الحراحشة توظف شغفها بالكتابة بإثراء المحتوى العربي الهادف للصغار

Untitled-2
Untitled-2

منى أبوحمور

عمان- عاطفة الأمومة والرغبة في توظيف شغف الكتابة في إثراء المحتوى العربي، ورفع وعي وثقافة الطفل، هو ما دفع الأديبة نور حراحشة للتفكير في تأليف ونشر أدب قصصي هادف للأطفال وفي الوقت ذاته يحمل رسائل للأمهات.اضافة اعلان
وتقول حراحشة وهي أم لطفلة، عاد شغفها بالكتابة، تحديدا بمجال الأطفال، إذ بدأ مشوارها القصصي من خلال حكايات قديمة أثرت كثيرا بطفولتها، إلا أنها وبعد عودتها لقراءتها من جديد شعرت أن بعضها من دون هدف وفائده ولاتوجد فيها عبرة مفيدة وتأثير تربوي حقيقي على الأطفال.
قصص الأطفال القديمة، وفق الحراحشة، "كانت دائما تكرس شخصية الأميرة الضعيفة المهزوزة والأمير القوي"، فقامت حراحشة مجددا بالعودة إلى هذه القصص لتزرع فيها القوة والثقة بالنفس، محاولة زرع الجمال الداخلي بالجيل الجديد منذ طفولتهم.
وتبين أن "كل إنسان يؤمن بموهبته يجب أن يتميز فيها وأن يظهرها للجميع"، فكتبت الحراحشة سلسله قصصية، تتكون من مجموعة قديمه مثل ساندريلا، سنوايت، ليلى والذئب وغيرها، لكن خطتها بطريقة جديد وبفكر مختلف.
وتشير الى أن القصص القديمة كانت ببدايتها تحكي عن أميرة معذبة ومظلومة وبالنهاية يأتي الأمير لينقذها، لافتة إلى أن البدايات والنهايات المتشابهة والنمطية في طرح قصص الأطفال، أشعر الحراحشة بضرورة التغيير وليس البقاء داخل اطار افكار قديمة فيها الكثير من الضعف وقلة الثقة بالنفس.
وتأسف حراحشة لتجاهل بعض قصص الأطفال منذ القدم ترسيخ قيما نبيلة مثل حب الذات، الإستقلالية، الاعتماد على النفس وهو ما قامت بتناوله في سلسلتها القصصية بعد ذلك.
حاولت القاصة من خلال السلسلة القصصية الجديدة التي أعدتها الاحتفاظ بأبطال القصص القديمة، إلا أنها حرصت على تغيير الأحداث والنهايات، فجعلتها أكثر واقعيه وسلطت الضوء على شخصية الأميرة المتعلمة، المثقفة وأخرى المغرورة بجمالها وكيف يمكن لكل شخص التخلص من مشاكله بالثقة في النفس والعلم والاستقلاليه.
بذلت الحراحشة جهدا على نهايات القصص، إذ ينتصر الذكاء والأخلاق على الجمال، وخاطبت من خلالها الأولاد والبنات، فرسخت أن الرجل ليس بحاجة لإمرأة جميلة فحسب وإنما قوية وذكية وأن الجمال ليس كل شيء.
وتناولت الظروف الصعبة التي قد يواجهها الطفل في حياته عندما يكبر وكيفية التعامل مع هذه الضغوطات والصعوبات بقوة وحزم، وأكدت على ضرورة اعتماد الذكر والأنثى على أنفسهم وتطوير ذاتهم مهما كانت الإمكانيات التي يمتلكونها والموارد محدودة.
وكتبت سلسلة للأطفال مكونة من خمس قصص، أول أربع حملت عناوين القصص العالمية، "سنوايت"، "الأميرة"، "الضفدع"، "الأميرة النائمة"، "ليلى والذئب"، وطرحت سياقا جديدة وبنهايات مختلفة حملت عبر وفوائد من كل قصة باللغتين العربية والإنجليزية في القصة نفسها.
تعكف الحراحشة على نشر قصتها الخامسة التي ستنشرها تحت عنوان "فتاة الكرز"، من تأليفها لتحكي عن طفلة فوق جبينها وحمة على شكل حبة كرز، تتعرض للتنمر من قبل زملائها بالمدرسة، ملقية الضوء على كيفية تعامل فتاة الكرز مع من حولها وكيف تجاوز ذلك.
لم يكن الطريق سهلا، فالبحث عن دار نشر من أهم الصعوبات التي واجهتها، فلم تجد دارا مهتمة أو حتى متعاونة لنشر قصصها، فقررت أن تنشر وحدها.
الدعم الذي حصلت عليه الحراحشة من زوجها ووالديها وأصدقائها وابنتها دفعها لتطوير موهبتها والإصرار على تجاوز كافة العقبات والتحديات وإخراج مشروعها للنور.
وتتمنى الحراحشة من المجتمع ووزارة التربية والتعليم ترسيخ حب اللغة العربية لدى الأطفال، في ظل تركيز الكثير من أولياء الأمور والمدارس على اللغة الإنجليزية، مشددة على أهمية إنشاء جيل واع وعلى علم ومعرفة بعظمة اللغه الأم وأهميتها.