الجمهور العربي يخشى من أن يأتي تفشي الكورونا في رمضان

هآرتس

نير حسون

نظرة على توزيع المصابين بالكورونا في إسرائيل الذي نشرته وزارة الصحة يوم الأحد يظهر نقطة مهمة: من بين الـ 60 بلدة في القائمة لا توجد أي بلدة عربية. أكبر البلدات التي يوجد فيها حالات إصابة هي أم الفحم حيث يوجد فيها 16 مصابا. بعدها تأتي طمرة التي يوجد فيها 14 مصابا. خبراء في مجال الصحة يجدون عدة أسباب لوتيرة التفشي البطيئة للفيروس في المجتمع العربي، لكنهم يحذرون من أنه في حالة تغيير الميل فان النتائج يمكن أن تكون مدمرة.اضافة اعلان
صحيح أنه حتى أمس، رغم بيانات وزارة الصحة، تم تشخيص في المجتمع العربي 193 مصابا من بين الـ 8 آلاف في إسرائيل. هذه المعطيات لا تشمل المواطنين العرب في المدن المختلطة، ولا تشمل الأحياء العربية في شرقي "القدس المحتلة" والبلدات ذات العدد المتدني للسكان. في هذه الاماكن، حسب تقديرات خبراء في الصحة العامة في المجتمع العربي، هناك بضع عشرات من المصابين. ومع ذلك، الحديث يدور عن نسبة ضئيلة بالنسبة للجمهور اليهودي.
حسب اقوال الخبراء، تفسير جزئي للفجوة ينبع من نقص عدد الفحوصات التي اجرتها وزارة الصحة في القرى العربية، وبسبب أنه لم يتم اجراء ما يكفي من الابحاث الوبائية من اجل تشخيص مصابين آخرين. صحيح أنه حتى الآن تم اجراء 6479 فحص في المجتمع العربي مقابل أكثر من 80 ألفا في اوساط الجمهور اليهودي. ولكن الفجوة في حجم الفحوصات لا يمكنها أن تفسر حقيقة أنه من بين الـ 46 مصابا بالكورونا الذين ماتوا في إسرائيل حتى الآن، لم يتم الابلاغ عن أي مواطن عربي. اضافة الى ذلك، لا توجد أي تقارير من صناديق المرضى أو العيادات عن ارتفاع حاد بنسبة العدوى في المجتمع العربي.
هناك خبراء قالوا بأن الاجابة على سؤال لماذا لا يوجد تفش كبير للكورونا في البلدات العربية والدرزية، يجب البحث عنها في الصورة التي تفشى فيها المرض في إسرائيل. دائرة العدوى الأولى كانت مكونة على الأغلب من أشخاص عادوا من الخارج. وبعد ذلك من أشخاص شاركوا في عيد المساخر. وحسب اقوال الخبراء، هذا ايضا السبب في أن الجمهور المتدين كان أكثر عرضة للإصابة، حيث أن متدينين كثيرين عادوا من الخارج قبل العيد ومعظمهم شاركوا في احتفالات عيد المساخر. في المقابل، لأنه في اوساط العائدين من الخارج كان قليل من العرب، وبسبب أن الجمهور العربي لم يحتفل بعيد المساخر، فان تفشي المرض تقريبا قفز عنهم.
أحد المصادر الطبية الذي يتفق مع هذه الفرضية هو د. حاجي لفين، رئيس جمعية اطباء الصحة العامة. ولكن حسب قوله فان الجمهور العربي يوجد في بؤرة دائرة العدوى الآن – في اوساط من يعملون في جهاز الصحة. "اذا كان العاملون في خطر عال فنحن سنبدأ في رؤية عدوى أكثر"، قال لفين. "من المهم متابعة ما يحدث هناك".
عدد من خبراء صحة الجمهور قالوا ايضا بأنه يوجد للعرب مواطني إسرائيل انضباط ذاتي أكبر في كل ما يتعلق بصحة الجمهور، كما تم التعبير عنه مثلا في نسبة التطعيم العالية. ويحذر الاطباء من أن كل ذلك يساعد على تخفيف تفشي الفيروس، لكنه لا يمنعه تماما.
ايضا في لجنة الصحة القطرية للمجتمع العربي هناك من يقولون بحذر إنه لا توجد صدفة في عدد الحالات المنخفض. وأن هذا الأمر ينبع من أن السكان العرب استجابوا للتعليمات وامتنعوا عن التجمعات واغلقوا المساجد والكنائس. "محاولة ربط السكان العرب بالسكان المتدينين معا هي غير صحيحة"، قال الدكتور لفين. "السكان العرب مثلا يستجيبون لتوصيات الصحة العامة بصورة اكبر. نسبة التطعيم لديهم مثلا اعلى منها في اوساط السكان اليهود". ايضا حسب قوله، وزارة الصحة لا تعرف ما يكفي عما يحدث في القرى العربية.