"الحرب العراقية – الإيرانية" في كتابين جديدين للمركز العربي


عمان - الغد - أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتابين جديدين يتميّزان بأهمية تاريخية، إذ يتناولان "الحرب العراقية – الإيرانية: 1980-1988".اضافة اعلان
 يوثّق في أوّلهما الفريق الأوّل الركن نزار عبدالكريم فيصل الخزرجي رئيس أركان الجيش العراقي الأسبق يوميات الحرب في صورة مذكرات ينشرها أول مرة، ويحمل الكتاب عنوان "الحرب العراقية- الإيرانية: مذكرات مقاتل" (638 صفحة من القطع الكبير).
وتعزيزا للقيمة الوثائقية لهذه المذكرات، أصدر المركز العربي كتابا ثانيا مرافقا للأول عنوانه: "الحرب العراقية – الإيرانية 1980-1988: قراءة تحليلية مقارنة في مذكرات الفريق الأوّل الركن نزار عبدالكريم فيصل الخزرجي" (167 صفحة من القطع الصغير)، بحيث يقدم قراءة مفتاحية للمذكرات بقلم الباحث في المركز العربي عبدالوهاب القصاب وهو أيضا ضابط سابق في الجيش العراقي وشارك في الحرب ضد إيران.
يعدّ كتاب "مذكرات مقاتل" أول رواية للحرب العراقية – الإيرانية يكتبها عسكري عراقي خاض تلك الحرب منذ أول يوم لاندلاعها في سنة 1980 حتى نهايتها في سنة 1988، وكان شاهدًا على جميع معاركها التي شارك فيها مباشرة حين كان قائدًا لفرقة مشاة، أو خطط لها وتابع تنفيذها عندما تولى رئاسة أركان الجيش العراقي في سنة 1987.
 وتتضمن هذه المذكرات سيرة المؤلف، وقتاله في جبهة الجولان السورية سنة 1973، وأدواره في معارك الحرب ضد إيران مثل سقوط المحمرة (خرمشهر) وتحرير الفاو وجزر مجنون وغيرها.
وتكشف هذه المذكرات معلومات جديدة ومغايرة لما هو سائد عن الحرب العراقية - الإيرانية التي كانت من أطول حروب العالم في القرن العشرين.
ويقدم الفريق الأوّل الركن نزار عبدالكريم فيصل الخزرجي رؤية لمجريات الحرب في مراحلها المُختلفة التي بدأت باشتباكات حدودية، سرعان ما فهم العراق أنها لن تتوقف عند ذلك الحد، فقرر استباق الحرب.
وشهدت هذه الحرب انتصارات وانتكاسات عانى منها الطرفان، وقد رصدها المؤلف منذ بدء التخطيط التحسبي العراقي لما يمكن أن يتطور إليه الوضع في العلاقة مع إيران بعد انتصار الثورة الإيرانية، وأبدى رأيه في النقاش الذي جرى حينها بشجاعة القائد الميداني ومعرفته في مدى ملاءمة الوضع القتالي للتشكيلات القائمة بواجبات الأمن الداخلي في شمال العراق، وقدّم مُقترحات عملية لم يجر الأخذ بها.
لعلّ أهمّ ما يبرزه الكتاب المهارة العملياتية والاستراتيجية التي تمّ بها التخطيط بإشراف صاحب المذكرات على العمليات الخمس التي رسمت نهاية الحرب العراقية الإيرانية، والتي شكّلت فتحًا جديدًا للعسكرية العربية جعل أعين الأعداء تفتح على العراق.
سيجد القارئ في هذا الكتاب مادة تفيد في فهم أفضل لما جرى ولماذا جرى؟ وتعطيه فكرة واضحة عن جيش عربي مُقاتل بحقّ، وعن شعب آمن بكلّ تنوّعاته بشرف الجندية ودورها في الحفاظ على أمنه وسلامته.
قدّم لـ"مذكرات مقاتل" وأسهم في مراجعتها وتحريرها الدكتور عبدالوهاب القصاب، الباحث المشارك في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والضابط السابق في القوات المسلحة العراقية، الذي رافق المؤلف وعمل تحت إمرته في رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة العراقية طيلة الفترة التي شغل المؤلف فيها منصب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة.
ولم يكتف الدكتور القصاب بالتقديم لمذكرات الفريق الأول الركن الخزرجي ومراجعتها، بل كتب تعقيبا وتعليقا مستفيضا لم يسعه سوى كتاب ثان مرافق لكتاب الخزرجي. وهذا الكتاب قراءة نقدية في مذكرات الخزرجي، وبعبارة أخرى، فإن عسكريًا عراقيًا خاض الحرب ضد إيران يقدم قراءة مذكرات عسكري عراقي خاض بدوره الحرب ضد إيران، وكل منهما في موقع مختلف.
وتكمن أهمية هذا الكتاب الذي لا تمكن قراءته وحده من دون مذكرات الفريق نزار الخزرجي في أن ما كُتب عن الحرب العراقية – الإيرانية قليل جدًا ولا يتناسب مع أهميتها العسكرية والاستراتيجية ومع المتغيرات الكبيرة التي خلّفتها في المنطقة العربية. وهذا الكتاب يضيف الكثير من التحليلات الجدية والمعلومات الجديدة، ولا سيما في حقل العسكريتاريا العربية ذات التجربة الطويلة في الميدان القتالي.