الحايك.. مهارات جديدة تفتح أبواب رزق خفية

عمان - _- نشأت حربية الحايك البالغة من العمر أربعين عاما في سورية، ولجأت إلى الأردن بسبب الحرب التي فصلتها عن زوجها حيث بقي هو في سورية ولم يستطع الانضمام إلى عائلته، سكنت في منطقة بليلة في محافظة جرش، كانت تهوى الطبخ وصناعة الحلويات والأكلات الشعبية والعربية المختلفة، عانت من وضع مالي صعب حيث تحملت وحدها مسؤولية أبنائها الثلاثة.اضافة اعلان
تقول حربيّة: "زوجي موجود في سورية بسبب الظروف الماديّة والاقتصادية الصعبة، وكنتُ أبحث عن فرصة عمل، لإعالة أبنائي الثلاثة، وجدت فرصة في مطعم كان كل العاملين فيه من الرجال فاضطرتني الظروف للعمل فيه مؤقتا حتى أجد ما هو أنسب لظروفي، كانت تجربة صعبة وغريبة علي مما جعلني أجتهد لتغيير مكان عملي، إلا أنني عملت في المطعم لمدة سنة كاملة".
كانت متخوفة من بداية مشروع رغم أنها بدأت تقوم ببيع بعض المأكولات الشعبية للمعارف، تقول حربية: " بدأت أعمل بالطبخ وبيع المعجنات والأكلات الشعبية سألتني صديقاتي وجاراتي، لم لا تؤسسي مشروعاً، فأخبرتهن أنني أخاف من التوسع فأنا لا خبرة لي في التجارة أو إدارة المشاريع، وبعد أسابيع من حديثنا هذا أتين إلي متحمسات لإخباري أن هناك دورات يتم التسجيل بها لدى الجمعية الخيرية لتدريب السيدات على مهارات مختلفة منها أمور تجارية وإدارية، ذهبت أستطلع الأمر وأنا أفكر أنه ليس لدي فائض من المال حتى أسجل في دورة، فإذا بها دورات مجانية يمنحها مشروع اسمه مدد يديره مركز تطوير الأعمال BDC".
فبدأت بالتدريب سعيدة بهذه الفرصة، تقول حربية: "شعرت بأن هذه الفرصة هدية من السماء لتبث في نفسي السعادة، لذلك شاركت بدورتين متتاليتين، فرصة التدريب هذه أكسبتني مهارات متعددة منها التواصل مع الآخرين، وكيفية التسويق لمنتجاتي ومشروعي والترويج لهُ عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، كما علمتني ما لم أكن أعلمه عن التجارة وإدارة الأعمال".
بعدها عملت حربية في مشروعها حيث تقول: "عملتُ بعد هذه الدورات في مطبخي الإنتاجي الصغير من المنزل وأصبح مصدر دخل يلبي حاجاتنا أنا وأسرتي ويدفع إيجار البيت، فبالإضافة لاكتساب المهارة فتح لي التدريب باباً من أبواب الرزق مما أدى إلى زيادة زبائني حيث بدأت الطلبات ترِدُني من خلال المعارف والجيران والمدارس المحيطة، كما شاركت في العديد من البازارات والمعارض".
تتابع حربية قائلة: "لم أتوقع هذا النجاح وبهذه السرعة، فقمت بتسجيل مشروعي سريعاً بهدف الخروج به من المنزل، فأنا أحلم بأن يكون لدي مطبخ إنتاجي متكامل، وأنصح كل سيدة طموحة بالإعتماد على نفسها وتعلم المهنة التي تحبها لتكون قادرة على تحدي الظروف الصعبة التي لا بد لنا من المرور بها".
ضمن مشروع "تعزيز الوصول الى الحماية والمشاركة والخدمات للنساء اللاجئات والمجتمعات المضيفة في الأردن".
هذا المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية ’صندوق مدد‘، وبتنفيذ الإئتلاف الذي تقوده المبادرة النسوية الأورومتوسطية EFI.