الحرب القادمة تقترب

هآرتس

بقلم: اوري بار - يوسف

اضافة اعلان

15/11/2019

إليكم ثلاثة افتراضات مدعومة جدا عن الحرب الكبرى القادمة: اولا، هي آخذة في الاقتراب وهي ستكون مع إيران وحلفائها في المنطقة. ثانيا، ستجبي من إسرائيل ثمنا باهظا، كما يبدو الأكبر منذ حرب الاستقلال التي قتل فيها أكثر من 6 آلاف جندي ومواطن. ثالثا، الجيش الإسرائيلي لا يمكنه الانتصار في هذه الحرب رغم أن الطرف الثاني سيدفع ثمنا باهظا.
إذا قبلنا هذه الافتراضات، ومن أقوال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان افيف كوخافي، يتبين أنهما لا يفكران بطريقة اخرى، فمن الواضح أنه لا يوجد لإسرائيل رغبة في الحرب القادمة، ويجب أن تفعل كل ما في استطاعتها من اجل منعها. المشكلة هي أن إسرائيل تدار منذ عقد من قبل زعيم يقارن نفسه بتشرتشل ويعتبر إيران تهديدا نازيا. لذلك، فان عمل كل الأجهزة المسؤولة عن التفكير الاستراتيجي في إسرائيل تم توجيهه في هذا العقد لمسألة كيف ننتصر على إيران وليس كيف نمنع الحرب الزائدة. اليكم قائمة بالمواضيع الأساسية المسؤولة عن ذلك. تذكروها ايضا عندما لا يكون الجلوس في الملاجئ مفيدا:
وزارة الشؤون الاستراتيجية. لا شك أن منع الحرب القادمة هو أمر استراتيجي بارز، لكن هذه الوزارة التي حظيت في السنوات الأخيرة بميزانيات بمئات الملايين، تنشغل في محاربة حركة الـ بي.دي.اس. صحيح أنه لا يوجد أي مواطن في إسرائيل تضرر من هذه المقاطعة ودرجة تهديدها غير واضحة تماما، لكن من الواضح أنه لا يوجد لوزارة الشؤون الاستراتيجية الوقت والتفويض لمعالجة التهديدات عديمة الاهمية مثل الحرب القادمة مع إيران.
هيئة الأمن القومي. في الأصل، عندما كانت تسمى مجلس الأمن القومي، كان عليه الانشغال ايضا بتخطيط بعيد المدى وأن يوصي الحكومة بالخطوط السياسية. الآن هو هيئة لها تأثير محدود، واسمها يظهر في الاساس عندما يقوم رئيس الهيئة بعلاج مسائل الأمن القومي مثل منع انسحاب نفتالي بينيت واييلت شكيد من الائتلاف، أو عندما يتحدث نائبه، المسؤول ايضا عن الواقع السياسي، عن "الوعد الالهي"، فان منع الحرب مع إيران غير مشمول كما يبدو في التفويض التوراتي. لذلك، فان هيئة الأمن القومي لا تقوم بعلاجه.
وزارة الخارجية. في دول اخرى في العالم تكون هي المسؤولة عن ادارة السياسة الخارجية، بما في ذلك مواجهة تحديات الأمن القومي بوسائل سياسية. هكذا كان الأمر لدينا ايضا الى حين ترك موشيه شريت الوزارة في العام 1955. منذ ذلك الحين تحولت لتصبح "خادمة لوزارة الدفاع". والآن بعد سنوات لم يكن مسؤولا عنها وزير بوظيفة كاملة، فان هذه الوزارة تشكل على الأكثر ملحق لوزارة الإعلام. ايضا من هنا، لن يأتي الخلاص.
الموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة. ذات يوم كانت إدارة سياسة خارجية سرية واتصالات مع اعداء جزء من وظيفته. الآن لا يبدو أنه من بين هذه المهمات الخاصة هناك تفويض لايجاد قناة مفاوضات سرية ومباشرة مع من سيكونون اعداءنا في الحرب القادمة. النقاش معهم هو بواسطة الصاروخ والاغتيال والقصف، التي فقط تقرب الحرب ولا تبعدها.
ولنا ايضا مكتب رئيس الحكومة مع "حوض للاسماك" واقسام سرية، ومن يدري ماذا ايضا. هذا المكتب تم تحييده في العقد الأخير عن كل شخص رفيع يمكنه أن يفكر بصورة اصيلة بشأن أنه من الواجب استثمار موارد من اجل منع حرب مع إيران. اساس دوره في المجال الاستراتيجي هو أن يشرح إلى أي درجة تشكل إيران تهديدا جديا. وأن يضع إسرائيل على رأس سهم المواجهة معها. في السنوات الأخيرة فقط، كان يبدو، أن من يترأسه ينشغل أكثر بانقاذ نفسه من التقديم للمحاكمة بدلا من انقاذ إسرائيل من كارثة مستقبلية.
ايضا الجهات الدولية لن تساعد. ذات يوم كان يمكن الاعتماد على أنه يوجد في البيت الابيض رئيس مسؤول سيستخدم كل نفوذه من اجل منع الحرب. الآن يجلس هناك شخص تفكيره التكتيكي يتركز على تغريدة الصباح. وتفكيره الاستراتيجي يتركز على تغريدة المساء. جميع البالغين المسؤولين في الغرف حوله تركوه، أو يوجدون في عملية مغادرة. لذلك ايضا هم لن يفعلوا أي شيء.
قبل حرب يوم الغفران كان يقف أمام زعماء إسرائيل خيارات سياسية كان يمكن أن تمنع الحرب، لكن بسبب تقديراتهم بأن تفوق الجيش الإسرائيلي سيردع العرب أو سيضمن انتصارا واضحا وسريعا اذا اندلعت حرب مع ذلك، فانهم لم يميلوا الى استخدامه. نظرة الى زعماء اليوم، من رئيس الحكومة نتنياهو ومرورا بوزير الدفاع بينيت وانتهاء بوزير الخارجية كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية اردان ورئيس الموساد كوهين ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات، تثير الاشتياق لغولدا وديان وغليلي وألون. حيث أنه من الواضح الآن لكل من له عينان في رأسه أن نصرا عسكريا لن يكون. وأن ثمن الحرب سيكون باهظا جدا. هذا السلوك يعتبر تنازلا حقيقيا. وإذا اندلعت حرب مع ايران فنحن الذين سندفع الثمن.