الحرب في أوكرانيا: القتال على جبهات متعددة

دخان يتصاعد من الشاطئ في ساكي، القرم، الأسبوع الماضي بعد سماع دوي انفجارات – (المصدر)
دخان يتصاعد من الشاطئ في ساكي، القرم، الأسبوع الماضي بعد سماع دوي انفجارات – (المصدر)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة .افتتاحية - (الغارديان) 19/8/2022 الانفجارات الأخيرة في شبه جزيرة القرم لا تتعلق فقط بالاستراتيجية العسكرية الفورية. إنها تتعلق بالحفاظ على الدعم المقدم لكييف. * * * تسببت موجة من الانفجارات التي وقعت في شبه جزيرة القرم مؤخراً في تحسين المزاج العام في أوكرانيا. وفي حين أن كييف كانت خجولة بشأن مناقشة هذه الحوادث علنًا، وقدمت تلميحات قوية لكنها لم تنسب الفضل في هذه التفجيرات إلى نفسها صراحة، كان مسؤولون لم يتم الكشف عن هوياتهم منهمكين في تقديم الإحاطات للصحفيين. في 9 آب (أغسطس)، يبدو أن تسع طائرات حربية روسية أو أكثر قد تم تدميرها في قاعدة ساكي الجوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا في العام 2014. ثم، يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات في موقع للذخيرة ومطار. وألقت روسيا باللوم في ذلك على "أعمال تخريب". ومساء الخميس، كانت هناك تقارير عن وقوع مزيد من الانفجارات في قاعدة بيلبيك الجوية الرئيسية، فضلاً عن حريق شب في مستودع للذخيرة داخل روسيا. كانت كل هذه الأمور ضرورية تمس الحاجة إليها لرفع الروح المعنوية الأوكرانية. كان مستشار رئاسي أوكراني رفيع المستوى قد صرح بأن هناك "مأزقاً استراتيجياً" يعيشه البلد. وعلى الرغم من أن الصورة في جنوب البلاد تبقى مشوشة، إلا أن القوات الروسية تبدو مثبتة في مكانها إلى حد كبير. لكن أوكرانيا تظل أضعف من روسيا من حيث امتلاك السلاح إلى حد كبير. كما تستمر روسيا في تحقيق مكاسب في الشرق، وإن كان ذلك ببطء وبخسائر فادحة، من خلال شق طريقها بقصف المدفعية الثقيلة من دون أي اعتبار للتكلفة التي سيتكبدها المدنيون الأوكرانيون أو قواتها. ما تزال الأحداث في شبه جزيرة القرم بعيدة كل البعد عن قلب وجهة المد. ويقول المسؤولون في أوكرانيا إنهم يأملون بأن يؤدي الضرب في عمق الأراضي المحتلة إلى قطع طرق الإمداد وتقويض القدرات الروسية. وكان وزير الدفاع قد قال إن أوكرانيا ستشن هجومًا مضادًا واسع النطاق في نهاية المطاف، عندما تكون لديها الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها من شركائها. وبعبارة أخرى، فإن نهجها الأخير الأكثر رشاقة هو ضرورة بقدر ما يتعلق بالقدرة. إضافة إلى ذلك، تُخاض الحروب جزئيًا في ساحة المعركة فقط. وتحتاج كييف أيضًا إلى تطوير هدف متجدد في الداخل والحفاظ على الوحدة الوطنية عندما يتلاشى الشعور بالارتياح والاعتزاز بصد الهجوم الروسي الأولي بشكل حتمي، خاصة وأن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الطاحنة تلقي بظلالها. وهي في حاجة إلى زعزعة ثقة موسكو -التي استبدلت قائد أسطولها في البحر الأسود هذا الأسبوع -وخفض الروح المعنوية للقوات الروسية. فقد شعرت روسيا بالأمان في شبه جزيرة القرم، حيث كان السياح يستحمون بالشمس على الشواطئ. والآن التقطت الكاميرات صورهم وهم يفرون من الرمال، بينما تُشاهد أعمدة من الدخان الأسود وهي تتصاعد من بعيد. أخيرًا، تحتاج كييف إلى الشعور بزخم جديد للحفاظ على الدعم في أماكن أخرى. كانت القصة عن مستضعف شجاع يقوم بدرء غزو شرس كافية لخلق موجة من الدعم العام والسياسي عبر أوروبا هذا الربيع. ومع استمرار ارتفاع أسعار الوقود مع اقتراب فصل الشتاء، سوف ينحسر التعاطف والتضامن، ومن المرجح أن يصبح السياسيون في المقابل أكثر حذراً في توسيع دعمهم لأوكرانيا ومعاقبة روسيا. كان من الواضح أيضًا منذ بداية الصراع أن فلاديمير بوتين أقل ثقة قد يكون أكثر خطورة. يوم الخميس، رفضت موسكو دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الذي يقوم بزيارة إلى أوكرانيا، إلى سحب المعدات العسكرية والأفراد الروس من محطة زابوريزهيا للطاقة النووية؛ أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. وكانت روسيا قد استولت على المنشأة في هذا الربيع واتهم البلدان بعضهما البعض بقصف الموقع. وحذرت أوكرانيا من أن روسيا قد تخطط للقيام بـ"استفزاز" هناك أو لوقف توليد الكهرباء -مما قد يزيد من مخاطر وقوع حادث. ويعرف بوتين أن تسليح المفاعل النووي سيكون بمثابة عبور لحدود جديدة. لكن سياسة حافة الهاوية في حد ذاتها تشكل خطرًا، وتنطوي على مخاطر وقوع كارثة غير مقصودة. ومهما تكن الثقة التي اكتسبتها كييف من الأضرار التي لحقت بشبه جزيرة القرم، فإنها لا يجب أن تخطئ في تفسير أحداث الأسبوع الماضي على أنها توفر فسحة للاسترخاء والراحة. *نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: war in Ukraine: fighting on multiple fronts اقرأ أيضا في ترجمات: اضافة اعلان

فرنسا وإسرائيل.. أي لوبي صهيوني؟ (6): التهافت على التقنية الإسرائيلية، بأي ثمن؟

فرنسا وإسرائيل.. أي لوبي صهيوني؟ (5): إسرائيل في قلب جهاز الدفاع الفرنسي