الجيش اللبناني يطرد مسلحي طرابلس والأكراد السوريون يهاجمون تركيا

جنود لبنانيون يتموضعون في حي باب التبانة في طرابلس بعد السيطرة عليها امس -(رويترز)
جنود لبنانيون يتموضعون في حي باب التبانة في طرابلس بعد السيطرة عليها امس -(رويترز)

عواصم- سيطر الجيش اللبناني أمس على معقل المسلحين الإسلاميين في حي باب التبانة في مدينة طرابلس (شمال) بعد ثلاثة أيام من المعارك، فيما اتهم مسؤول كردي سوري تركيا بالمماطلة في تنفيذ اتفاق يسمح لمقاتلي البشمركة العراقيين الأكراد من الوصول إلى سورية للمساعدة في إنهاء حصار بلدة كوباني (عين العرب).اضافة اعلان
وقتل في المعارك التي بدأت الجمعة في وسط المدينة وامتدت الى محيطها وسرعان ما تركزت في حي باب التبانة ذي الغالبية السنية، 11 عسكريا وخمسة مدنيين، وأوقف الجيش أكثر من 160 مسلحا.
وشهدت طرابلس منذ ثلاث سنوات سلسلة مواجهات دامية على خلفية النزاع السوري، بين سنة متعاطفين مع المعارضة السورية وعلويين مؤيدين للرئيس بشار الاسد، لكنها المرة الاولى التي تدور فيها معارك بهذا العنف في وسط "عاصمة الشمال" بين الجيش والمسلحين المعارضين للنظام السوري.
وتسببت المعارك التي استمرت حتى ليل الاحد الاثنين باحتراق عشرات المنازل والمتاجر في وسط طرابلس وفي باب التبانة حيث يعيش اصلا مائة ألف شخص، نزح معظمهم إلى قرى مجاورة او الى مدارس.
وقال متحدث عسكري ان "الجيش سيطر على منطقة حي باب التبانة"، فيما اصدرت قيادته بيانا أكدت فيه ان وحدات من الجيش "تستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها"، وقد "تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الارهابية المسلحة في منطقة باب التبانة".
وافاد مراسل فرانس برس في المدينة ان قوات من الجيش دخلت الحي وبدأت بتمشيطه وتنفيذ عمليات دهم وضبط اسلحة وتفكيك الغام تركها المسلحون.
وتم العثور في المنطقة، بحسب الجيش الذي دعا المسلحين الفارين الى تسليم انفسهم، "على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات". ويصف الجيش المسلحين في طرابلس ب"المجموعات الارهابية". وبحسب مصادر السكان ومسؤولين محليين ومصادر امنية، تضم هذه المجموعات اسلاميين بعض قادتها مرتبط بـ"جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
واصدر هذا التنظيم المتطرف خلال الساعات الماضية سلسلة بيانات هدد فيها، ردا على معارك طرابلس، بإعدام احد الجنود اللبنانيين الذين يحتجزهم رهائن منذ آب(اغسطس)، لكنه لم يصدر أمس اي بيان يعلن فيه انه نفذ وعيده.
وتحتجز الجبهة وتنظيم الدولة الاسلامية 27 جنديا وعنصرا في قوى الامن خطفتهم من بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية بعد معركة بين الجيش اللبناني ومسلحين متطرفين وصلوا من سورية ومن داخل مخيمات للاجئين السوريين في عرسال. وكان عددهم ثلاثين، الا ان التنظيمين قتلا ثلاثة عسكريين منهم.
ويقوم الجيش اللبناني منذ معارك عرسال بمداهمات يومية بحثا عن مطلوبين خصوصا في الشمال.
وخلال الاسابيع الماضية، اعلن خمسة جنود سنة يتحدرون من الشمال في تسجيلات مصورة انشقاقهم عن الجيش وانضمامهم الى جبهة النصرة او تنظيم الدولة الاسلامية.
اما على صعيد الأزمة في عين العرب، فقد اتهم مسؤول كردي سوري تركيا امس  بالمماطلة في تنفيذ اتفاق يسمح لمقاتلي البشمركة العراقيين الاكراد من الوصول الى سورية للمساعدة في انهاء حصار بلدة كوباني. وقال صالح مسلم الرئيس المشارك في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي امس ان مقاتلي البشمركة مستعدون منذ ثلاثة أيام للدخول الى كوباني التي يدافع عنها أكراد سورية. وأضاف "ولكننا لا نعرف ما يدور بينهم وبين تركيا. التأخير سببه تركيا." والجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي هو وحدات حماية الشعب. وهو الذي يتصدى لمتشددي الدولة الاسلامية في كوباني على مدى شهر.
