عمان-الغد- بات الجيش السوري اللاعب الرئيس في المشهد العسكري وسط تقديرات بان سيطرته تصل إلى 80 في المائة من مساحة البلاد، مما يعطي دمشق فرصا أكبر في تطبيق رؤيتها التي تقوم على انه لا تفريط بأي شبر من الارض السورية، في إشارة إلى عزم بعض المجموعات المسلحة الكردية تعزيز الانشقاق السياسي عن البلاد، تحت مسمى الحكم الذاتي.
فغوطة دمشق الشرقية، تشهد حسب مصادر متطابقة، مخاضا عسيرا، في اجواء الاقتتال الداخلي بين المجموعات المسلحة وتزايد الاحتقان الشعبي ضد جبهة النصرة، لافتتة إلى أن جميع المؤشرات تذهب إلى أن مصير الغوطة الشرقية آخر معاقل المسلحين في ريف دمشق بات على المحك.
وتشهد الغوطة صراعا منذ نيسان(ابريل) الماضي بين "هيئة تحرير الشام" "جبهة النصرة" سابقا و"حركة أحرار الشام الإسلامية" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" من جهة أخرى، وتتركز الاشتباكات بين الجانبين في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا في الغوطة الشرقية.
وتتواتر الاخبار عن ضغوط يمارسها سكان الغوطة على جبهة النصرة التي باتت في موقف حرج للغاية إذ خرجت تظاهرة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق طالبت بخروج "جبهة النصرة" من الغوطة.
وفرق مسلحون تابعون لـ"هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) تظاهرة لأهالي منطقة عربين في غوطة دمشق الشرقية شارك فيها أكثر من 1500 شخص، تطالب بخروج مسلحي الهيئة من الغوطة وهو ما تكرر خلال الأيام الماضية، وقال النشطاء إن مسلحي الهيئة أطلقوا النار على المتظاهرين ما أوقع عددا من الإصابات بين صفوفهم.
وتؤكد المصادر، أن جيش الإسلام القوة الأكبر في الغوطة يستعجل القضاء على "جبهة النصرة" خلال فترة هدنة وقف التصعيد مع الجيش السوري تمهيدا لدخوله منفردا في اتفاق حول مصير المنطقة.
واعتبرت المصادر ان الاقتتال المزمن بين جيش الإسلام والنصرة في الغوطة يمكن اعتباره كذلك انعكاسا للخلاف بين السعودية وقطر حيث تدعم طل دول طرفا في النزاع.
اما الجيش السوري فيسابق الزمن في أطراف الغوطة، حسب المصادر التي تؤكد ان الجيش يستغل حالة الاقتتال بين المجموعات المسلحة ليتقدم بشكل مستمر وفق تكتيك القضم إلى مواقع لـ"النصرة" بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولتين باتفاق خفض التصعيد، واستعاد سيطرته، بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف، على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا- جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر وجحا في عمق حي جوبر.
وأمس، بسط الجيش السوري سيطرته الكاملة على مدينة السخنة، آخر معقل لتنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة حمص.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر عسكرية، أن الجيش السوري ألحق بتنظيم "داعش" خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وتقع مدينة السخنة على بعد حوالي 50 كم شمال شرقي مدينة تدمر القديمة، كما تقع على بعد حوالي 50 كيلومترا من مدينة دير الزور.
ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر عسكري، أن وحدات الهندسة في الجيش السوري تقوم بإزالة المفخخات والعبوات الناسفة التي خلفها مسلحو التنظيم داخل الأبنية السكنية وفي الشوارع.
وتعد مدينة السخنة أكبر تجمع لتنظيم داعش في ريف حمص الشرقي وأهم طرق إمداده الرئيسة، بوصفها نقطة وصل بين أرياف حمص ودير الزور ومدينة الرقة أكبر معاقل التنظيم في سورية.
واستعادت وحدات من الجيش، أول من أمس، السيطرة على قرية الطرفاوي شمال شرق أبو العلايا بمنطقة جب الجراح شرقي مدينة حمص بنحو73 كم، بعد القضاء على عدد من مسلحي "داعش" وتدمير آليات وذخائر كانت بحوزتهم.
