الجمزاوي تحاضر حول نيتشه وفلسفة الأدب في الجمعية الفلسفية

الجمزاوي خلال محاضرتها في الجمعية الفلسفية أول من أمس - (الغد)
الجمزاوي خلال محاضرتها في الجمعية الفلسفية أول من أمس - (الغد)

عزيزة علي

عمان – تحدثت د.نهلة الجمزاوي عن فلسفة الفن والأدب عند نيتشه، حيث قدمت عرضاً موجزاً لنظرية الفن والأدب التي سعت الى استخلاصها عبر بحثها في النتاج الأدبي والفكري للفيلسوف الألماني "فريدريك نيتشه".اضافة اعلان
وقالت الجمزاوي في الندوة التي أقامتها الجمعية الفلسفية الأردنية، اول من امس ضمن ملتقى الثلاثاء، على الرّغم من أنّ جوهر فلسفة نيتشه يتكئ على الأدب والفن، إلا أنّه لم يضع نظريّة واضحة وفق نسق فكريّ فلسفيّ علميّ ومنطقيّ متناسق، بل إنّه أرهقنا بتدفقه الفكريّ اللامحدود واللامتوقف بما يشبه القواعد الفلسفية عبر شذراته، التي حمّلها الكثير من الأفكار والقيم الناقدة والمؤولة والمُعَرِّية لكلّ مفردات الحياة، والمتأتية من عين ناظرة أدبية فنية.
وأشارت الجمزاوي إلى أن "مولد التراجيديا"، هو المحور الأساسي لنظرية الأدب والفنّ عند نيتشه على الرغم من تجاوزه لهذا الكتاب ونقده له، كما أنّنا نستطيع أن نلتقط بعض ملامح تلك النظرية عبر نقده لعدد من رموز الأدب والفنّ في العهدين الحديث والمعاصر وانطلاقاً من المعايير التي كان قد احتكم إليها، إضافة إلى تصريحاته الرمزية التي تضمنتها نصوصه الأدبية.
وقالت المحاضرة إنها حاولت أن تخلص إلى أبرز الملامح لما قد يشكل النظرية النيتشوية في الأدب والفن، التي ارتأيت أنّها تتمثل في فكرتين أساسيتين: (فزلجة الفنّ، إعلاء الديونيزي)، لافتة إلى قضيتي القبح والجمال في فلسفة.
ورأت الجمزاوي أنه تحت قاعدة النافع البيولوجي، يحاكم نيتشه القيم الجمالية، فيربط بين المفاهيم الجمالية والأثر الفزيولوجي على الجسد، فالجمال هو الذي يحقق الانتشاء، فيما يحقق القبح النفور. وقد يتضح معنى ذلك عبر تفسيره لآلية تكوّن القبح والجمال. فهو يرى أنّ الشّيء الذي تنفر منه نفوراً غريزياً، علينا أنّ نعتبره شيئاً ضاراً بالإنسان وخطراً عليه، بل يجب أيضاً أن نحذره، فالغريزة الجمالية التي تنطق فجأة أي برد فعل قوية، من خلال الاشمئزاز مثلاً تتضمن حُكماً. والعكس يتم خلال ردة الفعل تجاه الشيء المثير للرضى والقبول.
وتحدثت المحاضرة عن الشق الثاني من النظرية "إبان الحفر في نصوص نيتشه، نخلص الى  أنّ محور نظرية الفنّ يستند إلى فكرة رددها  منذ مولد التراجيديا حتى آخر كتاباته ألا وهي إعلاء العنصرالديونيزي. فالديونيزية بوصفها ديانة الفنّ والأدب ومعيارها الرئيس، هي بالتالي معيار فلسفة الحياة. لذا عملت في هذه الدراسة على محاولة الكشف عن الخيوط غير المرئية التي تربط  العامل الديونيزي بمبادىء  فلسفة نيتشه الأساسية (إرادة القوة، والعود الأبدي، والإنسان الأعلى).
ويذكر أن د.نهلة الجمزاوي حاصلة على درجتي الدكتوراه والماجستير في الفلسفة الغربية من الجامعة الأردنية، وكذلك بكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة الأردنية، وهي عضو في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الأدباء الكتاب العرب وعضو الجمعية الفلسفية الأردنية، وقد وصدر للجمزاوي ما يقارب عشرين عملاً إبداعياً ما بين المقروء والمرئي والمسموع، في مجالات القصة والشعر والمسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية، وأدب الطفل، ولها عدد كبير من القصائد والأوباريتات الغنائية تبث على عدد من الفضائيات العربية. كتبت سلسلة قصائد مغناة للأطفال، كما فازت بعدد من الجوائز العربية والعالمية في القصة والمسرح والدراما وأدب الطفل.