واندلعت اشتباكات عنيفة وتراشق متقطع بقذائف المورتر في كوباني امس وتصاعدت عدة أعمدة من الدخان فوق شرق البلدة حيث احتدم القتال في الايام الماضية.
وحاول مقاتلو الدولة الاسلامية الاستيلاء على معبر حدودي الى الشرق مباشرة من كوباني في مطلع الاسبوع لكن المقاتلين الاكراد تصدوا لهم.
وقال مسؤول تركي اشترط عدم الافصاح عن اسمه ان الاطراف المعنية ما زالت تبحث تفاصيل الاتفاق.
وفي الاسبوع الماضي صوت البرلمان الكردي العراقي لصالح ارسال بعض قوات البشمركة الذين يخوضون معركتهم الخاصة ضد الدولة الاسلامية في شمال العراق الى سورية.   وقال متحدث باسم الحكومة الكردية ان المقاتلين لن يشتركوا في معارك مباشرة في كوباني ولكن سيوفرون دعما بالمدفعية.
واشار مسؤولون أكرد عراقيون الى أن قضايا فنية هي التي تسببت في التأخير ولكنهم لم يعطوا مزيدا من التفاصيل.
من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان متشددي تنظيم الدولة الاسلامية قطعوا رؤوس أربعة من رجال القبائل في شرق سورية بعد ان اتهموهم بمحاربة التنظيم وتلقي تدريب عسكري من قوات موالية للحكومة السورية.
وقال المرصد الذي يتابع مجريات الحرب الاهلية في سورية ومقره بريطانيا ان الاربعة ينتمون لقبيلة شيتات السنية التي يقاتل رجالها الدولة الاسلامية في محافظة دير الزور الشرقية المتاخمة للعراق.
في غضون ذلك،  قال الجيش الاميركي ان الولايات المتحدة قادت 11 غارة جوية ضد الدولة الاسلامية في العراق وسورية الاحد والاثنين. وفي بغداد، قالت مصادر بالجيش والشرطة ان مهاجما انتحاريا قتل ما لا يقل عن 27 مسلحا ينتمون لجماعات شيعية عندما فجر نفسه على مشارف بلدة جرف الصخر العراقية امس بعدما طردت قوات الامن مقاتلي جماعة الدولة الاسلامية من المنطقة في مطلع الاسبوع.
وأصاب المهاجم - الذي كان يقود عربة همفي ملغومة جرى الاستيلاء عليها على الارجح من القوات الحكومية - 60 مسلحا شيعيا ممن ساعدوا القوات الحكومية على استعادة البلدة التي تقع الى الجنوب مباشرة من العاصمة.
وفي وقت لاحق أمس، لقي 15 شخصا حتفهم بتفجير انتحاري في حي الكرادة في بغداد.
والسيطرة على جرف الصخر لها أهمية شديدة لقوات الامن العراقية التي تمكنت أخيرا من طرد المقاتلين السنة بعد اشتباكات دامت شهورا. فالسيطرة على البلدة قد تسمح للقوات العراقية بمنع المسلحين السنة من الاقتراب بدرجة أكبر من بغداد وبقطع اتصالاتهم بمعاقلهم في محافظة الانبار في غرب البلاد وأيضا منعهم من التسلل الى جنوب العراق الذي تسكنه أغلبية شيعية.
وهددت الجماعة بالزحف الى بغداد حيث توجد قوات خاصة وآلاف من مقاتلي الجماعات الشيعية المسلحة المتوقع أن يبدوا مقاومة شديدة اذا تعرضت العاصمة لتهديد.
ويحاصر مقاتلو الدولة الاسلامية بلدة عامرية الفلوجة من ثلاث جهات منذ أسابيع. ويقول مسؤولون أمنيون ان القوات الحكومية تستعد لتنفيذ عملية لكسر الحصار.
وواصلت جماعة الدولة الاسلامية الضغط على قوات الامن امس حيث هاجمت قوات من الجيش والشرطة ومقاتلين شيعة في بلدة المنصورية شمال شرقي بغداد. وقالت الشرطة ان ستة من قوات الأمن قتلوا. وحققت قوات البشمركة الكردية تقدما أمام الدولة الإسلامية في مطلع الأسبوع. -(وكالات)