وفقد مسلحو "داعش" مساحات شاسعة من الأراضي السورية، لمصلحة الجيش السوري وحلفائه وقوات سورية الديمقراطية المدعومة من قبل الولايات المتحدة.
وأمس كذلك، غادر بين 300 و350 مسلحاً من "سرايا أهل الشام" المنسحبين من وادي حميد في جرود عرسال الحدودية اللبنانية، باتجاه بلدة الرحيبة السورية. وقال مصدر عسكري لبناني إنه "مع انسحاب آخر مسلح سينتشر الجيش اللبناني في الجرود اللبنانية، وهي خطوة ستمهد لمعركة المواجهة مع مسلحي داعش الذين يحتمون في جرود رأس بعلبك والقاع، وهي امتداد لجرود عرسال".
وكان "الإعلام الحربي" التابع لـ "حزب الله" أعلن عن "غارات جوية عنيفة نفذها الجيش السوري على مواقع داعش في مرتفع الحشيشات والشلوبي في جرد الجراجير، ومعبر فيخا في جرد قارة في القلمون الغربي.
وأوضح رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، أن مسلحي داعش ينتشرون في خربة داود، وهي في جرود عرسال، وفي وادي الخشن، في جرود رأس بعلبك، أما مركز القيادة فموجود في وادي ميرا في الجرد السوري.
ويرافق مسلحي "السرايا" ألفا مدني هم عائلاتهم. وقال رئيس أحد مخيمات النزوح عند أطراف عرسال إن 500 نازح من مخيمات عرسال سينضمون إلى المنسحبين. ولفت إلى أن المغادرين "سينتقلون إلى بلدة يسيطر عليها الجيش الحر في ضوء هدنة حصلت قبل نحو شهرين بين دمشق والجيش الحر ومن شروطها إدخال المواد الغذائية إلى الرحيبة ودخول أشخاص ترحب بهم القوات الحكومية".
وكان تنظيم "سرايا أهل الشام" امتنع عن مقاتلة "حزب الله" في جرود عرسال خلال المواجهة التي حصلت قبل أسبوعين. وانسحب المسلحون إلى وادي حميد حيث توجد عائلاتهم، ولم يغادروا مع القافلة التي أقلت مسلحي "جبهة النصرة" وعائلاتهم ونازحين آخرين إلى إدلب.
وأكد المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم لوكالة "رويترز"، أن عناصر "سرايا أهل الشام" سيبدأون مع عدد من المدنيين الانسحاب، إضافة إلى عائلاتهم وبعض العائلات التي تريد العودة طوعا إلى بلدة عسال الورد.
وأوضح أن "تنظيم مغادرة الموكب سيكون، كما تنظيم عودة عناصر النصرة إلى سورية، ضمن موكب وحماية مؤمنة داخل الأراضي اللبنانية وبمواكبة من عناصر الأمن العام".
وقال الحجيري إن "البلدية ستواكب المغادرين كي ترشدهم إلى الطريق إن أرادوا ذلك، وطلبنا من الصليب الأحمر اللبناني مواكبتهم إلى الحدود، تحسباً لأي طارئ صحي قد يتعرض له أحدهم". وأشار إلى طأن المغادرين سينتقلون بسياراتهم الخاصة وسيارات "بيك أب" يملكونها". وزاد: "المهم ألا يبقى أي فصيل مسلح، وأن ينتهي هذا الوضع، لأن تقدم الجيش إلى الجرود مرتبط بهم".
وكان القيادي في "الجيش الحر" فراس البيطار في الرحيبة، رفض إدخال مسلحي "سرايا أهل الشام" إلى البلدة بحجة أنهم عملاء لـ "حزب الله"، إلا أن "تنسيقيات المسلحين" نقلت عن الناطق الرسمي لـ "سرايا أهل الشام - الجيش الحر" عمر الشيخ قوله إنه "تم تحديد موعد بدء تنفيذ الاتفاق الخاص بخروج 350 مسلحا من "سرايا أهل الشام" وعشرات العوائل من مخيمات عرسال، على أن تنطلق القوافل من جرود عرسال إلى منطقة الرحيبة في القلمون الشرقي".-(وكالات)