحلية في الملعب، وإن كان يحرص على متابعتها تلفزيونيا، ويصب جام غضبه على "الجزيرة الرياضية" إن لم تقم ببث المباريات، التي تراها أندية كثيرة منحازة للفيصلي والوحدات على حساب الأندية الأخرى.

وإذا سألت العدد الأكبر من جماهير الكرة الأردنية عن الدوري الأردني والدوري الإسباني، ستجد تلك الجماهير تعرف كل كبيرة وصغيرة عن مواعيد المباريات والنتائج المتعلقة بالدوري الإسباني، في حين لا تكاد تعرف النتائج أو الترتيب في الدوري المحلي.

الوحدات يعتلي الصدارة برصيد 22 نقطة، وبقيت له ثلاث مواجهات حتى نهاية مرحلة الذهاب، إذ سيلعب مع الجزيرة يوم الجمعة 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، ثم مع الحسين اربد يوم السبت 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وأخيرا أمام الفيصلي يوم 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

أما الفيصلي فإنه يحتل المركز الثاني برصيد 19 نقطة، وبقيت له ثلاث مواجهات حتى نهاية مرحلة الذهاب، إذ سيلعب مع الحسين يوم الجمعة 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، ثم مع شباب الأردن يوم الجمعة 3 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وأخيرا أمام الوحدات يوم 10 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

هذا التقارب النقطي بين الفريقين مهم ومثير في ذات الوقت، ويعني أن تغييرا يمكن أن يحدث إذا ما جاءت النتائج لصالح فريق على حساب آخر، فالوحدات قد يوسع فارق الصدارة، والفيصلي قد يشاركه الصدارة أو ينتزعها منه، في ضوء ما سيحققه الفريقان من نتائج في المباريات الثلاث المقبلة لكل منهما.

بيد أن ذلك لا يعني استحواذ الفريقين على سباق الصدارة واحتكارهما محاولة نيل لقب البطولة، فشباب الأردن له مباراة مع الفيصلي، كما أن نتيجة مباراة الفيصلي والوحدات تعنيه إلى حد كبير، واحتمال بقائه ضمن حدود مثلث المنافسة على اللقب أمر وارد جدا، فكيف يمكن جذب الجماهير الى المدرجات في ظل هذه الحسابات؟.

لعل الغياب الجماهيري وفق وجهة نظر المتابعين له من الأسباب ما هو معلن وما هو غير معلن، وبين تذبذب في المستوى والنتائج، وبين سوء تقدير في اختيار المكان والزمان المناسبين لإقامة المباريات، وبين المعاملة على بوابات الدخول والضائقة الاقتصادية التي يمر بها المواطن، تبدو مسابقة الدوري في محاولة للبقاء على قيد الحياة، على أمل أن تكون قمة الوحدات والفيصلي في ختام مرحلة الذهاب فرصة ثمينة لعودة الجماهير إلى الملاعب.

قبل نحو عقد من الزمان كان الحصول على مكان في مدرجات الملاعب في بعض المباريات الجماهيرية أشبه بالمستحيل، وعندما كان الحضور الجماهيري يقل عن خمسة آلاف متفرج في المباريات التي يكون الوحدات أو الفيصلي طرفا فيها، كان يقال بأن الحضور الجماهير في أدنى درجاته، أما اليوم فإن مجرد الوصول إلى رقم خمسة آلاف متفرج في الملعب يعني أن المباراة باتت "جماهيرية".

ويوم الاثنين 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، سيكون عشاق الدوري الاسباني على موعد مع قمة الدوري أو ما يعرف بـ"الكلاسيكو الإسباني" وهو الأول في الموسم 2010-2011، حيث إن مصطلح "الديربي" التقليدي لا ينطبق على الفريقين الإسبانيين لأنهما من مدينتين مختلفتين.

الكلاسيكو المقبل يحمل الرقم 161 في تاريخ مواجهات الفريقين معا منذ موسم 1928-1929، وتبدو الكفة راجحة نسبيا لفريق ريال مدريد، الذي فاز في 68 مباراة مقابل 62 فوزا لبرشلونة و30 تعادلا بين الفريقين.

وبين "الكلاسيكو الإسباني والديربي الأردني" يبرز التساؤل: هل تجد بطولة الدوري اهتماما إضافيا من الجماهير، أم يبقى ميسي وكريستانو رونالدو وبقية نجوم الدوري الإسباني خاطفين لاهتمام وإعجاب الجماهير المحلية؟.

 اضافة اعلان
[email protected]