الجيش الإسرائيلي أخطأ

هآرتس

موشيه آرنس

30/8/2016

الجيش الذي هو على الاغلب الجيش الافضل في العالم، اخطأ. قبل اربعة اشهر أطلق الجندي اليئور ازاريا النار على عبد الفتاح الشريف، وهو مهاجم فلسطيني كان مستلقيا على الارض بعد أن أطلقت عليه النار اثناء الهجوم في حي تل الرميدة في الخليل. وقد سارع الجيش إلى الإعلان أن القتل المتعمد هو البند الاقصى، وفي السياق اتهم أزاريا بالقتل غير المتعمد. ومحكمته تستمر منذ ثلاثة اشهر.اضافة اعلان
 بدلا من محاكمة أزاريا كان يجب على الجيش إلى الاسراع في التحقيق في الحادثة وتوبيخه، في حال تبين أنه يستحق ذلك، والتأكد من معرفة جميع الجنود لأوامر اطلاق النار في الظروف المشابهة ووضع حد لهذه القضية.
 كان من الصعب في تلك اللحظة الامتناع عن الحديث بشكل علني عن هذا الامر، بعد أن قام أحد السكان الفلسطينيين المحليين بتصوير الحادثة بواسطة كاميرا حصل عليها من منظمة "بتسيلم"، والذي اهتم بأن يتم بث الفيلم في محطات التلفاز في ارجاء العالم. ورغم ذلك، كان من المفروض أن يكون واضحا للقيادة العسكرية أنه يجب استيعاب الحادثة عن طريق التحقيق الداخلي من اجل استيضاح الحقائق بدلا من زيادة كشف الموضوع محليا ودوليا.
 والنتيجة التي لا يمكن منعها للاستنكار الفوري لوزير الدفاع وقادة في الجيش، قبل بدء التحقيق، كانت وجود تأييد الجمهور للجندي مطلق النار. يمكن فهم أن تكون "أكثر كاثوليكية من البابا" من خلال تصريحات تؤكد المستوى الاخلاقي العالي للجيش الاسرائيلي (يمكن القول إنه لا يوجد جيش بهذا المستوى). ولكن ذلك كان خطأ. هكذا تحول ما كان يبدو خطأ جندي شاب في الخدمة الالزامية الى مهرجان للعلاقات العامة احتاج عدة اشهر كي يهدأ. نأمل أن يكون هذا الامر واضح للجميع بأثر رجعي.
 لا شك أن ما حدث في الخليل في ذلك اليوم قد حدث مرات كثيرة لجنود في جيوش دول ديمقراطية مروا في ظروف مشابهة. وهذا حدث في الجيش الاسرائيلي في سنوات الحرب الطويلة ضد أعداء اسرائيل. إن الجنود الشباب قد يخطئون في ردود فعلهم في الظروف التي تشكل خطرا مفاجئا على حياتهم. من المنطقي أنه في الاشهر الاخيرة، حيث تم الهجوم على الإسرائيليين في الشوارع من قبل مخربين فلسطينيين هدفهم القتل. ويمكن أن هذا حدث أكثر من مرة لأن الجنود والشرطة شعروا بالتهديد فقاموا باطلاق النار على المخربي وقتلوه، رغم أنه كان يمكن اصابته فقط من اجل تحييده. الموضوع ليس بهذه البساطة، أن نحاكم رد فعل الجندي الشاب الذي يوجد في ظروف كهذه.
 يجب على الجيش أن يحقق في حوادث كهذه، لكن لا يجب عليه تحويلها الى محاكمة جماهيرية، يجب تعليم الدروس للجنود الذين قد يمرون في ظروف مشابهة في المستقبل. وبشكل عام، لا يجب اعطاء تصريحات علنية للجمهور.
   في ظل الوضع الحالي، نتائج محاكمة أزاريا أصبحت تقريبا غير ذات صلة. جميع الاشخاص الهامين – وزير الدفاع السابق ووزير الدفاع الحالي، رئيس هيئة الاركان، سياسيون – قالوا كلمتهم، ويبدو أنهم لن يتراجعوا بغض النظر عن نتيجة المحاكمة. لقد وقع الضرر.
 الحقيقة هي أن جنود شباب يضطرون لمواجهة العمليات، واحيانا يجدون صعوبة في اتخاذ القرار الصحيح في لحظة توتر. لا يجب أن يخجل الجيش الاسرائيلي من سلوك جنوده الشباب في المعركة. نحن نريد الاستمرار في كوننا نموذجا للآخرين. ولكن من اجل ذلك لا يجب الخجل من الجنود الشباب الذين ليست لهم تجربة.