الجميع "في الهوا سوا"

من المؤكد أن كثيرا من اللاعبين الذين حصلوا على وصف "نجوم عالميين" في مختلف الالعاب الرياضية، حصدوا خلال مسيرتهم مئات الملايين من الدولارات، وبعضهم بات ثريا إلى حد لافت تجاوز تجارا كبارا وصناعيين مشهورين ورجال أعمال بارزين، ومقابل ذلك فإن العدد الأكبر من الرياضيين في العالم ليسوا ميسوري الحال، وكثيرا منهم أيضا يبحث عن قوت يومه ولا يملك في رصيده ما يكفيه من المال لتجاوز معضلة وآثار الكارثة التي تسبب بها انتشار فيروس كورونا في قارات العالم الخمس، وأجبر البلدان على إغلاق حدودها الخارجية، وحد من حرية التنقل في مدنه الداخلية.اضافة اعلان
الجميع يصيح من هول الخسائر البشرية والمالية التي تسبب به "كورونا"، وجعل الجميع يعيشون ظروفا طارئة ويبحثون عن حلول ناجعة للتقليل من آثار الخسائر المتوقعة، التي ستؤدي إلى إنهيار اقتصاديات كثيرة بعد أن انهارات منظومات طبية عديدة في دول كانت تصنف على أنها من "العالم الأول"، فما بالك بتلك الدول المصنفة من العالم الثالث وربما ما دون ذلك؟.
الرياضيون حائرون بين المطالبة بحقوق نصت عليها العقود، ومطالب ملحة من الأندية بأنها أصبحت عرضة للافلاس إن لم يتنازل اللاعبون والمدربون عن جزء كبير من مستحقاتهم، لكي تستمر السفينة دون أن يصيبها الغرق في بحر الخسائر التي تتصاعد أرقامها يوميا، كما يتصاعد عداد الخسائر البشرية.
ثمة حلول أخرى يقول اللاعبون بأن الأندية يجب أن تلجأ إليها وليس جيوب وعقود اللاعبين فحسب، ومنها الدور الذي يفترض بروابط الأندية والدوريات الكبرى، وكذلك الحال بالنسبة للاتحادات الدولية والقارية، لا سيما الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يصنف على أنه "إمبراطورية" مالية نتيجة ما كسبه من مليارات من الدولارات جراء تنظيم بطولات كأس العالم وغيرها، وما يحصل عليه من إيرادات من قبل كبرى الشركات العالمية الراعية.
ثمة دور ينتظره الجميع من "الفيفا" لا سيما تلك الاتحادات الأهلية الضعيفة ماديا، والتي بالكاد تستطيع تسيير أمورها في الزمن العادي، فكيف الحال في الوقت الحالي؟.
إن "الفيفا" بمقدوره أن يخلص الاتحادات الفقيرة من جزء لا بأس به من ضائقتها المالية والالتزامات المترتبة عليها، لكي تستمر اللعبة الشعبية الأولى في العالم في مسيرتها، وغير ذلك فإن معظم البطولات معرضة للالغاء بسبب الافلاس المالي، وستتحول غرفة فض النزاعات في "الفيفا" إلى خلية نحل من كثرة الشكاوى التي سيرفعها اللاعبون على أنديتهم.. باختصار فإن المشهد الرياضي في العالم اليوم يحاكي المثل الشعبي الدارج "كلنا في الهوا سوا".