الجمهور كلمة السر

يدرك الأستراليون بأن مباراة اليوم في ضيافة "النشامى" ليست نزهة على الاطلاق، أو فرصة للاستمتاع بشمس عمان نهارا وهدوء ليلها، ويعلمون علم اليقين أن هذه المباراة تعد مفصلية وذات أهمية بالغة، رغم أن مشوار التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا - الصين 2023، ما يزال طويلا.اضافة اعلان
يعلم الأستراليون علم اليقين أن الأرض والجمهور كانتا ورقتين رابحتين في مناسبتين رسميتين سابقتين جرتا في عمان، كانت الغلبة فيهما لمنتخبنا الوطني، الذي تفوق أيضا في اللقاء الرسمي الوحيد الذي جمع بين المنتخبين خارج ديارهما في الإمارات مطلع العام الحالي.
"النشامى" يعول كثيرا على العديد من الأوراق الرابحة، و"أسلحة الفوز" التي يمكن أن يستغلها ليجعل من "الكنغر الأسترالي" وجبة شهية على "المنسف الأردني"، ولعل الجمهور هو أحد أبرز تلك الاسلحة والأوراق المؤثرة، وطالما كان سببا رئيسا في تحقيق الفوز على المنافسين، لأن صيحات تلك الجماهير دبت الرعب وشتت تركيز المنافسين.
نعم.. جمهورنا الطيب يشكل "كلمة السر" في لقاء اليوم، التي يمكن من خلالها الولوج إلى "الشيفرة الأسترالية" وتعطيل قوتها وتشتيت تركيزها.. هذا الجمهور الذي يتوحد خلف النشامى ويدير ظهره لكل الحسابات والانتماءات النادوية، ويؤمن بأن كل لاعب في الملعب يمثل الأردن كله وليس فريقا منه.
من المؤكد أن استراتيجية الأستراليين ستبنى على تحييد تلك الجماهير، التي يفترض أن تملأ كل مقعد على مدرجات ستاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة، ولذلك على لاعبينا التركيز والانتباه وعدم إفساح المجال أمام الأستراليين لفرض اسلوب لعبهم وكلمتهم العليا في المباراة.. يجب أن تكون الكلمة العليا "نشمية أردنية"، تجعل هذه الجماهير الرائعة تتمايل وترقص فرحا على أنغام أغاني الوطن، وترقص حماسا على نصر سيتحقق بإذن الله إذا ما توفرت مقومات النصر، لتكون بداية الحلم في الوصول إلى مونديال قطر.
ننتظر من الجماهير الحبيبة أن تكون "اللاعب الثاني عشر" في الملعب.. تقف مع اللاعبين وتشد من أزرهم وتزيد من حماسهم وتمنحهم الفرصة لتحقيق انتصار جديد يضعهم على القمة ويمنحهم علامة مستحقة "عشرة على عشرة".
لا نستهين بقوة المنتخب الأسترالي وحظوظه، ولكن نؤمن أكثر بقدرات "النشامى" على إعادة الأستراليين لبلادهم وهم يجرون أذيال الخيبة، ويتجرعون مرارة الخسارة الأولى في التصفيات المزدوجة.