الجيش العراقي يشن هجوما جديدا في الموصل

جندي عراقي في أحد أحياء الموصل- (ا ف ب)
جندي عراقي في أحد أحياء الموصل- (ا ف ب)

بغداد/ إربيل- تقدمت وحدات الجيش العراقي من جنوب شرق الموصل باتجاه جسر على نهر دجلة في وسط المدينة الثلاثاء في هجوم قد يعطي دفعة جديدة للمعركة الصعبة المستمرة منذ سبعة أسابيع للسيطرة على المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في شمال العراق.

اضافة اعلان

وقال قائد الحملة العسكرية الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله للتلفزيون العراقي إن الجنود دخلوا مستشفى السلام الذي يقع على بعد اقل من 1.5 كيلومتر من نهر دجلة الذي يشطر الموصل نصفين.

وسيمثل ذلك في حال تأكده تقدما ملحوظا للفرقة التاسعة المدرعة في الجيش العراقي التي تخوض قتالا دمويا مع مقاتلي تنظيم داعش منذ أكثر من شهر على مشارف المدينة من ناحية الجنوب الشرقي.

وقال عقيد في الفرقة المدرعة إن هجوم اليوم الثلاثاء الذي بدأ عند الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي يهدف إلى التقدم صوب النهر والوصول في النهاية إلى الجسر الرابع في الموصل وهو الجسر الجنوبي من أصل خمسة تمتد عبر ضفتي نهر دجلة.

وتعرض الجسر مثل ثلاثة جسور أخرى لغارات جوية بقيادة أمريكا لمنع التنظيم المتشدد من إرسال التعزيزات والسيارات الملغومة التي يقودها انتحاريون إلى الجبهة الشرقية التي تقود فيها قوات مكافحة الإرهاب حملة الجيش.

وقال اثنان من السكان إن الجسر الأخير والأقدم المبني بالحديد في الثلاثينيات من القرن الماضي استهدف ليل الاثنين. ولم يدمر الجسر لكن الغارات أحدثت حفرتين كبيرتين في الطرقات المؤدية إليه من الجانبين.

وقال السكان لرويترز عبر الهاتف إن المتشددين بدأوا على الفور بردم الحفرتين.

وقال سائق سيارة أجرة "رأيت داعش يستخدمون البلدوزرات لملأ الحفر بالتراب و عند منتف النهار استطاعت العجلات العبور فوق الجسر بصورة طبيعية. انا كنت أقود سيارتي إلى الطرف الآخر من الجسر ورأيت أيضا سيارات داعش تعبر "

ويشارك نحو 100 ألف جندي من جنود الجيش العراقي وقوات الأمن ومقاتلي البشمركة الأكراد والفصائل التي يهيمن عليها الشيعة في حملة الموصل التي بدأت في 17 أكتوبر تشرين الأول بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ورغم التقدم الذي أحرزته هذه القوات في شرق الموصل فإن الجيش يقول إنه يخوض أشرس حروب المدن التي يمكن تخيلها وإنه يتعرض لمئات الهجمات بالسيارات الملغومة التي يقودها انتحاريون وقصف بالمورتر ونيران قناصة وأكمنة تنطلق من شبكة أنفاق.

وتباطأ التقدم أيضا بسبب وجود أكثر من مليون ساكن في المدينة.

*تكتيكات جديدة

وقال العقيد بالجيش إن هجوم اليوم يهدف لسحق مقاتلي تنظيم داعش الذين يبدون مقاومة شرسة لكن القوات المهاجمة تفوقهم عددا.

وأضاف العقيد عبر الهاتف "نحن نتبع تكتيكا جديدا- زيادة عدد القوات المتقدمة من عدة محاور للأخذ بزمام المبادرة ومنع مقاتلي داعش (تنظيم داعش) من تنظيم أي هجمات مضادة."

وأشار إلى أن الكتائب المدرعة التي لاقت صعوبة بدباباتها ومدرعاتها الثقيلة في التأقلم مع ظروف حرب العصابات قد تم تعزيزها بكتيبة من المشاة.

وأشار إلى أن العملية العسكرية الحالية تهدف إلى السيطرة على حي الوحدة الكبير الممتد لمسافة داخل المدينة مشيرا إلى انه في حال السيطرة عليه فسيكون نقطة بداية للهجوم على الجسر الرابع.

ولم يتسن على الفور تأكيد وصول الجنود إلى مستشفى السلام الذي يقع داخل حي الوحدة لكن أحد السكان في الموصل قال عبر الهاتف إنه سمع من سكان آخرين أن الجيش تقدم إلى مسافة قريبة منه.

ويأتي تقدم الجيش في جنوب شرق المدينة في الوقت الذي تتأهب فيه وحدات الشرطة الاتحادية المتمركزة غربي دجلة للتقدم صوب المطار على المشارف الجنوبية الغربية للمدينة.

وقال السكان إنهم سمعوا إطلاق قذائف مورتر وشهدوا زيادة في الضربات الجوية في الشطر الغربي من المدينة ربما تحضيرا لعملية برية ستفتح جبهة أخرى في المدينة وتزيد الضغط على دفاعات تنظيم داعش.

ويعتقد أن المتشددين الذين احتلوا الموصل أواسط عام 2014 متحصنون في أنحاء المدينة لكن جنرالا أمريكيا في التحالف الذي يدعم القوات العراقية قال لرويترز إنه يبدو أنهم يبنون تحصينات إضافية للقتال في الشرق.

وقال البريجادير جنرال سكوت إيفلاند نائب القائد العام لقوات التحالف إنهم توقعوا أن تكون الدفاعات الرئيسية في غرب المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان ويسكنه عدد أكبر من السنة مقارنة بشرق المدينة.

وقال إيفلاند لرويترز "ما كنا نعتقد أنه سيكون أقوى دفاع" قام تنظيم داعش بنقله للأمام.

وأضاف "طبيعة العدو الذي كنا نواجهه تراجعت الآن عما كانت عليه منذ شهر... ما كانوا يدخرونه للضفة الغربية من النهر ينقلونه الآن إلى الشرق."

وأشار في تكرار لتصريحات من قادة عراقيين إلى أن معدل السيارات الملغومة التي يقودها انتحاريون والبالغ إجمالي عددها أكثر من 650 حتى الآن وفقا للجيش قد انخفض في الآونة الأخيرة.

وكشف أن عدد المقاتلين في المدينة تراجع على الأرجح إلى نحو ثلاثة آلاف بينما كان يتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف مع بداية الحملة.

ولم يعلن المسؤولون العراقيون عن حصيلة القتلى في قواتهم حتى الآن. وفي الأسبوع الماضي قالت الأمم المتحدة إن حوالي ألفين من قوات الأمن العراقية قتلوا في نوفمبر تشرين الثاني فضلا عن 900 فرد من الشرطة والمدنيين وهي حصيلة تعتبر بغداد أنها ترتكز على تقارير لم يتم التحقق منها. (رويترز)