الجيش السوري يواصل تقدمه في شمال البلاد

جندي من الجيش السوري في اشتباك مع قوات الثوار - (أرشيفية)
جندي من الجيش السوري في اشتباك مع قوات الثوار - (أرشيفية)

دمشق- سيطر الجيش السوري والمجموعات المسلحة المتحالفة معه أمس على بلدة الحاضر، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي، في تقدم هو الثاني من نوعه منذ مطلع الاسبوع في هذه المحافظة الواقعة في شمال البلاد.اضافة اعلان
وقال مصدر عسكري سوري "سيطر الجيش السوري وحلفاؤه بشكل كامل على بلدة الحاضر" التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مدينة حلب، مركز المحافظة.
وكانت البلدة الاستراتيجية تحت سيطرة فصائل اسلامية ومقاتلة ابرزها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية).
ونقل التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل عن مصدر عسكري السيطرة على البلدة "وتكبيد الارهابيين خسائر جسيمة".
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته سيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله على "اجزاء كبيرة من البلدة"، مشيرا الى "معارك عنيفة" مستمرة بين الطرفين داخل البلدة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الحاضر "تعد المعقل الابرز للفصائل المقاتلة في ريف حلب الجنوبي"، موضحا ان "سيطرة قوات النظام على البلدة تجعلها قريبة من طريق دمشق حلب الدولي" الذي تسيطر الفصائل على اجزاء كبيرة منه منذ عام 2012.
وتزامنت الاشتباكات في الحاضر بحسب المرصد، مع "تنفيذ الطائرات الحربية الروسية والسورية ضربات جوية استهدفت مواقع مقاتلي الفصائل والنصرة"، لافتا الى خسائر بشرية في صفوف الطرفين من دون تحديد حصيلة.
وبدأت قوات النظام عمليات برية في 17 تشرين الاول/اكتوبر في ريف حلب الجنوبي بغطاء جوي روسي وتمكنت من السيطرة على بلدات عدة وصولا الى الحاضر التي تبعد نحو 25 كيلومترا عن مدينة حلب.
وتنفذ موسكو منذ 30 ايلول/سبتمبر ضربات جوية في سورية تقول انها تستهدف "المجموعات الارهابية" وتتهمها دول الغرب والفصائل المقاتلة باستهداف المجموعات المعارضة اكثر من تركيزها على المتشددين.
وتاتي سيطرة قوات النظام على بلدة الحاضر بعد 48 ساعة على فكها الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، والذي كان محاصرا من تنظيم داعش منذ ربيع 2014.
ويعد فك الحصار عن المطار الاختراق الاهم الذي سجلته قوات النظام منذ بدء عملياتها البرية باسناد جوي روسي الشهر الماضي.
واحصى المرصد أمس مقتل "ستين مقاتلا من تنظيم داعش مقابل مقتل عشرين مقاتلا على الاقل من قوات النظام السوري و13 مقاتلا ايرانيا وثمانية من حزب الله اللبناني" في معركة فك الحصار عن المطار.
وقال عبد الرحمن "يعمل النظام في الوقت الراهن على توسيع سيطرته على المطار وابعاد التنظيم عن محيطه تمهيدا لاستخدامه كقاعدة في عملياته الجوية المقبلة في شمال البلاد".
وتشهد الجبهة الغربية والجنوبية الشرقية لمطار كويرس وفق عبد الرحمن، "اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش الذي يتركز وجوده بشكل اساسي في الريف الشرقي لحلب، ولا سيما في مدن الباب ومنبج ودير حافر".
وتعتبر قوات النظام ان السيطرة على المطار تشكل تحولا في مسار العمليات العسكرية في محافظة حلب.
وأوضح مصدر عسكري سوري ان السيطرة على المطار "تحقق نقلة فعلية في العمليات العسكرية في محيط حلب، حيث باتت القوات السورية على بعد كيلومترات عدة عن المحطة الحرارية التي تمد مدينة حلب بالكهرباء".
وتتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة على مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012.
وبحسب المصدر، فان "مطار كويرس ليس قاعدة جوية فحسب، بل قاعدة عسكرية متكاملة، والسيطرة عليه ستوفر للقوات الروسية والسورية نقطة متقدمة للانطلاق منها في عمليات أخرى".
واضاف "يستعد الجيش السوري لبدء عمليات عسكرية في منطقة لم تحدث فيها اشتباكات منذ أكثر من ثلاث سنوات"، في اشارة الى مناطق مجاورة تحت سيطرة المتشددين.
ويتواجد الجيش وفق المصدر ذاته، على بعد كيلومترات عدة عن دير حافر، أحد أهم معاقل تنظيم داعش شرق المطار، وعن مدينة الباب الحدودية مع تركيا التي يسيطر عليها الجهاديون ايضا.
وتسبق هذه التطورات الميدانية اجتماعا دوليا مرتقبا في فيينا السبت من المرتقب ان يبحث في انتقاء اسماء "وفد موحد" يمثل المعارضة السورية في مفاوضات محتملة مع النظام.
وياتي اجتماع اليوم تنفيذا لتوصيات اجتماع حول سورية استضافته فيينا في 30 تشرين الاول/اكتوبر بمشاركة 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وايران والسعودية، من دون مشاركة ممثلين عن النظام السوري او المعارضة.
وتشهد سورية نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية عام 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين السكان داخل البلاد وخارجها. - (وكالات)