الجيش السوري وحلفاؤه يسيطرون على معظم مدينة البوكمال و"داعش" يتقهقر

بيروت- سيطرت قوات النظام السوري وحلفاؤها امس على معظم مدينة البوكمال، آخر مدينة تحت سيطرة تنظيم "داعش" في سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.اضافة اعلان
وتبادل الطرفان السيطرة على المدينة الواقعة في محافظة دير الزور (شرق) لمرات عدة قبل أن يتمكن التنظيم من استعادة السيطرة عليها قبل أسبوع.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "سيطرت قوات النظام السوري مع حلفائها حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية على أكثر من ثمانين في المائة من مدينة البوكمال إثر هجوم واسع بدأته ليل الجمعة".
ودخلت قوات النظام الى المدينة الخميس الماضي وتمكنت من "دفع التنظيم الى التراجع الى القسمين الشمالي الشرقي والشمالي من المدينة، حيث تتركز المعارك حالياً".
وترافقت المعارك مع غارات سورية وأخرى روسية كثيفة بحسب عبد الرحمن الذي قال ان قوات النظام تتقدم "بحذر" في محاولة لتثبيت وجودها في المدينة وصد أي هجوم معاكس محتمل للمتطرفين.
وكان الجيش السوري أعلن في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر استعادة البوكمال لكن الجهاديين نجحوا بعدها ببضعة ايام في انتزاع السيطرة عليها مجدداً.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي السبت مشاهد مباشرة من البوكمال، تظهر أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من أحياء في المدينة فيما يسمع دوي القصف.
وذكر أن الجيش يعمل حالياً على "اقتحام المناطق المتبقية للتنظيم الارهابي في الجهة الشرقية من البوكمال" موضحاً ان "أكثر ما يعيق تقدم وحدات الجيش العربي السوري هو التفخيخ الكبير من قبل داعش ومحاولته استخدام الأهالي كدروع بشرية".
وتشكل البوكمال آخر معقل بارز للتنظيم في سورية، حيث لا يزال يسيطر على 25 في المئة من مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق.
ومني التنظيم في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية بارزة في سورية وفي العراق المجاور.
صعوبات تواجه التفاهم الروسي الأميركي
من جهة اخرى، يواجه التفاهم الذي لا يزال في بداياته بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب حول مصير سورية صعوبات بعد مواجهة في الأمم المتحدة وقبل سلسلة اجتماعات دولية ستكون حاسمة بشأن مستقبل هذا التعاون.
ونشر الرئيسان الأميركي والروسي في 11 تشرين الثاني(نوفمبر) بيانا مشتركا حول النزاع السوري في بادرة نادرة نظراً لسوء العلاقات بين واشنطن وموسكو، أعلنا فيه انه "لا يوجد حل عسكري" للنزاع وأيدا "الحل السياسي" عبر عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة. وإن لم يكن في الأمر اختراق، غير أنه شكل بداية للطرفين اللذين يتدخلان عسكريا في سورية ويختلفان تماما بشأن دعم روسيا للنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
لكن الإعلان المشترك الذي لم يأت على ذكر مصير الرئيس السوري، وهي نقطة الخلاف الرئيسية، استقبل بالتشكيك في الولايات المتحدة.
وسرعان ما اختلف الجانبان على تفسير النص المشترك حول النقطة الحساسة المتعلقة بمناطق خفض التوتر في جنوب سورية، وفق ما يقول جوزف باحوط الباحث في معهد كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن.
وقال باحوط ان "الاميركيين يقولون إن الروس التزموا بابعاد إيران وحلفائها عن الحدود الإسرائيلية والأردنية، لكن الروس يقولون إن الأميركيين لم يفهموا شيئا".
ولم يكن من شأن استخدام روسيا حق النقض الخميس والجمعة في مجلس الأمن الدولي لاجهاض مشروعي قرار لتمديد مهمة الخبراء الدوليين الذين يحققون بشأن الاسلحة الكيماوية في سورية سوى أن يسمم الأجواء المتوترة أصلا. وتم في المقابل رفض مقترح روسي مضاد.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي إن روسيا "تبرهن على انها ليست محل ثقة في العملية التي تقود إلى حل سياسي في سورية"، في ما بدا أنه تشكيك في أهمية الإعلان الصادر عن ترامب وبوتين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت إن روسيا "أولت مجددا الاهمية لحماية نظام الأسد".
ولا تشيع هذه التصريحات أجواء مطمئنة قبل مباحثات ستجري حول مستقبل سورية في حين باتت هزيمة تنظيم "داعش" فيها قريبة.
فبعد خمسة أيام من تأكيده مع ترامب تمسكه بعملية جنيف المقرر أن تعقد جولتها المقبلة في 28 تشرين الثاني(نوفمبر)، دعا بوتين رئيسي تركيا وإيران الأربعاء الماضي إلى لقاء قمة في منتجع سوتشي على البحر الأسود. ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني هما شريكا بوتين في عملية استانا التي يشارك فيها الأميركيون كمراقبين.
وقال جوزف باحوط إن "كل ما يفعله الروس هو من أجل افراغ عملية جنيف من اي معنى ولكي تحل محلها عملية يسيطرون عليها تماما". واضاف "على الإثر، رد الأميركيون عبر تشجيع السعودية على عقد اجتماع للمعارضة السورية في الرياض" من الأربعاء إلى الجمعة.
فهل لا تزال الولايات المتحدة مقتنعة بان روسيا هي شريكتها في عملية جنيف؟ لقد ردت المتحدثة باسم الدبلوماسية الأميركية على هذا السؤال الجمعة بقولها "لا أعرف".
وقالت هيذر نويرت "هناك نقاط كثيرة لا نتفق بشأنها مع روسيا، ولكن هناك نقاطا نتفق عليها" مثل وقف اطلاق النار الذي أقر في الصيف في جنوب غرب سورية والرغبة في توسيعه إلى منطقة أخرى.
لكن ليس لدى واشنطن سوى بدائل معدودة.
وقال دبلوماسيون غربيون إن الدوائر العليا الأميركية تقر في جلسات خاصة بأن الأسد وبوتين بدعم من إيران كسبا الحرب فعليا قبل سنتين وإنهما يعززان اليوم انتصارهما.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية "قلنا بوضوح أننا لن نعمل مع نظام الأسد، ولن نعمل بالطبع مع الإيرانيين  لذلك علينا أن نجد وسيلة للعمل مع روسيا أينما كان الأمر ممكنا".
وأعلن الكرملين أن اجتماع القمة الثلاثي بين زعماء روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية سيتناول الأجندة السورية بكامل طيفها، فيما أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أن تساعد القمة الثلاثية على تفعيل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية.د-(وكالات)